دستور مصر وطريق الحرية

سنة ثالثة ثورة – فاصل ونواصل
الشعب المصرى يدخل اختبار جديد بعد ساعات .. الاستفتاء على دستور مصر .. هذا الدستور الذي يشغل بال كل أطياف المصريين على اختلاف انتماءاتهم .. كلُ يدلو بدلوه ما بين مؤيد ومعارض .. المعارض لا يريد لمصر الاستقرار بل يؤجج المشاعر ضد هذا الدستور بغية إسقاط بلد بحجم مصر ... من يقول لهذا الدستور لا إما أن يكون كما يقال من فلول لا تريد التقدم للمحروسة ولو لخطوة واحدة ... هم يَجُرُونَ البلد إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها إلا بعد حين من الزمن .. حرب أهلية سوف تأكل في طريقها كل أخضر ويابس .. حرب يقودها الجياع التي حرمت من ملذات الحياة الآدمية لسنوات عجاف هي من رؤية النظام الفائت .. حرب الجياع .. لن يقف في طريقها دساتير العالم .. سيكون الصوت الأعلى هو صوت البلطجة وما أكثرهم .. حرب المواجهة بين القوي والضعيف .. حرب ستراق فيها دماء تملأ حجب السماء .. من يقول لا للدستور فإنما يريد أن نضع نقطة سوداء في آخر سطر ممكن أن يسطر في تاريخ مصر أم الحضارة ورائدة العالم ... واحسرتاه أن يحدث هذا على أرض الواقع .. يحدث أن يَقْتَتِل الأخ مع أخيه وجاره وبنيه وبنيه !! واحسرتاه لو وصل المصريون إلى هذه النقطة شديدة القتامة عندها ستصبح العودة بالأمر العسير ...
وفي المقابل هناك كثيرون مصريون حقيقيون يحبون بلدهم لأنهم شربوا من نيلها واشتموا عطرها .. سيقولون نعم للدستور من أجل آلا نعود إلى الخلف لعامان مضيا وكانا بهم ما كان من خسارات ليست بالقليلة .. حينما يكون هناك الامن على الأولاد والأموال والحياة بصفة عامة سنقول نعم .. سنقول نعم من أجل مرسي وليس من أجل مخلوق خلقه الله مهما كان .. لا من أجل مرسي أم شفيق أم فلول أم أصحاب الهوى الذين ينخرون في نخاع مصر الممتد لآلاف السنين ... كل من أحب مصر سوف يقول نعم للاستقرار والأمن والأمان الذي افتقدناه طيلة ثلاثة أشهر قبيل العيد الثاني للثورة .. كنا نود أن نحتفل بنصر حققناه وليس بدماء سالت واقتتل المصري مع المصري .. كنا نأمل بنصر على الأمية مثلا .. نصر على الصحراء كذلك .. بل نصر على التعليم وتطهيرة وعلى الكهرباء وتطهيرها أو نصر على الفقر الذي يعاني منه السواد العظم .. وا أسفاه أن نقتتل من أجل مادة في الدستور الدموى المصري الذي سوف يشهد أنه سطر بدماء سالت واقتتال كان بين المصريون بعضهم البعض بل ذهبت تيارات بعينها لتعلن استقلال بعض المحافظات عن مصر .. مذا يحدث يا مصريون .. سيقول السواد الأعظم نعم لتكملة مسيرة الثورة الفريدة في التاريخ .. سيقول العامة والخاصة نعم لمصر وليس لـأشخاص لأنهم زائلون وستظل مصر باقية ما بقيت الحياة رغم أنف خبثاء الطوايا .. نعم للاستقرار السياسي لمحاسبتهم لرفهم الأسعار دون علم الجميع في هذا الوقت بالذات ولمصلحة من يتم هذا .. لمصلحة من تقوم الحكومة بجلالة قدرها برفع الأسعار المعلنة الغير معلنة .. لخبطة في لخبطة .. الشارع السياسي والثقافي والتشريعي والقضاة والمدرسون بل امتد التخريب لإضراب الموظفين في المصالح الحكومية كذلك .. امتد إلى الموظفيبن في جهات لها ارتباطات مع المواطن المصري .. المدرسون والأطباء وشلل هنا وهناك وكأن القانون في إجازة لقرب وصول الشتاء .. وفي ظل هذه الظروف التي نجد أن الحكومة بجلالة قرها ترفع الأسعار كذلك .. وهناك قطاعات أصابها الشلل التام .. قطاع الاقتصاد والسياحة والحدود وسيناء و....هلم جرة .. من ينكرون مصر وأوصلوها إلى تلك النقطة السوداء في تاريخها القديم والحديث ويعتزمون قولة لا فإنهم بذلك يصرون على تكملة مشوار العذاب الذي سيطال الكبير والصغير .. هناك حرب أهلية قادمة لا محالة عندما يقول المرئ لا لهذا الدستور .. كلمة -لا- تعنى النهاية والانكسار والدخول إلى النفق المظلم لا محالة وسيكون مذاقها علقم .. وعلى العكس من ذلك كلمة نعم ... فأما الانكسار أو تكملة المشوار .. مشوار ثورة 25يناير وكفى دماء سالت على الطريق .. طريق الحرية ....