بوسي والقلب الأخضر حسن حجازي

بوسي والقلب الأخضر
حسن حجازي
///////
بكرا هامت بهِ قلبا أخضرا نأى عنه الهوى وجفاه الدرب .., هبط الطائر الغرد نشوانا فرأى زهر الغدير يناديه وجداً وحباً فانتفض .., هياما وغراما وانتقاما من أيم تولت غاب فيها البدر خجلا ووجلا وموعدا ينتظر الوصول لمحطات الشفق .. , وحيدا شريدا فريدا .. عليه طائر الوجد هبط .. على قلبه بردا وسلاما فانتصب.., عودا رقيقا طريا نديا داعب الشوق شعرا ووجدا وأحلاما عذابا كامنة في قلب ليلي مسافرة عبر الزمن .. تختصر الوقت وتحيي الزمن .., يا أيها الذي ولى وتولى وخاطب الوجد شعرا وحبا وقصا ينتظر الحلم عيونَ طفلٍ يرسم الأيام وردا وربيعا يختصر المسافات ويحقق الأمل .., فنادى خليله :" يا قيس .. لماذا تركت ليلى تخاذلا وانسحابا وتيها في البيد تخاصم الأيام وتحتضن السحب؟.., فارفق بقلب أخضر النبضات حوى بهاء الكون .. يكويه الشوق ويقتله الأرق .., هبطت "بوسي " تستحضر الفردوس بهاءً واشتياقا وألق.., تصلي الإستخارة تقربا وامتثالا أمُاً ورجاء ووصلا ممتدا بالسماء دعاءً ونداءً ومكالمات عبر الهاتف المسحور تفيض سحرا وقلق .. يا رحمن يا خالق الإنس والجن والجبال والسماوات السبع إكشف المستور واصرف المنظور واللامنظور وابعد عنه بنات الحور واحفظه من الحرف المسطور ومن الكتاب المنشور ... هكذا تلى الشيخ وغسل قلبه بماء الورد ووريقات الوِرد المنسوخة من كتاب الجدة المُوغِل توحدا وتفردا عبر الزمن .. فهل يتحقق المراد وينل رضا رب العباد ويتحقق الحلم أفراحا وأتراحا وأعراسا وعصافيرا خُضر.. تختصر الأيام وتحقق الأحلام .. , منتظرة الأم مسهدة مُجهدة تنتظر جلاء الغمة وهلول المطر .. يغسل قلبه الأخضر بماء الورد والعسجد ويروي أيامه بهجة ونعيما وألق .. قلباً لم يزل ينتفض .. يستجلى القادم عسى أن يكون قريبا ونصيبا وموعدا مرسوما على أمنيات الأم ..الفاتحة للنبي .. استدرك الوالد الفاتحة لله تعبدا وتقربا وبركة من آل البيت لتنزل البركات وترحل بنات الجن لسجنها الوردي فسليمان لم يزل واقفا شامخا يروض الرياح ويسير السحب .. أمين .. ها قد أتى الفرج!!