ومضة

الغالية \ الأديبة منى

قصة راائعة فيها من الغدر ما لامس أوتار القلوب

ومن الكبرياء ما أعاد العزة للنفس والروح

قصة كثيرا ما عشناها وتعايشنا معها

شكرا لك ولقلمك

لك تحياتى

[b]

المبدعة الرائعة منى ومضة غاية في الجمال في رسم المشهد بحرفية جميلة .. تحياتي لك سيدتي

في " ومضة " تشتغل " منى البنا " على موضوعها بذكاء لافت ، إذ تتحايل على زمن القصّ بإحالتنا إلى ماضى مُتخيل ، فالشخصيتان المحوريتان تربتا معاً ، وكبرتا معاً ، وكانتا سوياً في الجامعة ، هناك نشأت بينهما علاقة حبّ ، كان لها أن تتوّج بالزواج ، وذلك بحسب ما وعدها به إذاك ، بيد أنّه لغير سبب - لم توضحه القاصة ، قد تكون ظروف السفر في مقاصدها - أخلف وعده ، والذكاء يكمن في أنّ القاصة لم تقل ما تقدّم بل أوحت به إيحاءً يلبغ الرهافة ، إيحاءً مشغولاً بشغف وافتتان ، ذلك أنّ الحدث في القصة يقتصر على لقاء تصادف وقوعه بين الاثنين في مكان ما ، وتذكّرا كلّ ما تقدّم ، كان هو قد تزوّج ، إلاّ أنّه أعرب لها عن شغف بها ما يزال ، هذا ما قالته عيناه ، فيما ردّت هي بعينيها بأنّها قد خلفته وراء ظهرها ..
مؤكد أنّها لم تفعل ، لكن فعلته لن تخرج عن التوصيف بالخيانة ، وإذن ، فليس لها إلاّ تجاوز الجرح ، واستئناف الحياة بعيداً عنه ، بعيداً عن قلبها ..
قطعة تحدث في الحياة كثيراً ، بيد أنّ قلماً موهوباً حوّلها إلى قطعة فنية لا تنسى ، ما يُذكرنا بمقولة آني إرنو ، أنّ وظيفة الكتابة ليست بالتأكيد في طمس جرح أو علاجه ، وإنما وضعه في الضوء ، وجعله بالتالي لا ينسى !
وها هو الفني يذهب للمرة الألف إلى أنّه تحويل التجربة المعاشة - أو المرئية أو المسموعة - إلى ذكرى ، والذكرى إلى تعبير فنيّ بحسب أرنست فيشر في كتابه الشهير " ضرورة الفن " !
قد لا يكون ثمّة لعب في التنفيذ ، ولكن أليست إطلاق مُخيلة القارىء لبناء ماض - سيتعدّد بتعدّد القراءات - لعباً !؟
تعالوا نقف بالعنوان ، وسنرى إلى أنّ الكلمة في إفرادها حمالة أوجه ، ذلك أنّ " ومضة " - هنا - لم تدرج في سياق يُكسبها معنى مُحدّداً ، لتحيل إلى غير احتمال ، أي إلى احتمالات ستتعدّد - هي الأخرى - بتعدّد القراءات ، احتمالات لن توثق إلاّ بقراءة النصّ للوقوف بالمرامي التي أرادتها القاصة ، وهذا - بالضبط - هو وظيفة العنوان ، أن يلعب على التشويق ، من خلال وظيفتين سيميائيّة ومعرفية ، وذلك من خلال نظام من الإشارات والعلامات ، تضعنا في فضاء النصّ ، بيد أنّها لا تفضح لعبته كلها ، لكي لا تقتل لعبته ، لعبة التشويق التي يقوم عليها !
لغة القاصة تميل إلى التعبيريّ ، هي لغة مشغولة بمبدأ الاقتصاد اللغوي المطلوب مخافة الترهّل ربّما ، على هذا سيغيب التوصيف المُجنح ذو الأفياء والظلال والتوريات ، مع أنّ الـ : ق ق ج تتوخّى هكذا لغة ، ولكن ألم تتحايل القاصة على حدثها ، لتحيلنا إلى عالم بأكمله ، تخيّلناه على أوجه عديدة ، تتقاطع مع الواقعيّ في أكثر من نقطة ، وتتمايز عنه بالخصوصيات في كلّ قراءة !؟ لهذا سنقرّ للكاتبة بالتوفيق في إغلاق تساؤلاتنا عن اللغة بحدث ، وكأنّها استبدلت شاعرية المقال بشاعرية المقام ، في استبدال لم يُجانبه التوفيق !
أمّا المكان ، فهو سلّم بناء للسكن غالباً ، ذلك أنّ القاصة عرجت على ذكريات طفولة وصبا فشباب جامعي ، ولا نظن بأنّ المتن كان يحتمل أكثر من هكذا وجود ، وجود يُحيلنا إلى حضور واقعيّ يبيّء العمل ، وإن كان الاشتغال عليه كحضور نفسيّ - باعتباره حاضناً لغير ذكرى – وارداً ، بل ومُمكناً أيضاً !
وبسبب من قصر المتن لعبت الأفعال " أبطأت ، تقابلت ، لمح ، داعبته .. إلخ " دور مُحفزات القصّ ، تلك التي دفعت بحركته إلى التناميّ !
ثمّ أنّ الخواتيم - على واقعيتها نجحت - في الاشتغال على غير نهاية ، لتستبدل القاصة المفارق القائم على الإدهاش باحتمالات لا تقل عنها إدهاشاً ، رغم انتماء بعضها إلى الرغبوي ، الذي لم يعد له سند في الواقع !
لقد غنت منى البنا ، فأشجت ، وقدمت لنا نصاً تحصّل على نقطة تقاطع وبؤرة تفجير بآن ، ما اقتضى التنويه !
محمد باقي محمد - سوريا
m-azad1955@hotmail.com

الرائعة منى
لقد سبقني أخوتي فى التعليق على العمل
و أهنئك عليه و على نقد أديبنا الكبير الأستاذ محمد باقي محمد
ففيه ما يغنيني عن الكلام
دمت بخير

نجحتي فى جعلي اتخيل المشهد كانه مصور يمر من امام عيني

فعلا انها ومضة قصيرة تحميل من المعاني كثيرة .. شكرا