(تعلم أوزان الشعر الفصيح بلا معلم)

كتب الشاعر عادل نمير في منتدى "قناديل الفكر والأدب " معلومات جميلة جدا عن أوزان الشعر الفصيح وكيف يتعلمها الشاعر بدون معلم ومن باب إشاعة الفائدة ننشرها ونشكر هنا من دلنا عليها من رواد شعر الفصيح في منتدى عاطف الجندي فله الشكر أن أشار إليها.. وهي على النحو التالي:

خلاصة القول فيما يكون رويا، من كتابي (تعلم أوزان الشعر الفصيح بلا معلم)


السلام عليكم

هذا، إن شاء الله، القول الجامع فيما يكون رويا وما لا يكون
استنادا إلى الاستخدام الشعري لا إلى أقوال العروضيين فيما سبق، ولهم فضل السبق

أقول، وبالله التوفيق


س) لماذا نبحث في الروي وما لا يكون رويا؟

جـ) لكي نعرف أي حرف سيلزم في القافية بمفرده أو يلزم مع حروف أخرى، وأيها لا تلزم؛ لألا تفسد القافية، وهذا ما نتحاور معا بشأنه في المبحث القادم، إن شاء الله.



مسألة مهمة فيما لا يكون رويا إن أتى في أواخر القصيدة

دعنا ننتهِ من القاعدة العامة التي تنص على أن حرف الروي هو الحرف الذي يلتزم به في القصيدة، ولا يشترط الالتزام بحرف قبله، إلا بشروط. ودعنا ننته من قاعدة أخرى تنص على أن أي حرف سبقه حرف علة ساكن (لين) يكون رويا، ومعناه أنه يلتزم به، ويلتزم باللين قبله أيضا، ونقول إن أي حرف قد يسبق بحرف لين، حتى حروف العلة ذاتها، وفي هذه الحالة يكون رويا.

ودعنا نعترفْ بأن هناك حروفا تأتي في نهاية الكتابة العروضية للبيت ولا نحسبها رويا؛ لأنها ضعيفة.

وعليك أن تعرف أن الحرف قد يكون من حروف الكلمة، وقد يكون الحرف غير ذلك، بأن يكون ضميرا مسندة إليه أو جزءا من ذلك الضمير.

ويعنينا من الحروف حروف المد بأنواعها، والهاء والكاف والتاء بأنواعها، والنون التي تسمى نون الوقاية، وسيأتي ذكرها، وميم الضمير.

فالواو من أصل الفعل موجودة في (يسلو، يدعو، يرنو)، كذا الياء من أصل الفعل المكسور ما قبلها موجودة في (بالسهم المُصيب رُمِي). والألف الأصلية موجودة في (دعا، أتـَى، رأَى) - لاحظ أن الألف من أتى هي ألف عروضيا وإن كانت مكتوبة برسم الياء، والهاء تكون أصلية في (شـَبـَه، وَلـَه، سَـفـَه، ملهَى، أزهَى)، والكاف أصلية في (شبـَك، ملـَكوا، فلـَك، مبكَى، يبكي)، والتاء أصلية في (يموت، سُحت، صمتوا)، والهاء الزائدة هي إما هاء الضمير كما في (أقتـُله، أتعـَبـَه، حبيبها)، وإما هاء التأنيث، التي تنتج عن الوقف على تاء التأنيث، كما في نطقنا (حياهْ، هذه الطريقْهْ، طيـّبـَهْ) بالوقف (التي يرى الكثير أن يكتبوها في نهاية البيت هاءً بلا تنقيط)، وإما هاء السَّكْت، كقوله تعالى {يقول هاؤم اقرءوا كتابيهْ} الحاقة (19). والكاف الزائدة هي كاف الضمير (أحبك، جمالك)، أو كاف الخطاب الحرفية (ذلكْ)، والتاء الزائدة للضمير وللتأنيث(أتت، ضحكتُ)، وفي نطق التاء المربوطة للتأنيث، كـ (حبيـبـتي، من كل ناحيةِ بالتحريك)، والميم قد تكون زائدة في آخر البيت (أحبكما).

