حوار مع رسول الله .......... عادل نمير، آخر تعديل

الأستاذ الشاعر / عادل نمير
أهنئك على هذه المسرحية الشعرية .
وأود أن أقول :
ـ قليلة هى المرات التي أقرأ فيها قصيدة وأرضى عن موضوعها
والرَّضا المقصود أن تستريح نفسي لأن الموضوع أخذ حقه
واستوفى نصيبه ، حتى لم يعدهناك مزيدٌ لمستزيد
ـ وأقل منها تلك المرات التي أقرأ فيها قصيدة مستوفية لجماليات
وكمالات الشعر .
ـ وأقل من هذين القليلين مرات أغبط فيها شاعراً على قصيدته
وأتمنى لو كنت أنا قائلها ...
....................
وأشهد الله ما حسدتك حسد الجاهلين ، ولكنها الغبطة المحمودة
كما تعلم .
وأنتهز هذه الفرصة لأرد على تساؤلٍ لك منذ مدة :
لماذا لا أردُّ على تعليقاتك ـ القيمة هذا الوصف من عندي ـ
على قصائدي ، والحقيقة أن صمتي وعدم الرِّد سببهُ :
أنه يتضمنتصويبات ونصائح نحملها لك وكلها صواب ،
وحقيقة الأمر ـ ولا ينكر الفضل إلا السفيه ـ أنا أستفيد من
تصويباتك اللغوية ، ولا أتمحك أو أستترخلف لوحة المفاتيح
وأنسب إليها أو للعجلة ـ السرعة والرعونة ـ هذه الأخطاء
وأكتفي بأن أصوب ذلك الخطأ أوالأخطاء ، وألوذ بالستر
وقانا الله وإياك الفضيحة في الدنيا والآخرة .
هذا لعلك ترضى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا يمكن والحال هكذاـ من حيث توقيري لك واستفادتي من
نظرك الفاحص لأعمالي ، وسعادتي بمرتبتك في فهم اللغة
والشعر ، وأدب الحوارـ أن أردُّ عليك بمثل ما ترد به علىَّ
من إشارات المحبة التي أعتز بها ، وفي نفسي أن أقلل من
شأنك أو روعة القصيدة .. أو أقول هذه بتلك ... معاذ الله .
أخي الكريم :
"أيأمل قلبكَ المملوء قيْحا تطمئنه الشفاعةُ، وهْو جِيفةْ؟
أرى لفظة ( قيحاً ) متنافرة
مع ما بعدها ولا يوجد ارتباط بينها وبين التطمين
وبالتالي فلا ارتباط بين الجيفة والطمأنينة المرتجاة من
الشفاعة .
ولو أننا قلنا بدل القيح : (وهناً ) أو رعباً أو زيفاً أو خوفاً
أو شكّاً وكلها لها ارتباط موضوعيٌّ بالجيفة والطمأنينة
وغثاء السيل .
وفي الحديث الشريف الذي تتناص جزئياً معه ...
" وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول
الله قال : حبُّ الدنيا وكراهية الموت " .
وتستطيع استخدام أى لفظ آخر غير كلمة ( قيحاً ) لفجاجتها واشمئزاز الذائقة الشعرية منها ، بغير مبرر
ولأن الموقف وإن غشيته ضبابية العتاب ، لن يخرج
ـ أي الموقف ـ عن جمالية وعبق : " بالمؤمنين رءوف رحيم " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الأمر الثاني :
فإنه لا يجوز شرعاً أن يقال نثراً ولا شعراً أن الرسول قال :
كذا ، أو تكلم ثم نوردُ كلاماً لم يقله..
لذلك قولك في جملة لا تحتمل التأويل ، ( هنا يتكلم المصطفى ) خطأ شرعي ، وعندنا الحديث الشريف :
" من كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وعلاجه
من أيسر ما يمكن .. فتقول :
( وكأني أسمع المصطفى يقول : ) أو وكأن صوتاً من
المصطفى يقول : ).
............
لك كل المودة والتقدير .
أخوكم الشاعر / محمد فايد عثمان