غيرة

عاطف الجندى كتب:

غيرة

***
أغارُ عليك ِ من كحل ٍ
تراقصَ حولَ جفنيك ِ

ومِن قرط ٍ حظى بالقربِ
من تفاحِ خديك ِ

ومن نظارة ٍ سوداءَ
تحمي سحر عينيك ِ

ومن فرشاةِ أسنان ٍ
ومن قلم ٍ يخط الروجَ
عناباً
ويذوي مثلما أذوي
هياماً فوق شفتيكِ

ومن فستانِك الممشوق ِ
لفَّ الخصر َ
تيَّاها
وغنى للجمالِ البكرِ
إذ يجتاحُ جنبيك ِ

ومن سوتيانِ يحوي
طائرينِ يعذبانِ القلب َ
بالتجويع
في ترنيمةِ الأيك ِ
***
أغارُ عليكِ من نفسي
ومن قلمي وكرَّاسي

ومن حرفٍ رعى نبضي
وقدَّمني إلى الناس ِ

ومن شفتي التى تهفو
لترشفَ خمرةَ الكاس ِ
***
فكيف يكون تعبيري
إذا مرت عيون الجوعِ
وافتتنوا بنهديكِ

ورد الناس - من وهم
بأنك قلتِ -: .....
لبَّيكِ

أكاد أجن من نزقي
وأقتل كلَّ من يهوى
بأن يرتاحَ
تحت ظلالِ قرطيكِ
***
أحبكِ ..قال حرفُ الصاد
لي : أقبلْ
إلى نهري وأضوائي

وقال الفاء مشتاقٌ
إلي شعري وأنوائي

وقلت لوقفة التبجيل في ألفٍ
يخايلني
لأنتَ الحبُّ
في نسرين أعضائي

فردت همزةُ التثبيتِ
في وله ٍ
لأنتَ الماء إذ تجتاجُ
صحرائي !
***
فردِّي سحرك المجتاحَ
هذا الكونَ
كي أحيا بأشواقي

فهذي الغيرةُ الهوجاءُ
تقتلني
وتتركني لإطراقي

أيا ترنيمة السحر الذي يسعى
لإحراقي

أحبك غادةً خجلى
أراها بين أحداقي

فكوني مثلما أهوى
فحبك شمس إشراقي !





***

اقتباس :

ومِن قرط ٍ حظى بالقربِ
من تفاحِ خديك

ِ

اقتباس :

ومن فرشاةِ أسنان ٍ
ومن قلم ٍ يخط الروجَ
عناباً
ويذوي مثلما أذوي
هياماً فوق شفتيكِ

اقتباس :

ومن سوتيانِ يحوي
طائرينِ يعذبانِ القلب َ
بالتجويع
في ترنيمةِ الأيك

ِ

قرأت النص مرة واحدة ....سأذهب لصلاة العشاء و أعود للتعليق و الله المستعان

أحبكم جميعا

العاطفان الجميلان
سلامٌ من الله عليكما ورحمة وبركات
وتحبة من أخيكما .
أما بعد: ( حلوة أما بعد )
اسمحا لي أن أكون عاطفا أو معطوفا أو أداة عطف فقد وقعت بين عاطفين
فاعطفا علي بارك الله فيكما .
واسمحا لي أن أرمز لعاطف الجندي بعاطف1 وعاطف الحناوي بعاطف 2 اختصارا للنظر والكتابة .
 
بداية تفضل أخي عاطف 1 بنقل نصه الجميل هنا حين أبديت تساؤلا وليس ملاحظات لكي يفرج عليّ أمة لا اله الا الله والنقّاد أجمعين .ويجعلني عبرة لمن اعتبر . 
ثم جاء الجميل عاطف2 ففنّد ما ادعيت .
فاستعنت بالله عليكما قائلا :

اتفق جزئيا مع اخي عاطف2 كون النص استهله شاعرنا بثلاثة أبيات من مجزوء الوافر وليس الوافر كما قال أخي عاطف2 وهي شعر عمودي موزون مقفى  لاشية فيه.
ووزن الوافر المجزوء
مفاعلتن مفاعلتن .... مفاعلتن مفاعلتن
ويجوز العصب في عروضه وضربه بحيث تصبح مفاغلتن مفاعيلن .
اتفقنا ..؟
اتفقنا
لكن النص انتقل من شعر عمودي إلى شعر تفعيلة ابتداءً من قول شاعرنا

ومن فستانِك الممشوق ِ
لفَّ الخصر َ
تيَّاها
وغنى للجمالِ البكرِ
إذ يجتاحُ جنبيك ِ

لكنه لم يغادر بحر الوافر ولم يهمل تدوير القافية .
إلى هنا كل شيء جميل
لكن المقطع الذي يلي المفطع السابق اختل وزنه
أنظر

ومن سوتيانٍ يحوي طائرين
يعذبان القلب بالتجويع
في ترنيمة الأيك .
تعال يا عاطف 2 نقطع هذا المقطع

ومنسو تيانن  يحوي  طائري  نيعذبا  نلقلببت   تجويعفي ترني   متلأيكي  

//5/5 //5/5  /5/5  /5//5  ///5//5  /5/5//5  /5/5//5  /5/5   //5/5/5

فعولن فعولن  فعلن  فاعلن  متفاعلن  مستفعلن  مستفعلن  فعلن   مفاعيلن

أليس كذلك ...؟
اتفقنا
أين ذهب الوافر ...؟ وأين ذهب الوزن ..؟
وإذا أحدكما يقترح تقطيعا آخر فليجرب ونرى كيف سيكون وزن المقطع .
هذا نموذج فقط
أما ما ذكرته حول اختلال تفعيلة القافية في قول أخي عاطف :
ويذوي مثلما أذوي
هياما فوق شفتيك
فتعالوا نزن البيت .

