من المقامات عن الأحزاب الكرتونية

مقامة بإسم الأحزاب الكرتونية



 عن مشتاق بن عساكر قال حدثنى معروف بن الصاحى قال قابلت رجلا يدعى مسعود الحافى فقال جمعنى الطريق يوما برجل يبدو من هيئته عظيم ومفوهٌ كليم ومن الشكل يبدو حليم فتعارفنا فسألته من أنت رعاك الله قال وهل لمثلى يُسأل
وأنا مشهور بين الناس ولى أعوان وحراس وقلم ونبراس وصورتى تملئ الجرائد صباحا ومساء والجميع ينصت لى بالإصغاء فماقلته فحِكمة ومالم أقله هُـراء قلت وقد دخلت فى نفسى منه مهابه لعلك وجيه أو أمير أو من علية القوم وزير قال لا أنا هذا ولاذاك ولاينطق بعد ذلك فاك قلت أَعيتنى الحيله ولم أجد الى معرفتك وسيله قال أنا رئيس حزب الجماهير قلت وماهو الحزب وما هى الجماهير أنا لست بالأمور خبير فقطب الرجل جبينه ورَمَقنى شزراً فى حينه فخشيت أن يُحدث لىِّ ً
أمراً ثم قال هل تعلم كم من الأحزاب على الساحة فقلت له لقد ذدت الأمور تعقيداً
أنا لاأعرف حزب الجماهير حتى أعرف الساحة قال إنها كثيرة  وأنها تتكاثر كالفطر إذا غَشِيهُ القَطر قلت ومالفطر رعاك الله قال كأنك لاتعرف المشروم قلت وماالمشروم رعاك الله وهل هو مشتق من شرم يشرم فهو مشروم أم لعله ينتسب إلى شرم الشيخ زمَ الرجل شفتيه ولوى( بوزه)فلما أدركت غضبه أسرعت إلى إسترضائه  وكسب وده وألححت عليه أن يشرح لى مامعنى حزب الجماهير لاسيما وهو بالإجابة جدير فشهق الرجل  شهقة ثم إِتبعها بزفير ثم قال الحزب مجموعة من الأنفار جمعتهم مبادئ وأفكار ومصالح ومطامح فى شِعار ثم يستقطبون الناس حتى يصبحوا أَغلبية دون إِلتباس حتى ليدخلوا الحلبة النيابية ثم إلى سُدة الرئاسة الحكومية ووفقا لقواعد الديمقراطية فقلت  ( أمراً ثم قال هل تعلم كم من الأحزاب على الساحة فقلت له لقد ذدت الأمور تعقيداً
أنا لاأعرف حزب الجماهير حتى أعرف الساحة قال إنها كثيرة  وأنها تتكاثر كالفطر إذا غَشِيهُ القَطر قلت ومالفطر رعاك الله قال كأنك لاتعرف المشروم قلت وماالمشروم رعاك الله وهل هو مشتق من شرم يشرم فهو مشروم أم لعله ينتسب إلى شرم الشيخ زمَ الرجل شفتيه ولوى( بوزه)فلما أدركت غضبه أسرعت إلى إسترضائه  وكسب وده وألححت عليه أن يشرح لى مامعنى حزب الجماهير لاسيما وهو بالإجابة جدير فشهق الرجل  شهقة ثم إِتبعها بزفير ثم قال الحزب مجموعة من الأنفار جمعتهم مبادئ وأفكار ومصالح ومطامح فى شِعار ثم يستقطبون الناس حتى يصبحوا أَغلبية دون إِلتباس حتى ليدخلوا الحلبة النيابية ثم إلى سُدة الرئاسة الحكومية ووفقا لقواعد الديمقراطية فقلت  (كل حزب بما لديهم فرحون)  فضاق صدر الرجل ورمى سيجاره الفاخر أرضاً وقد أحمر وجهه وزفر قائلاً كأنك تهزأُ بى يارجل؟ ألم تسمع بى من قبل ؟ أنا رئيس حزب الجماهير الشهير  هلم معى وسترى قيمتى ومكانتى  بعد يسير فلحسن الحظ أن اليوم  الإجتماع السنوى للحزب فتعالى معى ولك حسن الضيافة والتكريم ( فقلت فى نفسى مايمنعنى بالذهاب معه) إشاهد ما يقول وإستمتع  بالضيافة والفلول وسرنا حتى وصلنا إلى عمارة من  قديمة وكأنها  من عهد الأصول  إرتفع عليها
بيارق الأول عليه النسر الخارق وأما الثانى فلونه أحمر غامق  فقلت فى نفسى طالما  هو معلق على المبنى  فربما يكون علم الحزب
وعندما إقتربت فرأيت قد على بمدخل العمارة يافطة بالية وقد طغت عليها  عوامل التعرية فمحتها ولم تبقى منها إلا بضعة حروف باهتة فدخل الرجل وأنا خلفه كظله إلى قاعة مرصوفة بالكراسى ثم إنطلق إلى بضع طاولات غطين بملاءات بيض وزين بباقتين من الزهور فجلس  أما أنا فقعدت فى إحدى الزوايا أراقب القاعة  منتظراً ساعة الكرم والضيافة  فى حين صاحبى ينتظر( إكتمال النصاب) كما قيل لى بإقتضاب وأنا بين الفينة والفينة أتلفت  يميناً ويساراً لأرى كم حضر من الرفاق وماسوف يتم من إتفاق ومرت ساعة أو ساعتان وأنا أجيل النظر بين صاحبى المتربع على كرسى الرئاسة وقد بدا عليه علامات الخجل والوجل مع بعض من الكياسه وبين القاعة الخاوية إلا من بضع صِبية يتضاحكون ونفر من العجائز يتغامزون  ثم نقر صاحبى الميكروفون بإصبعه نقرة أو نقرتين ثم إعتدل فى جلسته وتنحنح ثم إستفتح قائلاً بإسم الجماهير وأنا أقول فى نفسى أين تلك الجماهير إلا من حفنة من الناس ومعظمهم من الصبية الذين ينتظرون بفارغ الصبر لإنتهاء هذا المؤتمر المزعوم للإنقضاض على  ثلة الأزهار الموضوعة على منضة صاحبى.
فنظرت إلى صاحبى ففهم مغزى نظرتى وقال لابد أن نوم الرفاق ثقيل لدرجة قد نسوا معه الإجتماع ولم أدرى ساعتها هل أضحك أم أبكى؟ وعدت إلى مضاربى أحكى عن الأحزاب  الكرتونية


من مقامات أبا عمرو السنباطى