وإن للميم أحكامها، وللمدود أحكامها، وللهاء عندي أحكامها الخاصة، وللكاف والتاء- معا- الأحكام عينها. وأحكامي في هذه الأبواب قد لا توافق أحكامَ علماءَ غيري.

وقبل الخوض في تفاصيل أخرى قد تكون مرهقة لك، ألخص لك قواعد هذا الفصل في بنود:

قواعد الألف والواو والياء

علُوّ + دُنـُوّ = (√) التزام بالواو مشددة طوال القصيدة.
يديّا + عليّا = (√) التزام بالياء مشددة طوال القصيدة.
لم ترني + من ألمي = (×) فالأصح الالتزام بالنون أو الميم.
يدنو + يدعو = (×) لا تصلح المدود عندي للرويّ، وأجاز بعض العلماء كون المدود الأصلية رويا.
تـُقــَى + رضا = (×) لا تصلح الألف عندي للرويّ، وأجاز بعض العلماء أن تكون الأصلية رويا.

قواعد الهاء
حاملهُ + سامعهُ = (×) يلتزم بحرف قبل الهاء الزائدة.
طريقة (بسكون الهاء) + سريعة (بسكون الهاء) = (×) يلتزم بحرف قبل الهاء الزائدة.
منـْهُ + لم أعرفـْهُ = (×) يلتزم بحرف قبل الهاء الزائدة.
أزهى + أبهى + أشهى = (√) الهاء أصلية في كل القوافي.
أبهى + لم أقربها + لا تكتبها = (√) يجوز التزام الحرف الذي يسبق الهاء الزائدة، واجتماعها مع هاء أصلية سبقها الحرف نفسه.
شبهُ + يقتلهُ = (×) الهاء أصلية في إحداهن وزائدة في الأخرى، ولم يلتزم بحرف يجمعهما معا.

قواعد الكاف والتاء
بكى + اشتكى + هلكا + عِشـْقــُكا = (√) الكاف متحركة.
أنتا + عشتا + أفتى = (√) التاء متحركة.
معَكْ + ما أجملكْ = (×) الكاف ساكنة زائدة، يلتزم بحرف قبلها.
شبَكْ + هلكْ = (√) الكاف ساكنة أصلية، لا يشترط لزوم بما قبلها، بشرط مكثها أصلية لنهاية القصيدة.
جرَتْ + دَعَتْ = (×) التاء ساكنة زائدة، فليلتزم بحرف قبلها.


قواعد الميم


إنهـُمْ + حبّهمْ = (×) ميم الضمير ساكنة، يلتزم بالحرف الذي يسبق الضمير (قبل الهاء).
فالراحلون هُمُو + الأممُ = (√) يجوز اجتماع الميم من (همو) مع ميم غير ميم الضمير؛ لأن ميم الضمير متحركة، ولا يلتزم بالحرف الذي يسبق الضمير.

قواعد أخرى

تكتبني + زمني = (√) تعتبر نون الوقاية رويا.
لا تكذِبَنْ + دامت لِمَن = (√) تعتبر نون التوكيد (في قولنا: لا تكذبن) رويا.

وفيما يلي تفصيل المسائل السابقة:

قد يأتي حرفُ العلة الساكنُ سابقا أيَّ حرف، فقد تسبق الياءَ ألفُ مد- حتى وإن كانت الياء ساكنة (مناي، دعاي، رضاي)- فتكون الياء رويّا، كقول د. ربيع السايح: عَـينٌ يخاصمها الكَرَى، والحزن يصرخ في حَشايْ. كذلك عند تشديد الواو أو الياء، إذ يجتمع من التشديد حرفان، أولهما ساكن (والياء والواو السواكن لين)، يقول ابن الرومي في قصيدة له، فيها الواو مشددة:
..................... . قد أبـَتْ عنك الهدوّا
...................................... مروّا
................................. لـُطـوّا

، ويقول إبراهيم ناجي في قصيدة له، فيها الياء مشددة:
................ يـدَيّ
................. شـَيّ (أصلها شيء، وحذفت الهمزة)
............... مِعصَمَـيّ
، والواو والياء هنا رويٌّ، وينبغي الالتزام بهما مشـددتين طوال القصيدة، ولا يلتزم بما قبل التشديد.

