مناسبة القصيدة :
نظمتها في ذكرى الثورة المظفرة، حينها كانت الجزائر تعيش مرحلة العشرية السوداء التي أتت على البشر و الحجر وأودت بحياة الآلاف من الأطفال و الشيوخ و النساء وكان عنوان تلك المجازر دوما من يقتل من ؟؟؟ وعلى لسان الجزائر في مناجاتها للثورة قلت:
أُنَــاجِـيـكِ يَـــا ذِكْـــرَى بِـالـدُّمُــوعِ وَ الـدِّمَـــــاءِ
وَبِـــآهٍ فِـــي الـصُّـدُورِ دَوَّتْ وَ فِــي الـسَّـمَــــاءِ
أُنَــاجِـيــكِ يَــا ذِكْـــرَى يَــا ذُرْوَةَ الـبُـطُـــولاَت
يَـا حُــرْقَــةَ شَـعْـــبٍ وَ اِحْــتِـــرَاقَ الشُّــعَـــرَاءِ
بِــالْأَمْــسِ بَــايَــعُـــوكِ ثَـــوْرَةَ الـمُـعْــجِــــزَات
فَـــخَـــــرُّوا سُــجَّـــدَا لِــثَــــوْرَةِ الـكِــبْـــرِيَـــاءِ
بِــالْأَمْــــسِ نَــظَــمُـــوكِ قَـصَــائِــدَ وَ أَبْــيَـــات
رَصَّــعَهَــا الــتَّـارِيـــخُ بِــالْـمَــدْحِ وَ الاِطْـــرَاءِ
فَـهَــلْ شَـهِـــدْتِ الــيَــوْمَ يَــا ذِكْـرَى مُــصَـابِـي
وَهَـــــلْ جَــاؤُوكَ بِــنَـــبَـــإٍ عَـــــــنْ أَرْزَائِــــي
مَــا سَــهَــــوْتُ عَــنْ أَطْــمَـــاعِ الـحَــاقِــدِيــــنَ
وَلَـكِــنْ مَـا ضَنَــنْـتُ الــعُــقُــوقَ فِـــي الأَبْــنَـاءِ
وَقَــفْــــــتُ للــعَـــــدُوِّ بِــــالْــمِــــرْصَــــادِ أَرُدُّهُ
فَـتَــرَبَّــى الـعَــدُوُّ فِــي رَحِــمِــي وَ أَحْــشَـائِــي
نَــسَــجْـــتُ لَــهُـــمْ بَــيْـــنَ الأَنَــــامِ عِــزَّهُـــــمْ
فَــحَــاكُــــوا لِــي الـدَّسَــائِـــسَ مَــــعَ الأَعْـــدَاءِ
سَــخَّــرْتُ لَــهُـــمْ الأَرْضَ بِـــالآلاَءِ تَــمُــدُّهُـــمْ
وَ أَعْـــــدَدْتُـــهُـــــمْ لِـلـــسَّـــــاعَــــــاتِ اللَّأْوَاءِ
فَـلَـمَّــا اِشْــتَــدَّ عُــودَهُــمْ نَــفَـثُــوا سُـمُـومَــهُــمْ
وَ رَمَــــوْنِـــــي بِـالـطَـــعَـــنَـــات النَـــجْـــــلاَءِ
قَـــالُـوا يَــا شَـعْـــبُ بُــعِـثْــنَــا بِـــكَ رَحْــمَــــةً
فَــــإِذَا كَــفُّــهُــــمْ مُــخَـــضَّــبَـــةٌ بِـــالـــدِّمَــــاءِ
قَـــالُـــوا أَنَـــا يَــا شَـعْــبُ لِــدَائِــــكَ بَـلْـــسَــــمُ
فَـــهَـــــلْ تُــضَــمَّــــدُ الـــجِـــــرَاحُ بِــــالأَدْوَاءِ
أَغْـــوَوْا نُـفُـــوسًــا ضَــلَّـتْ عَـــنْ سَـبِــيـلِــهَـــا
