وأفقتُ من حلم تماهى فيّ في ليل عميق ..
إذ تناهى في الصباح لمسمعي صوتٌ بعيدٌ ..
فانتفضتُ .. صرختُ :
فليحيا الوطنْ ..1
ردّ الوطنْ :
مهما يكنْ .. لا بدّ من دفع الثمنْ
و رحلتَ يا .. مِن قبلُ كنتَ بنَيْتَ
فوقَ الشمس مجداً لن يزولْ ..
وأقمتَ نُصْباً في دمي يأبى الأفولْ
لكنني بعد الْجَرى .. ماذا أقولْ .؟
(لا رفةٌ تُنبي بعودة طائرٍ ..
لا فرحةٌ عند الغديرْ ..!)
فإذا غفوتُ تُخيفني صورٌ تبدّدُها صورْ ..
و إذا صحوْتُ تهاطلتْ عينايَ دمعاً) كالمطرْ ..!
#
وأسألُ .. أسألُ .. ما مِن جوابْ :
هلِ الحلمُ يكفي لزرع التأمّلِ فينا .؟
و ماذا يُفيدُ التأمّلُ و الحلمُ أطبقَ جَفْنيهِ ..
و العاصفاتُ تَقضُّ مضاجعَنا خيفةً ..؟!
أرى النائباتِ تُطاردُنا ..
هل تركتنا الغيومُ لنبنيَ فوق النجومِ المنازلَ ..؟
جلُّهُمْ رحلوا .. و ها همْ يرحلونْ ..!
و إذا صعدتُ إلى جبلْ
سيطالُك الطوفانُ .. نوحٌ قد نجا .. ركِبَ السفينةَ ..؟
-إنما اللهُ الذي أنجاهُ من ذاك الغرقْ-
لولاهُ لم تَنجُ السفينةُ .. حُكمُها حُكمُ الورقْ ..!
ماذا جرى ..؟
الزورقُ الخشبيُّ في البحر احترقْ ..
وأحسُ في روحي وفي قلبي الأرقْ ..!