والهاء إن سبقت بحرف علة ساكن تكون رويا، مثل: (يتوهُ، أخاهْ، عليــْه)، ومعنى قولنا هو الالتزام بحرف العلة مع الروي. ولا يوجد من الشعراء من بدل بين الواو وبين الياء (المد أو غير المد) قبل روي الهاء، أي لا يجمعون (عليه) مع (أتوْه)، ولا يجمعون (أخوهْ) مع (بنيهْ). حتى مع سكون الهاء، فيلتزم إما بالواو أو بالياء. والكاف والتاء إن سبقتا بعلة ساكن تكونان رويا: (قتلوكْ، عليْـكْ، أتيـْتْ)، ويلتزم بالكاف أو التاء وباللين قبلهما؛ فلا يصح أن أجمع (عليكْ) مع (عنكْ)، ويصلح أن يتبدل الواو بالياء المدود قبل روي الكاف والتاء (أبوكا، وشيكا)، (مقيتُ، يفوتُ)، بعكس الهاء. المعلومات التي ذكرناها ليست مستصعبة على أحدنا، وأغلبنا يجدها بدهية. المشكل الصعب يحدث إن لم تسبق تلك الحروف (حروف اللين والهاء والكاف والتاء)- بحرف لين، وبيان ذلك في الآتي:


أولا: حروف المد في أواخر الكتابة العروضية:


الألف والواو والياء تأتي مُدودا بعد الروي (ليست رويا)، فيلتزم برويّ قبلها، فالألف توجد بعد روي اللام المفتوحة، مثلا، في قولي: ذُقْ رضاه، فإن أجمل منه، يا أخي، أنّ لي عليه دَلالا، ويلتزم باللام مع الألف، فلا أستطيع جمع (دلالا) مع (عظاما). وهذا بدهي. ومن الملاحظ أن أغلب الدواوين تضيف في آخر القافية ياء غير منصوص عليها في الإملاء، وذلك من الاسم المنقوص النكرة غير المنصوب، فيكتبون (هو سالي).
ولا تصلح واو المد رويا، عندي، بعد الميم المضمومة في: يا مستحلّ دمي، مُحَرّمَ رحمتي، ما أنصفَ التحليلُ والتحريمُ (تحريمو)، مثلا، فيلتزم بالميم قبلها؛ فلا تأتي (التحريمُ) مع (التعليلُ). وهذا بدهي.

ولا تصلح ياء المد رويا، عندي، بعد النون المكسورة في: كَفـَى بجسمي نـُحُولا أنني رجلٌ لولا مخـاطبتي إيـّاكَ لمْ ترَني، فلا تجتمع (لم ترني) مع (ألمي).

معناه أن المدود حروف رويّ ضعيفة، ويلتزم بالحرف الذي يسبقها؛ لذا لا نعتبر ألف الاثنين (الألف من: اجتمعا)، ولا واو الجماعة (الواو من: دخلوا)، ولا ياء المخاطـَبة (الياء من: ارحمي)، ولا ياء المتكلم (الياء من: اقتلني) – لا يمكن اعتبارها رويا، بل يلتزم بحرف قبلها.

لكن يُستـثـْنى من ذلك تقوية الواو أو الياء (والتقوية هي ألا يكونا للمد)، فهما حينها رويّ، أي لا يستوجب أن يلتزم بالحرف الذي يسبقهما، والاستثناءات التي تقويهما كالتالي:

*تحريك الواو والياء: بألا يكونا لغير المد، يقول ابن الرومي في قصيدة له، فيها الواو متحركة:
.................. فيلتوي
................. فيرتوي
.................. أنتوي

، ويقول قيس ليلى في قصيدة له، فيها الياء متحركة:... كما هيا
............. ولا لِــيا
............. الدواهِــيا

، كذلك لو قلنا (حـُلـْو، دَلـْو)، فهنا تكون الواو رويا، سواءً حركت- وهو أشيع- أو سكنت، وهو نادر.


