كفى يا صاحبي

و إن فـي رحـلهِ وجدوا الصواعا
فـهل يـا صـاحبي سرق المتاعا

فــــلا تـنـطـق أقــاويـلاً جــزافـاً
فـخير الـقول صـمتٌ إن يـراعى

ولا تـجـلـس بــأرضٍ مــن يـبـابٍ
ولا تــأت الـرذيـلة كــن شـجاعا

وإن جـثمت عـليك هـموم دهرٍ
فـبـالـقـرآن قــــولاً واسـتـمـاعـا

فــقـد كـثـر الـنـفاق بـكـلِ أرضٍ
فـيـا أسـفاً كـريم الـخلق ضـاعا

فـكـن يـا صـاحبي عـبدا حـكيماً
فـقـول الـحـقّ حــقٌّ أن يـطـاعا

فـمـصر الأن تـهـوي فــي بـحـارٍ
مـــن الأوجــاع تـحـتاج الـدفـاعا

وشـرّ الأرض يـغرس ظـفره بـين
لـحـمـي ويـحـنـا صــرنـا مـتـاعا

حـديـثٌ هــا هـنـا وهـنا حـديثٌ
وقــومٌ كـالـدّمى لبسوا الـقـناعا

تـــراهــم كــالـجـراد بــكــل وادٍ
وأســلافٌ لـهـم تـهـوى الـنزاعا

تـراهـم يــا فـتـى رفـعوا شـعاراً
حــمـاة الأرض خــوفـا أن تـبـاعا

هـــمُ خــلـفٌ لأقـــوام قـدامـى
هــمُ يــا صـاحبي قـتلوا الـيراعا

بـزيـف الـقـول قــد صـاروا كـباراً
كــأن الـبـوم قــد أكـل الـسباعا

هــمُ الأقــزام والأهــرام تــدري
مـن الأجـداث قـد خـرجوا جياعا

جـموعٌ مـن سقاط الأرض جاؤوا
كــدود الأرض تـحـترف الـخـداعا

عــاثوا مـفـسدين بــلا حـيـاءٍ
لأرض الـنيل قـد قـطعوا الـنخاعا

لــهــم آذان ما تــسـمـع لــحـقٍ
هـمُ العميانُ قد فقدوا السماعا

كـفى يـا صـاحبي لا خـير فيهم
وهذا الشعب قد عانى الصداعا

غــداً تـأتـي ريــاح الـخـير صـبرا
فــحـكـم الله أن تــأتــي تـبـاعـا

يـقول الـحق عـسرا مـعه يـسر
ومـصر الـنور عاشت كي تطاعا