دماء ونيران

دماء ونيران
كلما يحدونا الأمل أن مصر في طريقها للاستقرار يحدث ما يبعد ذلك الأمل لسنوات .. الطلاب يحرقون ويدمرون مباني هي ملك لهم ويعطلون الدراسة مع سبق الإصرار والترصد.. طلاب الإخوان وليس غيرهم من يقوم بذلك الفعل الغريب .. كيف لطالب أن يفعل ذلك سوى أنه قد يكون مغيباً رغم الأحداث الكبيرة التي مرت بالبلاد.. هناك ثورة قامت على جماعتهم وأبعدتهم عن الطريق .. طريقهم محفوف بالمخاطر ويتعارض كذلك مع رغبة جموع المصريين من رقي وتقدم ومغادرة التخلف الذي كان لمدد كبيرة من الزمن ..  .. هناك أيضاً قطارات السكة الحديدية التي توقفت عن العمل كذلك وحرم من تلك الخدمة آلاف مؤلفة كل يوم غالبيتهم العظمى من فقراء هذا الشعب.. تعطلت وسائل الإنتاج وتأثرت جميع المناحي الاقتصادية ليزداد الفقر والبلاء على العباد.. تأثرت الحياة في مصر ليسيروا بها نحو الهاوية وهم مصرون على ذلك وغير عابئين مما حدث لمصر منذ الثلاثين من يونيو الماضي .. جامعات وقطارات وقطع طرق وأخيراً حادث روع جموع المصريين عندما اقتحم ملثمان حفل عرس لأقباط ويحيل المدعوون إلى جثث هامدة بلا حراك ..يقتلون طفلة بريئة بعدد طلقات يفوق حد التصور ليبثوا الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد مقابل رجوع ذلك المرسي إلى سدة الحكم .. إشعال نيران وأفعال همجية لا تمت إلى الإسلام بصلة ذلك عندما حولوا الكنائس إلى رماد .. ماذا يحدث ؟ ألا يكف هؤلاء ويعرفون أن الماضي لن يعود ؟ كيف لهم أن يفعلون ما أمروا به من قادتهم حينما تأزمت المواقف من قبل .. هم يحرقون مصر مع سبق الإصرار والترصد بأوامرهم  .. هم يشوهون مصر بكل ما أوتوا من قوة لمصلحة الغير .. تلك المصالح التي عرفناها من داخل الإدارة الأمريكية حينما تسربت المآمرات ضد مصر بالتعاون مع جماعة الإخوان التي أصبحت محظورة على الورق فقط .. القضية كبيرة بحيث لن تنتهي بين ليلة أو ضحاها .. هناك غسيل مخ للكثيرين بحيث أصبحوا مغيبين عن حقائق أصبحت على أرض الواقع .. كل دم يراق وكل مال يهدر هو من مستقبل أولادهم إن كانوا مصريون ... الصراع مرير بين الدولة المصرية وهؤلاء الذين باعوا القضية طيلة عام كانوا فيه على سدة الحكم .. أي منطق يوحي بحرق مصر سوى من أناس أعمى الله أبصارهم ليصبحوا أعداء لكل المصريين .. هم أصبحوا أعداء النجاح بكل المقاييس عندما يحولوا مصر لبركة من النيران والفوضى .. أي فكر هذا الذي غرس في عقولهم ومن ذا الذي أوحى لهم بذلك  ... وإن كنا قبل ذلك نتمنى أن ينخرط هؤلاء في العملية السياسية إلا أنه جاء الوقت لاقتلاعهم من جذورهم حتى تتوقف تجف بِرْكة الدماء .. دماء المصريين  ...