وَالــخَـــبُّ يُــخْــــدَعُ لِــتَــمَـــوُهِ الْـــحِـــرْبَــــاءِ
نَــهَــبُــــوا أَرْزَاقَ الــكَــادِحِــــيــــنَ عُـــنْـــــوَةً
كَـخُــفَـاشٍ يَـــدِبُّ فِــــي اللَّـيْـلَــةِ الــظَّــلْـــمَـــاءِ
هَـتَـكُـوا أَعْــرَاضَ الـمُـحْــصَــنَــاتِ بِــلاَ وَازِعٍ
وَهَـــوَوْا بِــهِــنَّ فِـــي الــهـُـــّوة الــتَّـــعْـسَــــاءِ
قَــطَـــفُـــوا رُؤُوسًــا بِـالْـمَــعَــارِفِ أَيْــنَـعَــــتْ
وَنَـكَــثُـــوا عُـــهُـــودَ الـــرُّسُــلِ وَ الأَنْــبِـــيَــاءِ
زَرَعُـــوا الْخَــــرَابَ فِـــي كُـــلِّ مَــعْـــمُــــورَةٍ
وَ أَضْـرَمُــوا نِـيـــرَانَ الْـحِــقْـــدِ وَ الْبَـغْــضَــاءِ
أَفْــشَـــوا الــرُّعْــــبَ وَ وَأَدُوا الــطُّــمَــأْنِــيـنَــةَ
وَاللَّـيْــلُ وَحْــــشٌ يَــسْــتَــبِـــدُّ بِــالـضُّــعَـفَــــاءِ
دَنَّـــسُـــوا حُــرْمَــةَ الـبُـيُـــوتِ بِـطُـغْـيَـانِــهِــــمْ
وَذَرُوهَــــا حَـــــصَــــادَ رُضَّــــعٍ وَ نِـــسَـــــاءِ
فَـهَـــذِي رَضَّـاعَـــةٌ صعِـــقَـــتْ لِـفَـجِــيــعَــــةٍ
فَــحَــكَــتْ لِلْـعَــالَـمِ وَمَـا هِــيَ بِـــالْـبَــكْـــمَـــاءِ
حِـــكَــــايَــــةَ وَلِـيـــــدٍ نَــــامَ فِـــي مَـــهْـــــــدِهِ
وَالـمَـلاَئِــكَــةُ تُــحَـفُـــهُ بِـالـنُّـــورِ وَ الــضِّـيَــاءِ
تَـسَــلَّلَــتِ الــمَــنَــى تَــسْــعَــى إِلَــى عُـــشِّــــهِ
كَــسَــعْــي الأَفَـــاعِـــي وَالْـحَــيَّـــةِ الـرَّقْـطَـــاءِ
وَ لَـــمَّــا أَصْــــدَرُوا الْفَـــتْـــــوَى بِـــذَبْــــحِـــهِ
عَــلِــقَـــتْ رُوحُـــهُ تَــئِّنُ بَــيْـــنَ الأَعْـــضَـــاءِ
فَــــلاَ هُـــــوَ دَفِـــيـــنٌ يُــــوَارَى بِـــالـــتُّـــرَابِ
وَلاَ هُـــــوَ حَــــيٌّ فِـــي دُنْــيَـــــا الأَحْـــيَــــــاءِ
فَارْتَــعَــدَتِ الفَـــرَائِــصُ لِــهَــوْلِ الــمَــشْــهَــدِ
وَ أَجْـهَــشَــتْ عُــيُــونٌ بِــالـدَّمْـعِ وَ الــبُــكَـــاءِ
حيـنها حَــصَــدُوا ســخَـــطَ الــثَّــائِــرِيــنَ ولمّـا
طَــفَــــحَ الــكَــيْــلُ بِـــسُــــيُــــولٍ حَـــمْــــــرَاءِ
فَـــلاَ الأَدْيَـــانُ شَــرَّعَــــتْ شَــــرَّ أَفْــعَــالِــهِــمْ
وَلاَ وَرْدَ الجُـــورِ فِــي مِــلَّــتِــنَــا السَّــمْــحَـــاءِ