*وتستثنى الواو الساكنة إذا فتح ما قبلها: فهي رويّ مطلقا، ولا يلتزم بالحرف الذي يسبقها، كالبيت:

وأبني من الشعر شعرا عويصا، ينسـّي الرواة الذي قـد روَوْا



* لا أعتبر الياء الناتجة عن تخفيف ياء النسب (كفى شرفا دعاء نبي)- لا أعتبرها رويا؛ فينبغي الالتزام بالحرف قبلها؛ لتأتي (دعاء نبي) مع (... ســادة نـُجُــبِ)، اللهم إلا إن شُدِّدَتْ فهي رويّ.

كذلك الياء من أصل الفعل المكسور ما قبلها (يا وَيـْح جنبك بالسهم المصيب رُمِي) أراها ضعيفة، يلتزم بحرف قبلها هو الروي، لتأتي (رُمي) مع (دمي).

* كذلك الواو من أصل الفعل (يسلو، يدعو، يرنو) هي لا تصلح عندي للروي، ويلتزم بالحرف الذي يسبقها (يسلو مع فضلُ مع يحلو)، ولا أرجّح اجتماع (يسلو، يدعو، يرنو).

*أما الألف المنطوقة كآخر حرف في البيت فلا أقول بصلاحها للروي، أبدا، وإن كانت أصلية؛ إذ لا تكون إلا مدا، لا تشدَّد، ولا تحـرَّك.

ثانيا: الهاء والكاف والتاء في أواخر الكتابة العروضية

الهاء الزائدة إن لم يسبقها لين


1- هذه الهاء قد تكون متحركة أو ساكنة، وإن كان ما قبل الهاء الزائدة متحركا، فإنها لا تصلح، أبدا، للروي، بل يكون ما قبلها الرويّ، ويلتزم بالهاء معه، كقول ابن الرومي: .......... يا لِلقتيل بكى من حب قاتـلِهِ، وهي التي سيقول بعدها قوافي مثل: (حاملـِه، باذلـِهِ، عاملِـهِ) فأتت هاء، وقبلها تلزم اللام رويا، فلا يصح أن أجمع بين (حاملِهِ) التي رويـّها لام و(سامعِهِ) التي رويها عين، كذا في حال هاء الغائبة (أحلامها) يلتزم الشاعر قبل الهاء بالميم كرويّ.


ويراعي أن يلتزم في القصيدة التي أولى قوافيها (أحلامِها)؛ يلتزم بالألف قبل الميم (هو الذي اختار القافية، فعليه أن يتحمل صعوبتها)، أي لا يجوز أن يجمع بين (.....من أحلامِها، و.... في ظلمِها).

2- إذا كان قبل الهاء الزائدة حرف صحيح ساكن، فينبغي الالتزام بالحرف الساكن الصحيح، على الأحوط، كالتزام النون الساكنة والهاء في (منه، لم أخنـْهُ).

الهاء الأصلية إن لم يسبقها لين

قد لا يلتزم بالحرف قبلها، بشرط واحد: أن تظل أصلية طوال القصيدة (شبهْ، ولــَهْ) ، (أبهى، أزهى، أنهى، وَلـْهى: أي بها ولـَه) وهذا الالتزام صعب في الحقيقة. وتسألني: لكن، هل يجتمعان معا (الهاء الأصلية والزائدة) في قافية قصيدة واحدة؟

- فأجيبك: أجل.

- فتسألني: كيف؟

- فأجيبك: إن سبقهما لين (دعاه، والهاء فيها زائدة) مع (تاه، والهاء فيها أصلية).

- فتصيح: دعك من هذا، إنها قاعدة عامة.

- فأقول: أعرف يا صديقي النجيب، وهناك حال أخرى أجيزها، وهي تشترط التزام حرف ثابت قبل الهاء في كل القوافي (لا شَبـَهْ، أتعبـَهْ، مقربـَةْ)، حيث التزم بالباء قبل كل هاء؛ فجاز أن تكون أصلية تارة (شبــَه) وزائدة تارة (أتعبَه، مقربَةْ)، وهنا سيكون الحرف الذي يسبقهما متحركا على الأغلب.

