حــيــازة الــشــر

من مناظر السوء التى تشمئز منها العين وتؤذى القلب بالحزن منظر من يحمل سلاح بدون داع لأن وجود السلاح فى مكان يحمل إدانة لأهل هذا المكان فهو يدل على أن من يعيشون فيه لا يشعرون بالأمان ويفتقدون الأمن لا يثقون فى بعضهم فهم يخشون إعتداء غيرهم أو هم أنفسهم يخططون لجريمة ما
ولا ينتشر السلاح بأنواعه المختلفة الا فى مجتمعات التخلف والفقر والعصبية مجتمع يسود فيه الجهل والحمق والعنجهية والبعد الشديد عن أوامر الله
لا يحمله الا تافه فاسد الطموح معوج التفكير والرغبات قليل الدين غشيم التصرفات والأحاسيس لايهمه الحصول على علم او منصب أو تحقيق مكانة مرموقة أو بلطجى يسلب مال غيره تحت التهديد والخوف الذى تسببه رؤية السلاح
وهو يحمل إدانة لحكومة هذا البلد فلولا إحساس أهله بعدم قدرة المسئولين على حماية ممتلكاتهم وأعرأضهم وتهاونهم فى ردع من يعتدى عليهم أو رد حقوقهم حين يسلبها منهم غيرهم بالقوة والاغتصاب ما سعوا لحمل سلاح يكلفهم نفقات تحتاجه شئون أخرى من جوانب حياتهم وهو يحمل إدانة لقضاء هذا البلد وافتقاد المواطن لأحكامه العادلة.
الآن تنتشر حكمة قاتلة لن تؤدى الا الى الخراب وهى أضرب قدر ما تستطيع فآخرها صلح .
من يزعم ذلك له العذر فحين يذهب المطعون فى جسمه بخنجر وربما بمطواة قرن غزال الممنوع
حملها مهضوم الحق أو مكسور ضلع من أعضاء جسمه لمسئول أمن لا يجد الاهتمام بشأنه بل ينظر إليه على انه ضعيف ولا قيمة له وحين يتم تداول القضية فى المحاكم يتم إجبار المجنى عليه أدبيا ومعنويا وتحت التهديد والحياء والخداع بأن من يصفح يصفح الله عنه يقوم القاضى بوقف تنفيذ الحكم على الجانى بلا أدنى مراعاة لحق المظلوم ولا حق المجتمع الذى أساء اليه هذا الجانى بارتكاب جريمته
لهذ يحمل البعض السلاح لحماية نفسه وأهله وممتلكاته من الخارجين عن القانون والدين
ولسان حاله يقول حين يهجم القوى على الضعيف والكثير على القليل لابد ان يحتمى الضعيف والقليل بسلاح يرهب الأقوياء الظالمين والكثير المعتدين
المصيبة فى حمل السلاح أنه لا يمهد لخير لأن وجوده فى أيدى فئة يدفع فئات أخرى لاقتنائه خوفا من غدر من يحمله ولسان حالها يقول

إن عشت وسط الديابة
لابد تحمل سلاح
تفيد بايه الطيابة
فى السكة لو هلس لاح

المصيبة الأخرى أن من يتاجر فيه - تاجر الموت -لا يشعر بأدنى ذنب لأن ما يجنيه من ربح أكثر مما يحصل عليه من أعمال أخرى المصيبة الأكبر أن استخدامه تهورا أو اضطرارا أو حتى استعراضا للقوة فى خلاف بسيط يؤدى الى جريمة كبيرة يتجرع مرارتها القاتل واهله والقتيل وذووه بل وكل افراد المجتمع ويتسبب فى إزهاق أرواح.
لهذا ورحمة بهذا البلد وأهله يجب منع حمل السلاح يجب على رجال الأمن إذا كانوا يحملون أى قدر من الحب لهذا الشعب أن يحموه من مصائب حمل السلاح . يجب جمعه وتجريم حيازته
وإلا فإن الشر والعنف سيقضى على كل أحلامنا فى الحياة الآمنة المطمئنة
ولا حول ولا قوة الا بالله