خراب مالطة ...

خراب مالطة ....
ويصل الجميع إلى حافة الهاوية .. مفترق الطرق .. طريقان لا ثالث لهما ... إما أن ننجو بمصر من هذه الكبوات وإما أن تسقط ونحن معها .. استر يا رب .. بمجرد أن أعلن الرئيس عن قراراته الأخيرة فإذا بالدنيا تقوم ولا يحلوا لها الجلوس .. الكل يتعارك مع الكل .. إلا المصريين الذين يحبون بلدهم ويحزنهم ما يحدث الآن ... عندما قام الرئيس باتخاذ قرارات هي في مصلحة الجميع أولهم أهالي الشهداء الذين ذهبت دمائهم أدراج الرياح بمساعدة النائب العام المقال .. كثيراً في مليونياتِهم وقد نادوا بالثأر من القتلة وهاهو الرئيس يعمل جاهداً لعدم ضياع دم كل شهيد ... الرئيس هو من يتحمل مسئولية أي فشل في أي قطاع من قطاعات الدولة وأولها القضاء .. له قراراته السيادة التي هي من صميم مسئوليته التاريخية في هذا الوقت من أوقات الثورة التي أشاد بها العدو قبل الحبيب حيث قضت على رموز النظام السابق .. ... الجميع يضرب بعضه البعض دون تمييز .. وتعيش ا لثورة .. أي ثورة هذه التي تجعلنا هكذا كوحوش الغابة . لا قانون لنا وللوحوش قانون . ا لقوي يأكل الضعيف ولكن في حالتنا الراهنية وجدنا أنفسنا يأكل بعضنا البعض .. واحسرتاه!! حتى السادة الذين كنا نعتبرهم قدوة للآخرين .. السادة القضاة .. خيبة بالويبة !! القضاء يشتبك بعضه البعض .. الكل مع الكل أمام عدسات التلفزيون وشبكة النت كذلك .. فضيحة ما بعدها فضيحة .. هم بذلك لا يسيئون إلى أنفسهم فقط بل الإساءة دائما ما تنصب على رأس مصر .. حسرة ما بعدها حسرة عندما شاهدنا تلك المهزلة تحدث بين هؤلاء وهؤلاء من علياء القوم !! وما عسانا نقول عندما شاهدنا هؤلاء القوم من أبناء بلدة واحدة وقد قامت بينهم حرب الشوارع كما كان هناك في لبنان واليوم في محافظة البحيرة ! .. حرب شوارع حدثت في مصر عندما تعارك الكل مع الكل لاغين عقولهم .. شهداء يسقطوا .. شهداء .. أي شهداء هم في هذه الحالة ؟ إنهم كانوا حريصين على قتل الآخر هكذا ! وا حسرتاه عندما يصبح سكان مصر أم الدنيا هكذا في القرون الوسطى أو العصر الجاهلي !.. همج في ظل انفلات لم يحدث إبان أي ثورات في الدنيا كما يحدث الآن .. الكل بلغي عقله تماماً .. قضاة وبلطجية على السواء .. لم يكن هناك فرق يذكر سوى أن هؤلاء يلبسون ملابسهم الفاخرة وهؤلاء يلبسون ملابسهم الرثة ... الكل سواء !!!
تيارات انقسمت على نفسها وانفلت العيار ليصبح الجميع يضرب في الجميع قبيل يوم الثلاثاء الموعود ... الكل يتحفز للكل يجرون مصر إلى أكثر من حافة الهاوية .. بل هي كذلك الهاوية التي تنتظر الجميع ولن تفرق بين كبير او صغير .. على ماذا ؟ لم أدرْ بعد ،، أمن أجل قيام الرئيس بوضع مصلحة مصر نصب عينيه عندما أصدر تلك القرارات التي تأخرت كثيراً .. دستور به انقسامات وانسحابات ومهاترات .. نائب عام فاسد أخرج القتلة وأهدر دماء الشهداء .. مصر تعيش في فوضى خلاقة كما يحلوا لأمريكا من تسميات .. فوضى عارمة تخلق حالة من الكراهية لأبناء الشعب الواحد وهو كما يريد الأمريكان بعد اليهود ... هم يريدون لنا هذا المصير ونحن نساعدهم بكل ما أوتينا من قوة .. يا لهذا الجهل من جهابذة يريدون لمصر مصير مظلم .. لن يرحمهم التاريخ في يوم من الأيام لأنهم يجرون الجميع إلى ذلك المصير الذي لو حدث لهوينا إلى هاوية ليس لها قرار .. استر يارب .. يارب استر على مصر التي دائما ما نقول أنها محروسة من فوق سبع سماوات ولكن أصحابها يقذفون بها إلى تلك الهاوية وقد غُيْبَتْ بصائرهم وعقولهم ويسعون لخراب مالطة .........
كنت أعتقد أن المصريين لديهم الفطنة بحيث يتنبهون لمخاطر محدقة بهم .. المصريين يتآمرون على المصريين .. أحزاب .. تيارات .. جماعات .. فلول ..الجميع يشد من طرف الخيط حتى تقطعت جميع الخيوط .. معارك هنا بين السادة القضاة ومعارك هناك في دمنهور التي أصبحت معها كلمة حرب الشوارع التي طالما حذرنا منها ..
هنا القاهرة .ش محمد محمود . التحرير . اجتماعات هنا وهناك واستنكار وشجب وسباب وبعد ذلك شيلوا الريس !! كيف هذا بحق الله ؟؟ بلد بدون مجلس نيابي والشورى معطل ما بين الحل والاستمرار !! حوادث هنا وحوادث هناك على شريط السكة الحديد التي أصبحت هشة واسمها غير مسماها .. ذلك عندما وقع الحادث الأليم والذي راح ضحيته أكثر من خمسين من أطفالنا الذين تقطعت أوصالهم تحت عجلات القطار. مصر تغلي وتفور حتى زاد الكيل على الميزان .. ميزان العقل ....
" جزء من كتاب فاصل ونواصل – سنة ثانية ثورة ج2"