نظرة علي عمومية القضاة / بقلم محمود جمعة

نظرة علي عمومية القضاة / بقلم محمود جمعة
****************

كنت جالسا امام التلفاز أشاهد الجمعية العمومية لنادي قضاء مصر وأتابع ردود الافعال حول
الاعلان الدستوري الذي اصدره رئيس البلاد المنتخب والحقيقة أنه سآني كمواطن مصــــري
بعض الامور التي ربما لا تتدخل في الناحية الفنية القضائية للموضوع الخصها في الآتي :

- اولا ،، ان حضور كل التيارات السياسية المعادية للرئيس وقراراته علي طول الخط قد يفقد
بعض المصداقية لهذة الجمعية فالمفروض ان هذا الاجتماع لقضاة مصر ليناقشوا بموضوعية
وهدوء الاعلان الدستوري ثم ويعلنوا للناس بما انها مذاعة علي الهواء اسباب اعتراضهم الموضوعي ثم يتخذون قرارا ، فإذا بنا نجد التيارات السياسية كلها من ناصريين وليبراليين
والنظام السابق وأحزاب وشخصيات عامة معروف موقفها ومعلن من عدائها الشديد للرذيس ومناداتها بأسقاطه قبل موضوع الاعلان الدستوري ومنذ توليه جاءوا للخطابة المنفعلة ضد الرئيس وهذا ليس مكانها ابدا

- ثانيا ،، ما عهدناه هو ان كل عمل يحسب علي أنه عمل سياسيا ومحتكا بالشخصيات السياسية يذهب بحيادية القضاء الذي يجب ان يكون بعيدا نهائيا عن ساحة الصراع السياسي
فهؤلاء الاشخاص اللذين وقفوا يسبون الرئيس بألفاظ يعاقب عليها القانون ( مثلما قال نقيب المحامين عن استخدام البلطجية والشبيحة مثلا وهذا سخف لا يليق ) ،،هؤلاء الاشخاص وخاصة ممن أثاروا جدلا في المجتمع في الفترة الاخيرة مثل محمد ابوحامد ومرتضي منصور وخالد يوسف وغيرهم كثيرون قد يكونون غدا أمام اي قاض من هؤلاء خاصة وبعض من حضروا له قضايا فعليا

- ثالثا .. ان رئيس نادي القضاة والشخصيات السياسية التي حضرت الجمعية جميعهم هللوا لتغول السلطة القضائية ممثلة في المحكمة الدستورية علي السلطة التشريعية حينما حلت مجلس الشعب المنتخب وأعتدت علي أعلي سلطة في البلاد وهي سلطة الشعب رغم ان فقهاء القانون الدستوري وعلي رأسهم الدكتور ثروت بدوي قالوا وبوضوح ان لا يجوز حل المجلس من قبل المحكمة وكل ما لها ان تقضي بدستورية المواد من عدمها

- رابعا .. وطبقا لقرار الحل انتقلت السلطة التشريعية الي المجلس العسكري المعين غير المنتخب والذي اصدر اعلانا دستوريا قبيل فوز الرئيس ساعات يحد من سلطاته وهلل اللجميع ولم ترتفع اصواتا تقول تغولت السلطة التشريعية التي في يد المجلس العسكري علي السلطة التنفيذية وان هذا يهدد الفصل بين السلطات وقال الجميع ان المجلس العسكري من حقه ان يصدر اعلانا دستوريا كمشرع ولم نري قضاة المحكمة الدستورية يسارعون في وسائل الاعلام مثلما تفعل تهاني الجبالي ولم نري نقيب الصحفيين المناويء سياسيا لحكم الرئيس وفكريا كونه قطبا ناصريا وايدولوجيا كون الطرفان مختلفان في موضوع تطبيق الشريعة اقول لم نري هؤلاء ولو مرة يتباكون علي تغول السلطة التشريعيه في يد المجلس العسكري علي التنفيذية

- خامسا ،، ما قاله النائب العام السابق عبد المجيد محمود في مجمله اوحي للشعب ان
هناك فعلا ما يخشاه بعد ترك منصبه ،، حاول ان يتبرأ من الاعتقال ونسي دوره في مرافبة السجون وتفتيشها .. ترك الحيادية والموضوعية تماما حينما جمع كل اطراف التيار الاسلامي ووجه لهم سبابا مباشر بأنهم لا دين ولا خلق لهم والمعلوم أنه كان في نيابة أمن الدولة .. شكك في النائب العام الجديد بل وزملاؤه حينما توقع ان يدخلوه السجن ومن البديهي ان السلطة التنفيذية لا تفعل هذا بمفردها دون عون قضائي .. استخدم اسلوب الهمز واللمز ضد الرئيس حينما تحدث عن سبب عدم فتح ملف مهاجمة السجون ولم يقل لنا لماذا لم يفتحه هو نفسه وهو النائب العام ،، حدثنا عن قضايا نهب المال العام في الخصخصة وأنه ارسلها بعد الثورة الي عصام شرف ثم الجنزوري ثم الرئيس نفسه منذ اسبوعين فقط ولم يقل لنا لماذا فعل هذا بعد الثورة فقط وسكت عن المفسدين قبلها ... الغريب ان رئيس النادي حينما قدم عبد المجيد محمود أوحي الينا وكأنه سيفتح كنزا من الاسرار يدين به أحدا فإذا به لا يدين الا نفسه

- سادسا ،، ان تعليق عضوية اعضاء حركة قضاة من أجل مصر في الجمعية العمومية لناديهم لانهم فقط مختلفون في الرأي وقالوا صراحة ان الاعلان الدستوري المؤقت صحيح تماما ويؤسس لمطالب الثورة وأنهم لن يوقفوا العمل بالمحاكم والنيابات وانهم سيشرفون علي الاستفتاء وبدون أجر .. ان تعليق عضوية هؤلاء ينبيء انه كان اجراء للهجوم والادانه ولم يعط اي فرصة للصوت الاخر فبدلا من استضافتهم واستماع رأيهم آثروا الصوت الواحد والاتجاه الواحد فقط

كل ما تقدم .. جعلني أحس انها كانت جمهرة سياسية ضد الرئيس ولم تتحلي بأي موضوعية ووضح من التصرفات المندفعة والمتسرعة والاقوال والشعارات الرنانة للضيوف انهم لم يضعوا في بالهم ما تقتضيه مصلحة البلاد من وجه نظر الرئيس وان الفترة المؤقته لحين آنتهاء الدستور لا تمثل اعتداءا علي القضاء لانه في كل الثورات وفي أثناء غياب الدساتير كان هناك اجراءات استثنائيه محدودة الاثر والمدة ،، ولكنهم نفخوا في النار ،،، اللهم سلم ،،اللهم سلم ،،اللهم سلم

هذا كله لا يتعدي كونه مراهقة سياسية

هؤلاء هم القضاة الذين تم التزوير المباركي فى حضورهم النزيه

هؤلاء هم القضاء الذين برأوا قتلة الثوار

هؤلاء هم القضاء الذين عينهم مبارك فى مناصبهم

يدافعون عن من يدينون له بالولاء

للأسف الشديد كل يوم يسقط قناع من على وجه مؤسسة مصرية

لنكتشف الوجوه القبيحة التي كانت تتحكم

وتصر ان تتحكم فى مصير الشعب المصري

الآن نعرف من هم الخونة