أما في غير التزام حرف قبل الهاءين الأصلية والزائدة فلا أجيز عندها أن يجتمعا، أي لا أجيز (ولـَهْ) الأصـلية أن تجتمع مـع (عذّبـَهْ) الزائدة.

وجاء أحمد محرم بالهاءين ملتزما قبلهما بحرف متحرك واحد، إذ يقول متحدثا عن مصطفى كامل:

أدّى الرسالة، والممالكُ هُتـَّفٌ
لجلال مشهده، وحُسْـن أدائهِ
نُور من الوحْـيِ المباركِ ساطعٌ
في أُمَّة حَـيْرَى، وشعْـب تائهِ




، ويجوز له ذلك، بل هو مما ينشط ذهنَ السامع. وجاء عاطف الجندي بالهاء الأصلية رويا مع الزائدة حيث التزم قبل كل هاء بحرف ثابت، وإن كان ساكنا، وذلك جائز عندي بشرطه، وهو جائز في قوله:

أُحِبُّ الجمالَ، وإن لم أنَلْهُ، وأعشقُ سهمَ الهوى، لم أسَلهُ:

أكان الذي بيننا حِضنَ ودٍّ، أمِ الوهمَ صـار بجنبيَّ يلهُو؟





ووجود الهاء بعد الروي في نهاية القصيدة (متحركة أو ساكنة) يجعلها من القوافي العالية موسيقيا، بخاصة هاء الغائبة (... مقامها).

الكاف والتاء إن لم يسبقهما لين


1- الكاف والتاء المتحركتان (بكى ، اشتكى، عنكا، أتى، أنتِ، قاتلتي، رئتي) رويّ عند أغلب الشعراء، فلا يلتزمون بحرف قبلهما، سواءً كانت أصلية، أو زائدة، وأيا كان ما قبلها.

ومنهم من يصعـّب المسألة، وبخاصة في الكاف؛ إذ هي أشيع كرويّ، فيشترط في الكاف المتحركة أن تكون أصلية ليجعلها رويا، وهنا لن يشترط أن يلتزم بحرف قبلها.

ومنهم من يلتزم قبل الكاف (الأصلية والزائدة) حرفا متحركا هو الروي فيجتمعان، كقول أحمد شلبي:

فقال: وهل خِلٌ يخاف خليلـَه؟
فقلتُ: وهل يا خِلُّ تقتلُ خِلـّكا؟
فقال: وهل طـَيرٌ يهيـمُ بربوةٍ،
ولا يأخذ الآفاقَ والريـحَ مسلكا؟



2- الكاف والتاء الساكنتان (معـَكْ، ما أظلمَكْ، جرتْ، هانتْ):


*إن كانتا زائدتين، وما قبلهما ساكنا صحيحا (منـْـكْ، خنـْـتْ)، فينبغي الالتزام بالحرف الساكن على الأحوَط ، مع الكاف أو التاء.

* إن كانتا زائدتين، وما قبلهما متحركا (معـَكْ، أتـَـتْ)، فلا يصح أن تكون التاء أو الكاف للرويّ، فلا يلتزم بهما فقط، بل لا بد من الالتزام بالـحرف المتــحرك قبلهما معهما، (أي لا أجيز اجتـماع: لـن أسمـعــَـكْ... مــع ما أجهلـَكْ، ولا اجتماع: أتتْ.. مع جرتْ)، بل تأتي (أن يرحمـَـكْ) ذات الكاف الزائدة الساكنة مع كلمات التزمت الميم المفتوحة (اسأل فمـَـكْ، أنجـُمـَـكْ،...).

*إن كانتا أصليتين ساكنتين، وكان ما قبلهما حرفا ساكنا (مـِسـْكْ، ســُحـْـتْ)، فلا يـُلتزم بهذا الحرف، وحسبُك التزامهما، بشرط أن تظلا أصليتين طوال القصيدة. وهي قافية دخيلة على الشعر العمودي.