أَيُّـــهَـا الــشَّـــعْـــبُ أَدْرِكْ بِالـحَـــدِيـــدِ عِــــزَّكَ
وَلاَ تَــخْـــضَــعْ لِلْقَـــهْـــرِ خُـــضُـــوعَ الإِمَــاءِ
وَ اقْـــلَـــعْ جُــــذُورَ الــشَّــــوْكِ مِـــنْ أَرْضِـــكَ
وَاهْــــزُزْ الظُّــلْـــــمَ بِــــرِيَــــاحٍ هَــــــوْجَــــاءِ
وَقُــلْ لِلـطُّــغْـــيَــانِ لاَ بِــأَعْـــلَـــى صَـــوْتِــــكَ
فَــلاَ خَــيـْــرَ فِـــي طَــالِـــعِ ضَــلَّـــةٍ وَ رِيَــــاءِ
وَاحْــذَرْ الــفِــخَـاخَ الـمَـنْــصُــوبَـةَ فِــي دَرْبِــكَ
وَاِرْفُــضْ أَنْ تَــكُـــونَ أُضْــحِــيَـــةً لِلـــدَّهَــــاءِ
وَلَــمْـلِــمْ الـشَّـظَــايَــا وَ الـتَـقِـــطْ الـضَّـحَــايَــــا
وَاكْـتُــبْ عَـلَـى الــرِّقَــاعِ عُــنْــوَانًــا لِلْــعَـــزَاءِ
ثُـــمَّ اسْــلُـكْ طَــرِيـــقَ الــفَـيَــالِـــقِ بِـــعَــــــزْمٍ
خَــطَّــــهُ الأَوَّلُــــونَ فِـــي اللَّـيْـلَـــةِ اللَّـــيْــــلاَءِ
وَ سَـأَهْـمِـسُ لِلأَعَادِي مَنْ رَاقَ لَـهُـمْ كَــبْـوَتِـــي
وَحَـاكُــوا لِـي الــكَـفَــنَ وَ تَــأَهَّــبُـوا لِـرِثَـائِـــي
إِنِّــي أَدَّخِـــرُ رِجَــالاً حَـنَّـكَـتْـهُـــمْ الـخُــطُــوب
وَ بِـــــالــــرُّوحِ وَ الـــوَلَـــدِ يُـلَــبُّــــوا نِـــــدَائيِ
تَـــدْمَــعُ قُـلُــوبَـــهُـــمْ لِـيُـكَـفْـكِــفُـــوا أَدْمُــعِـــي
وَلْــيَــمْــلَــئـــوا رُبُــوعِـــي بِـــطِــيـــبِ هَـــوَاءِ
فَــهُــلِّـي يَا دِيــمَــةَ الــفَــــــرَجِ وَ انــهَــمِــــرِي
بِـــالْــحُـــبِّ سُـيُــولاً بِـــالنِّــعَـــمِ وَ الــعَــطَـــاءِ
هُــــلِّـــــي وَغَـــــدِي الأَيَّـــــــــامُ تُــــــــــورِقُ
وَالــقُــلُــوبُ تَــرِقُّ وَ تَـنْــبِــــضُ بِـــالْـــوَفَــــاءِ
هُــلِّــــي وَغَـــــــدِي الــحَـــمَــــامُ يُــــرَفْـــرِفُ
وَالفَــرَاشُ يَــرِّفُ فِــي الــرَّوْضَـــةِ الــغَــنَّــــاءِ
هُـــلِّــي بِــالــمَـــحَــبَّــةِ بِــالْــعَــفْــــوِ والوئـــام
وَسَـتُـرْسَــمُ الــبَـسْـمَـةُ عَــلَـى ثَــغْــرِ الأَبْـرِيَــاءِ
هُــــلِّــي بِـــالــرَّحْــمَـــةِ بِــالْــعــَدْلِ والــســلامَ
وَسَـتُـشْـرِقُ الشَـمْــسُ بَـعْــدَ طُـــولِ إِمْـــسَــــاءِ
بقلم الشاعرة قسوم جميلة