ويذويمث    لماأذوي
//5/5/5    //5/5/5
مفاعيلن    مفاعيلن

هيامنفو    قشفتيكي
//5/5/5    ////5/5
مفاعيلن    ؟؟؟؟؟؟؟  برجاء أن تغتوني ما هي هذه التفعيلة متحرك متحرك متحرك متحرك ساكن متحرك ساكن ...؟
بعد ذلك انتقل شاعرنا إلى قافية أخرى همزية
وختم نصه ببيتين عموديين .
وكنت أكثر ما أقصد نهج أخي عاطف1 في بنية النص بغض النظر عن الهنات العروضية فكلنا نخطئ ونصيب
فقد تنقل بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة وانتقل من قافية لأخرى في نص واحد .
وهذا ما أثر في وحدة النص وبدا كأنه نصان .
وتساءلت عن القصد من هذه الفكرة ولم أعب عليه انتهاجها . بل رأيت أنها فكرة جديرة بالنقاش .
أما رؤيتي حول جمالية النص فقد طرحتها مسبقا .
أقول قولي هذا
وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
انتهت الخطبة
تحياتي لكما .

و أقم الصلاة ....






شرح محترم للغاية من أستاذ عبد الله الزهراني و الله استمتعت جدا أثناء القراءة لك أيها الكريم ...

إليك هذه الملحوظة من عاطف 2:

في بعض نصوص السياب " في نص بورسعيد مثلا " وكذلك غيره من الشعراء مزج الشاعر بين العمودي و التفعيلة فلا أظن في ذلك المزج مشكلة طالما أنه لم يخل بالتجربة الشعرية و يحدث نوعا من الانفصال في التجربة و في التلقي ... و الله أعلم .


كلمة " سوتيان " التي وزنتها على أنها منونّة فقد وزنتها أنا على انها ممنوعة من الصرف فهي اسم أعجمي و بذلك يستقيم الوزن

ومن سوتيانٍ يحوي طائرين
يعذبان القلب بالتجويع
في ترنيمة الأيك .

و منْ سُتْ يا نَيحْ وي طا ئريـْ نِ
//ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه /

يعذْ ذبا نل قل ببت تج وي عِ
//ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه /

في تر ني متل أي كي
/ه /ه /ه //ه /ه /ه

هكذا يستقيم الوزن في هذا المقطع ... و الله أعلم و الاختلاف في الوزن لا يفسد للود قضية ...


أما في المقطع الأخير - و هو محل خلاف أيضا - فأظن أنه بتسكين حرف الفاء في كلمة شفتيك يستقيم الوزن و القافية ..


اتفقنا ؟

لعلنا نتفق بإذن الله و في امور اللغة و الأدب سعة و رحابة و كلنا نجتهد و الله أعلى و اعلم ..


مع تحيات عاطف 2

عاطف 2

ذكر أستاذنا عاطف الجندي أنه يجوز تسكين الفاء من كلمة شفتيك و قد تابعته على ذلك ثم بحثت عما يؤكد أو ينفي الأمر و قد وجدت الدليل على صحة ما ذهب إليه و عل ذلك يستقيم الوزن و المعنى و الله أعلم ..يقول الزجّاج : كل ما كان من الأسماء على فَعِلٍ أو فَعُلٍ جاز فيه حذف الكسرات و الضمات مثل :

ضحِك و ضِحْك

كتف و كتْف

و يقول الخوارزمي : سمعت بعض لأدباء يقول : حرف الحلق إذا وقع ي مقابلة العين فإنه ي الكثير يجوز فيه التحريك و التسكين و نظيره :

نهْر = نهَر...بسكون الهاء أو فتحها

صخْر = صخَر ..بسكون الخاء أو فتحها


من شرح سقط الزند لأبي العلاء المعري المجلد الثاني صفحة 1868 و ما بعدها بتصرف

و تحالف الأمير مع الأستاذ عبد الله الزهراني ضد عاطف 2 ... ألأن كليكما في السعودية تتحالفان ضدي !؟ ههههههههههههه

قد تكونان حقا على صواب ... فلا بأس و لكن لدي توضيح صغير هو أن كلمة سوتيان ممنوعة من الصرف فلا تنوّن و بالتالي لا يحدث كسر في الوزن و إن كنت لا أرتاح لكلمة سوتيان هذه بالمرة ..!


هذا و الله اعلم

محبتي و احترامي لكم جميعا يا أغلى الأصدقاء