تخاطب الأرواح
بالأمس استمعت واستمتعت ببرنامج مذاع على الراديو فترة كنت فيها ما بين الحلم واليقظة .. ما قبل النوم مباشرة .. فترة كانت بمثابة مراجعة الحساب مع النفس .. هكذا كنت في تلك الحالة .. استمعت في ذلك الوقت إلى ذلك البرنامج وكان موضوعه يستهويني منذ الصغر .. تخاطب الأرواح .. هكذا كان عنوان البرنامج ويا حبذا لو كان المدعوْين للحضور أحدهم سفير سابق وأستاذ في كبرى جامعات أمريكا وصديقه الآخر حكاية أخرى في علم النفس .. كان ذالك العنوان – عالم الأرواح – ذلك ما جعلني أرجع بالذاكرة لأكثر من أربعين عاماً .. وجدت شرحهم لهذه الأرواح التي تتلاقى ما حدث على أرض الواقع يوماً ما .. كنت حينها بالصف الثالث الإعداي .. أيام الامتحانات الأخيرة في تلك الفترة من العمر .. أسير بمفردي حاملاً الذاد والذواد .. به ما يقصم ظهر البعير .. حرارة الجو تعادل حرارة الجسد النحيف .. جسد يحمل فوق طاقته من كتب ومأكولات أسبوع قادم .. كان عليّ أن أحمل ذلك الحمل الثقيل لمسافة تربو على الخمس كيلومترات .. أتمنى في نفسي لو جاء المنقذ ليحملنى إلى حيث مكان أتوبيس النقل العام الوحيد وإلا سوف أسير بذالك الحمل لأكثر من عشرة كيلومترات أخرى .. المسافة تطال أمامي وكأنني أرجع إلى الخلف .. أمنى نفسي من الله أن يصل من ينقذني .. فجأة أجد من يقف بجانبي مستقلاً دراجة بخارية ! يقول أنت فلان ؟ أرد بالإيجاب .. يأمرني اركب خلفي بأسلوب وكأنه أمر محقق .. شعرت لحظتها أنه مأمور من الآخر .. أحسست أن في لغته شئ غريب .. مضينا إلى حيث أتوبيسي الوحيد أراه من آخر الطريق كهلال البدر .. مسافة تلك قطعناها ولم يحدث أية محادثة بيننا لمسافة العمر الكبيرة .. هو مهندس زراعي في ذلك الوقت وأنا في سن مبكرة .. إذن هو لا يعرفني ولكنه أسماني باسمي .. وقبل أن يطالني الحيرة وجده يجاوبني عن ذلك السؤال الذي حيرني طيلة الطريق .. وجدت الإجابة عندما استدار خلفاً لأبادره بسؤال به ما أريد من إجابات ذلك رغم صغري ! بادرته إن كان نسى بعض احتياجاته من قبل وسيعاود الطريق مرة أخرى ؟ سألته ذلك السؤال ليكون رده به من الغرابة ما به .. وأي غرابة تلك التي تتعلق بتخاطب الأرواح ؟ يقول في كلمات مقتضبة .. أوالدك لحمة الله عليه جاءني في المنام لحظة كنت فيها نائماً منذ دقائق ! جاءني ليقول لي بالحرف الواجد قم أوصل إبني فلان ماش وتعبان .. قم وأوصله ! ليلبي ذلك الرجل الذي تبعد السنوات بينناً ولم يكن لي معه سابق معرفة لينفذ أمر رجل توفاه الله منذ ما يقرب من الشهرين فقط ليأمره ذلك الأمر وياحبذا لو أن ذلك المأمور رجل ليس علي دين الإسلام .. أنه نصراني تصل إليه روح من توفاه الله لينهض مسرعاً ليعرف إن كان ذلك أضغاث أحلام أم ماذا بعد , رأيته يودعني بدعاء المسلمين جميعاً .. رحم الله أمواتنا وأموات كل المسلمين آمين يارب العالمين .. وما كان ذلك من تلك الأضغاث ولكن تلك الأرواح تلاقت بامر من الله الذي قال في سورة النحل " * أتى أمر الله فلا تستعجلوه ‘ سبحانه وتعالى عما يشركون * ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه,لا إله إلا أنا فاتقون * صدق من قال ذلك من فوق سبع سماوات ليتحقق ذلك على أرض الواقع لتكون هذه قصة من قصص كثيرة تَخاطَبَتْ فيها الأرواح " جزء من كتاب سطور في حياتي " للمؤلف