وقوف متكرر

وقفت أبتسام امام باب شقتها تدير المفتاح ببطئ شديد كانها تدير سنوات طويلة من عمرها اليوم تراه من خلف هذا الباب انفتح الباب ببطئ شديد يعلو صدرها ويهبط تزداد دقات قلبها ثم رأت ما لم تكن تتخيله أبداًً ثم سقطت على الأرض .



وقفت أبتسام على الرصيف تنتظر القطار تحمل حقائبها فى يديها وهمومها فى صدرها ودمعة أبت أن تغادر مقلتيها تقلب بين أصابعها تذكرة تنظر إليها سائلة نفسها لماذا يفعل معها زوجها هذا كل شهر وكأن الكلمة ترددت صداها داخل عقلها ( كل شهر ) نظرت الى التاريخ المدون على التذكرة نفس اليوم من كل شهر ، افاقت ابتسام على صوت القطار ، وقفت ابتسام طويلا يصطدم بها الخارج والداخل حتي غادر القطار المحطة وخلا الرصيف من الناس وابتسام ما زالت واقفة تقرأ ما بين سطور التذكرة حكاية زوج خائن .


وقف حسن يستقبل هيام واحدة من كثير دخلوا حياته ولم يتركوا ادني اثر ، عانقها .. قبلها .. رقصت .. ضحكت ، وقف حسن يجذبها الى غرفة النوم ولكنها تباطأت تلك المرة وسألته هل هي مختلفة عن كل اللواتي دخلن هنا ، لم يتردد لحظة فى قولة طبعا ، سألته هل يحبها ، طبعا ، هل يتزوجها ، تأخرت الاجابة وجلس ، وقفت هيام وكررت السؤال ، نفس الاجابة ، كان صمته طعنة فى شرفها عرفت الان من هي فى نظر من تحبه ( عاهرة ) ، سألته ما الفارق بينها وبين زوجته ، كان السؤال صفعة على وجه حسن ، وقال فارق كبير ، رد لها الصفعة ، لم تتحملها قدمها ارتمت على اقرب مقعد "هكذا تراني" ، صمت ، طعنها للمرة الثانية ، وقف واقترب منها محاولا ادارة الدفة والرجوع الى ما قبل السؤال حاول تقبيلها ، وقبل ان يصل الى شفتيها سمعها تقول هل يعلم زوجي ماذا افعل الان ، لم تنتظر اجابة ولكن كانت تمهد لطعنة فقالت هل تعلم ماذا تفعل زوجتك الان ، وبدون أن يشعر صفعها واطبق بيديه على رقبتها ، وهو يصرخ فى وجهها زوجتي اشرف منك ثم دفعها على المقعد واعطي ظهره لها ، لم تؤلمها الصفعة ولم تشعر بوجع اصابعه على رقبتها ولكنه طعنها الاخيرة وكانت قاتلة ، وقفت هيام ولم تعلم من اين اتت بتلك السكين فى يديها وافاقت عندما سقط حسن على الأرض والسكين فى مغروزة فى رقبته والدماء تسيل بغزارة تحت راسه ، حينها اسرعت ترتدي ما خلعت من ثيابها لتغادر الشقة سريعا ، ولكن عند الباب وقبل ان تفتحه احست بشئ يدفعها من ظهرها فوقفت فجأة ثم سقطت على الأرض ثم شعرت بشئ دافئ يسيل تحتها ، فنظرت إلى حسن فوجدته جالس متكئ بظهره على المقعد قد فارق الحياة وفارقت السكين أيضا رقبته ، لم تستطع ان تقف مرة اخري او ان تمد يدها تنزع السكين وتيقنت انها ستفارق الحياة عندها زحفت حتي وصلت الى جثة حسن وكانت تلفظ أنفاسها الاخيرة فصفعته على وجهه ثم نامت على صدره، اخر ما سمعته صوت اقدام تتوقف امام الباب ، وقفت عقارب الساعة فقد كانت سعادة الدنيا كلها فى ساعة تجمعهما فى يوم كل شهر .

أخى أحمد
أحييك على عملك الجميل
و لى عودة إن شاء الله
أسجل مرورى و تقديري
لحرفك الجميل

رأيت الإبداع بين مشاهدك أ. أحمد .. دمت كذلك

عاطف الجندى كتب:

أخى أحمد
أحييك على عملك الجميل
و لى عودة إن شاء الله
أسجل مرورى و تقديري
لحرفك الجميل

استاذي العزيز اشكر مرورك

وتعليقكك الجميل تحياتي وتقديري

شريف العجوز كتب:

رأيت الإبداع بين مشاهدك أ. أحمد .. دمت كذلك

مجرد مرور شريف العجوز على نص من نصوص شرف كبير

قصة جبارة يا صديقي ....

أنت مبدع بحق يا أحمد ..

رعاك الله

عاطف عبدالعزيز الحناوي كتب:

قصة جبارة يا صديقي ....

أنت مبدع بحق يا أحمد ..

رعاك الله

تدفعني دائما الى الامام

انت صديق جيد بحق

اشكر جميع من مروا سواء علقوا او لا
شكرا

محمود حنفى كتب:

سلم قلمك الرشيق وإسلوبك السلس
أعجبنى ترتيبك للمشاهد كوسيلة بسيطة وعبقرية فى شد انتباه القارىء حتى النهاية

اشكرك صديقي العزيز

محمد عبد الغفار صيام كتب:

المشهد الأخير. ...المشهد الأول .... المشهد قبل الأخير
ترتيب لا يبدو منطقيا !!
و قد يكمن الجمال فى اللا منطق !!
أبدعت يا سيدى فتقبل تقديرى و امتنانى .

استاذي العزيز اشكر مرورك العطر
وكلماتك الرقيقة وحضورك الالق
دام الود