ثوروا على الاصنـــام

مقالي المنشور بصحيفة البداية تجدونه من خلال هذا اللينك :
http://www.albedaiah.com/node/8716
أن النخبة المصرية، أو من يسمون أنفسهم هكذا، خدعوا القوى الثورية منذ بداية الثورة حتى الآن، بالتعامل مع الوضع الوطني من منظور المصلحة الخاصة، أو الحزبية الضيقة ، وخاصة عندما أوهمتهم بأن الثورة لابد وأن تكون بيضاء، بلا محاكم ثورية، وأخذت تساير وتلاين حتى تكون كالقائم بذاته.
على الرغم من أن نفس القوى الثورية نطقت أمام النظام السابق..، حطمت أصنامه وكتبت على نفسها منذ اندلاع الثورة، أن تنفي الخبث عن مصر، لكنها ضللت الطريق بوضعها الحالي بما هي عليه من التفتت، فكل فرقة يحركها سائس يميناً ويساراً، وكأن صنم مبارك الذي عبده رجاله، ثم حطمه هؤلاء الثوار تمثل اليوم من جديد في عشرات الأصنام.
وكأنهم يبنون عبودية في قلوبهم لغير الله، ويغلوا في تقدير أشخاص على حساب الوطن يتناسون، أو يغفلون أن الله عز وجل نهى نبيه عن التفكر بعزة أحد، كما قال تعالى (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم)..
لا اقصد العبادة الحقيقة التي تعنى غير الله، بل العبادة الحكمية التي تتمثل في السجود تحت ايدولوجياتهم، أو كل الترهات الباطلة التي يرسلها هؤلاء الكهنة بما فيها تصريحاتهم على شبكات التواصل، أو قراراتهم في الحق أو الباطل سواء من الإخوان، أو غيرهم ..
وإن كل ذلك يعني الحشد للأشخاص وليس للفكرة، نسوا مصر وولاءهم لها، وأصبح الولاء لهؤلاء الساسة الذين تسيرهم شهوات الرجال الذين يتطلعون إلى الحكم، فتركوا الثوار ينقسمون إلى فئات مضللة من هنا وهناك ..
فلم يبق لمصر بعد اليوم إلا الحشود المفرغة من الصالح الوطني لهذا الكاهن السياسي، أو لغيره بالمدح والتأييد الذي يصىل لحد سباب وقذف الآخرين..
تغيرت حال الثوار وانحصر دورهم الحالي في الامتثال رغبة الجماعة، أو الحزب بمدح وتمجيد أيضاً على حساب التوافق الوطني الذي يعد عصباً لهذا الوطن، حتى الإسلام الذي يدعون بمعرفته بل وتطبيقه نهى عن المدح، عندما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي بكر أن رجلاً ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجلا ًخيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ويحك قطعت عنق صاحبك إن كان أحدكم مادحاً فيقال أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك وحسيبه الله ولا يزكي على الله أحد"
إن نخبة وساسة وجماعة وأحزاب هذا البلد لابد وأن تعلم أن مصر اليوم ليست لجني الثمرات، بل إن اليوم هو يوم الصبر والزهد والعمل، فلا يفتنكم المادحون والمؤيدون حتى من الثوار قبل المنتفعين، فلا تعجبكم أنفسكم فيصيبكم ما أصاب من كان قبلكم، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحثوا في وجه المداحين التراب "
وعلى الثوار أن يتحدوا تحت مظلة واحدة، وأن يكون هدفهم الأول والأخير هو مصلحة مصر دون الانسياق لشخص، أو حزب، فلابد وأن يكسروا أصنامهم التي اتخذوها بعد الثورة وهي لا تعد ولا تحصى، فليس من شخص أولى بالانتماء إليه بعد الله سوى الوطن، وعلى الشعب المصري أن يعود لأصالته، فيعطي فرصة وتمثيلاً أكبر للثوار، لأنهم هم الذين ضحوا من أجلكم، بل أن عواطفهم اصدق من عقول الساسة ..
أيها الثوار: ارحموا الناس وارحموا أنفسكم، والله لن تسترجعوا سالف قوتكم، ولن تبلغوا ما تريدون لأنفسكم من سعادة في دولة الحق والحرية والعدالة، إلا بتكسير تلك الأصنام والإتحاد تحت راية مصر .
محمد جلال عبدالرحمن

law_eg2011@hotmail.com

اعجبنى مقالك استاذ محمد
سأتابعك ان شاء الله
تسلم الأيادى