ظامئة

الشاعرة سماء الرافعي

نص لا شك في أنه على درجة عالية من نضوج الشعري

ولكن لأنك طرحتيه هنا في الركن الخاص بالنقد فدعينى أوجه لك بعض الملاحظات

ان القصيدة العمودية عموما تفتقر إلى الصور المركبة بل والصور الحية أيضا وهذا ما لاحظته في هذا النص الذي يبدو أيضا أنه أرهقك في الكتابه وهذا غير مطلوب أيضا من وجهة نظرى الخاصه

فأنا أرى أن النص لابد أن يكتب بسلاسة حتى يصل الى المتلقي خفيفا غير متكلف

وإنما تكمن براعة القصيدة العموديه منذ الجاهلية إلى يومنا هذا في " الحكم والعبر والقدره على صياغة نص ملتزم بوزن واحد وقافيه موحده رصانة في التعبير وجزالة في المفردات" لكنه يخلو من الحس الحاطفه والصور أيضا

وصياغتك لنص بهذه الجوده إنما ينم عن شاعرة كبيرة بحق وإن أطلقت العنان لنفسك في كتابة قصيدة التفعيله ستتفوقين على نفسك أستاذتى

فحسك الشعري عالى جدا وتقنيات قصيدتك محكمة تنم عن شاعرة قوية جدا

تحياتى أستاذتى على أمل أن أقرأ لكى قصيدة تفعيلة قريبا إن شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم ...

ابتداءً ... النص جميل و شاعري و إن كان قد وقع فيه بعض الخلل العروضي في بعض مواضعه ... أليس الوزن من بحر الرمل و تفعيلته " فاعلاتن " ؟

فانظري معي يا سماء إلى قولك :

في دروب الأرض طفت ُ ** *ظامئة ها قد رجعت ُ

في درو بلْ ... أر ضطفْ تو ( فاعلاتن فاعلاتن )
ظا مئَ تنْ ها قد رجعْ تو ( مستفعلن مستفلاتن )

و مثل هذا الكسر العروضي قد وقع في أكثر من موضع بالقصيدة ..

أما بخصوص التصوير الشعري فإنه جيد في أغلبه ... فكم أعجبني قولك :

ملّت الآفاق خطوي *** غير أني ما تعبت ُ

فإنك قد قدمت الآفاق على الخطو و جعلت الملل صفة لها فإنها استعارة مكنية لطيفة كما يقول علماء البلاغة العربية .


بشكل عام القصيدة جيدة و تنم عن شاعرة جيدة

سوف أعود مجددا للرد عل تعليق الأستاذة دعاء العطار فإن تعليقها مهم و كلامها نفيس جدا و يستحق التحاور حوله و فيه ...

دمتما مبدعتين رائعتين

دعاء العطــار كتب:

الشاعرة سماء الرافعي

نص لا شك في أنه على درجة عالية من نضوج الشعري

ولكن لأنك طرحتيه هنا في الركن الخاص بالنقد فدعينى أوجه لك بعض الملاحظات

ان القصيدة العمودية عموما تفتقر إلى الصور المركبة بل والصور الحية أيضا وهذا ما لاحظته في هذا النص الذي يبدو أيضا أنه أرهقك في الكتابه وهذا غير مطلوب أيضا من وجهة نظرى الخاصه

أتفق معك يا دعاء أن سماء كتبت النص و أرهقها و لكن لا بأس بذلك فهي ما زالت على أول الطريق - و نحن كذلك - و لكنها أجادت بحق و إن كان وقع منها بعض الخطأ فهذا أمر محمود و من منا لا يخطئ ؟!

و أختلف معك اختلافا كليا في قولك عن القصيدة العمودية لأنك تظلمينها ظلما شديدا ألم تقرأي بعضا من الكتب التي تتحدث عن الوحدة العضوية في القصيدة العربية - حتى الجاهلية .. تصوري ! - و يكفي أن أحيلك إلى حديث طه حسين عن معلقة لبيد العامري في كتاب حديث الأربعاء و أن أشير عليك بقراءة بعض إنتاج سعد على مهدي أو أستاذ عاطف الجندي أو الأمير صلاح سالم ( و هم معنا هنا في المنتدى ) ثم احكمي بما تشائين على القصيدة العمودية و لكن بدون تعميم أرجوك فالتعميم ظالم أحيانا !