- وتسألني السؤال نفسه تارة أخرى: أتجتمعان معا في قافية قصيدة واحدة؟ (الكاف الأصلية والزائدة الساكنتان، أو التاء الأصلية والزائدة الساكنتان)؟

- فأجيبك بالإجابة نفسها، بالتزام حرف ثابت قبلهما، وشاع ذلك في التاء التي يسبقها ألف، ويليـها كاف (مولاتِكْ، ساعاتـِكْ) فأتت مـع تاء أصلية (فاتـِكْ.. اسم الفاعل من فتك)، حيث التزم الألف قبل روي التاء.

وكثيرا ما يكون الالتزام بالهاء والكاف والتاء الأصلية صعبا. والقوافي التي التزمت الكاف الساكنة في نهايتها من القوافي العالية موسيقيا. ومن الملاحظ أن وصل الروي بكاف ساكنة يفقد جمالـَه إن كان الروي مضموما (حبـيبــُكْ). ولو أن الشاعر التزم فيما فيه اختلاف (حمّال الأوجه)- التزم بحرف قبل الهاء أو الكاف أو التاء، وإن أتى بالأصلية مع الزائدة، لكان أسهل وأجمل.


رابعا: حروف أخرى:

الميم في أخر الضمير (هم، أنتم، عليكم، ...) في أواخر الكتابة العروضية:


أرى هذه الميم تصلح كـَـرويّ إذا حُركتْ، كما في قول المتنبي:
إذا ترحّلتَ عن قوم، وقد قدروا ألا تفارقهم، فالراحلون هـُمُو



* لكني أرى الميم الساكنة من الضمير (أحبهم، أنتم، ...) رويا ضعيفا، فيلتزم بالحرف الذي يسبق الهاء أو التاء، ومن الشعراء من اعتبر الميم رويا، ولم يلتزم بالحرف الذي يسبقها.

* ويلتزم الشاعر بكاف وميم، أو بهاء وميم في أواخر القصيدة إذا سبقهما حرف لين، وهنا تكون القافية عالية جدا في موسيقاها، كقول الشاعر "عبد الله جمعة":

جُرحي عظيمٌ، وأنـّاتي أرددها لحنا تأوّهَ في ساحـات ناديكمْ



، وقد يلتزم بما هو أصعب، حرفين: الكاف والميم (أحبكما)، أو الهاء والميم (عندهما)، مع حـرف يسبقهما (الباء في أحبكما، والدال في عندهما)، وإن لم يكن حرف لين. وقد يلتزم بما هو أصعب وأصعب: بحرف لين، يليه روي، يليه كاف أو هاء، تلي أحدَهما ميمٌ، ويقول ابن الرومي: (على حبيبـِكما، مِن صبيبكما، لِمُستذيبكما) التزم الباء المكسورة رويا، يليها ثلاثة أحرف هي الكاف والميم والألف. وللنون في آخر الضمير المتصل (هن)، كقولنا (لهن) نفس قواعد الميم السابقة.

نون الوقاية في أواخر الكتابة العروضية:

نون الوقاية هي نون تأتي بين الفعل وبين ياء المتكلم، كالنون في (ضربَنــي)، وهي تصلح للروي ولا يلتزم بحرف قبلها، بل تأتي مع حروف نون أخرى لتجتمع (يعـشقني) مع (زمني) مع (وطني).

نون التوكيد في أواخر الكتابة العروضية:

نون التوكيد الثقيلة (المشددة) والخفيفة (الساكنة) تصلح للروي، ولا يلتزم بحرف يسبقها، يقول الشاعر أحمد إبراهيم، ونون التوكيد في نهاية البيت الأول، واجتمعت كروي مع نون أخرى في نهاية البيت الثاني:


هذي الحـروف الساذجات متى تفيقُ وتفهمَنْ
أن التي فُتِـنَتْ بها قلبتْ لهـا ظهر المِجَنْ؟

موضوع ممتاز و مهم فعلا

شكرا لكم