تحت الشمس ، الهواء ساخن ممزوج بالأتربة يضربني من كل اتجاه ، جلست على كرسي المتحرك ، ممسكه بلفافات الورد محاولة بيعها في هذا الزحام الشديد للسيارات والمارة .
النظرات من حولي احتقاريه وتقززيه ، رغم أنى طفلة لم ابلغ من العمر ثماني سنوات ، نحيلة ، شديدة السمره ، قعيدة ، احتاج إلى العطف والشفقة .
كفراشة تحركت بخفة بين السيارات بمعاونة كرسي ، محاولة بيع ما أستطيع من الورود قبل ان تقتلها قسوة الشمس .
سيارة من بعيد يكسوها التراب تنتظر أن تفرج إشارة المرور عن حبسها ، اتجهت إليها مكرره ما افعله مع السيارات والمارة كل يوم ، من محاولات البيع التي باءت أكثرها بالفشل ، اجتذبت عيناي بعض الرسومات والأحرف التى قد خطت بالإصبع على تراب السيارة ، تأملتها ، وذهبت ارسم على النافذة مقلده اياها ، دوائر وخطوط شكلت ولد ، بجانبها عصفور ، شعار الحب .......
ها أنا بلغت من العمر خمس وعشرين عام ، جميلة ، ارتدى ملابس أنيقة ، حولي المشاهير وتلاحقني أضواء الكاميرات ، فاليوم افتتاح معرضي للرسم ، مئات اللوحات وآلاف الزائرين من مختلف البلاد ، كل ما يأملون فيه توقيعي ، وإذ بشخص من بعيد ، جذب انتباه كل الحضور ، أعلن حصول معرضي على المركز الاول ، دعاني لاستلام الجائزة وإلقاء الكلمة ، فى طريقي اخترقت اذناي صوت عالي أزعجني لآلة تنبيه سيارة وصوت السائق يبوخني لأني أعقت طريقة تحركت سريعا وأصبعي مازال يخط على زجاج السيارة ليمحى كل ما رسمت .
هنا استيقظت من حلمي وعاودت بيع ما تبقى من الورد ....
بقلم : ايمان امين حسنى