فأنا أرى أن النص لابد أن يكتب بسلاسة حتى يصل الى المتلقي خفيفا غير متكلف

أتفق معك في هذا القول جملة و تفصيلا

وإنما تكمن براعة القصيدة العموديه منذ الجاهلية إلى يومنا هذا في " الحكم والعبر والقدره على صياغة نص ملتزم بوزن واحد وقافيه موحده رصانة في التعبير وجزالة في المفردات" لكنه يخلو من الحس الحاطفه والصور أيضا

أختلف معك في هذا الكلام و اقرأي معي قول امرؤ القيس :

ولَـيْـلٍ كَـمَـوْجِ الـبَـحْـرِ أَرْخَـى سُـدُوْلَــهُ. عَــلَـيَّ بِـأَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي. فَــقُــلْــتُ لَـهُ لَـمَّـا تَـمَــطَّــى بِـصُــلْــبِـهِ. وأَرْدَفَ أَعْــجَــازاً وَنَـــاءَ بِــكَــلْـــكَــلِ .

هل يوجد تصوير أم لا يوجد ؟ أضيفي إلى ذلك الرصانة و الجزالة التي تحدثت عنها .... و امر القيس واحد من أقدم الشعراء الجاهليين !

وصياغتك لنص بهذه الجوده إنما ينم عن شاعرة كبيرة بحق وإن أطلقت العنان لنفسك في كتابة قصيدة التفعيله ستتفوقين على نفسك أستاذتى

فحسك الشعري عالى جدا وتقنيات قصيدتك محكمة تنم عن شاعرة قوية جدا

تحياتى أستاذتى على أمل أن أقرأ لكى قصيدة تفعيلة قريبا إن شاء الله

[b]

بدايةً أتفق مع أخي الحبيب عاطف الحناوي

في رده على الأستاذة دعاء العطار

إذ أن الشعر العمودي هو الأصل في كل الشعر ولم يعرف شعر التفعيلة إلا حديثاً بل من أبتكر هذا الشعر الجميل أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب لم يقولوا قولتك أستاذتي الكريمة

ان القصيدة العمودية عموما تفتقر إلى الصور المركبة بل والصور الحية أيضاً

والواقع الذي نعرفه جميعنا أن من ابتكر شعر التفعيلة كان تأثره بالغرب تأثراً واضحاً
فنحن نعلم أن السياب درس الأنجليزية وهام حبا بشكسبير

وأذكر قول رجل جليل حينما قال أعجب لأمةٍ تمتلك خمسين بحراً من بحور الشعر بجوزاتها وتتبع الغرب ببحورهم الأربعة

أستاذتي الفاضلة

قال عالم لغوي ألماني لا اذكر اسمه قال نصيا (( لولا امرؤ القيس لقلت أن هوموريس هو أشعر شعراء العالم ))

سأترككم مع أبيات بسيطة لبعض الشعراء
امرؤ القيس

مكر مفر مقبل مدبر معا . . . . . . كجلمود صخر حطه السيل من عل

الذي اكتشف في البيت حديثا أنه إعجاز علمي ويستشهد به دوما في ابحاثة دكتور زويل


مالك بن الريب

تذكرت من يبكي علي فلم أجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا

هل هناك أبلغ من هذا تصوير للوحدة

أبو ذؤيب في رثاء أبناءه الخمسة بعد مماتهم

ولقد حَرَصتُ بأَن أُدافعَ عنهمُ -- فإذا المنيَّةُ أقبلتْ لا تُدفَعُ
وإذا المنيَّةُ أنشبتْ أظفارَها -- ألفيتُ كلَّ تميمةٍ لا تنفَعُ

أستاذتي القديرة دعاء أنا لست ضد شعر التفعيلة أو غيره فلقد نشأت على القصائد النزارية الجميلة والتي أغلبها تفعيلة ولكنني ضد القول القائل بعدم قدرة القصيدة العمودية على التصوير

أشكركم جميعاً واعتذر عن ا لإطالة كما اتعذر لصاحبة النص الجميل على هذه المداخلة وسوف أعود لأعطيها رأيي تحياتي

أختي الكريمة سماء

بوركت على هذا النص الجميل

بعد ما سبقني من الأساتذة من ملاحظات في موضعها تماماً

أريد أن أشير إلى نقطة لم يتطرقوا لها

وهي القافية

تقولين

سجدت - رجعت - صمت - وجدت وهذه قافية جميلة

وتقولين

هذيت - أبيت - سعيت - وهذه قافية أخرى غير الأولى

وأخيرا

أرجو أن لا تنزعجي من النقد فبه فقد نرتقي تحياتي وتقديري

شكرا يا صديقي لهذه المداخلات القيمة و المفيدة و التي أثرت المناقشة و استفدت منها كثيرا ...

دمتم جميعا بكل خير