مليكة الفلس أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 94 60 الهواية : القراءة والكتابة والسفر والسباحة.. نقاط : 154 تاريخ التسجيل : 04/08/2012
| موضوع: تبا للمحمول...وتب السبت نوفمبر 03, 2012 5:07 am | |
| تبا للمحمول وتب
ها عناقيد الأنوثة استوت على سوقها. تدلت من ظلها الوارف وها أحصنة عشقه الجامحة تصدر صهيل شوق إيذانا بالوصول ,فقد حان موعد القطاف.. وهاهي تسقط شقية في هواه,تستحلب ترنيمة قلبه فتبدو كالأميرة ترفل في سعادة لو وزعت على نساء الكون لكفتهن. تمشي مختالة كما لو أنها تحط باطن القدمين على أرض من نايلون، أو تتفادى منابت الشوك ,فرحة باللقاء..أنثى في طُهرها يستحم القمر:قوام تهش به العيون الضجرلكن ,يعاندها سوء الطالع... تمر السنون وتدرك أخيرا أن الحب أشد الأحاسيس وجعا وإيلاما : فقد دربت أذناها على التقاط نغمات مكرورة لهمهمات وهمسات تعربد في براح وجعها كلما سكن الليل وحضن وسادته ,بين معاكَسة ومكالمة عاشقة ورسالة شاردة . صار نشازا في سمفونية أيامها وصارت تسامر طيف ليل أعزل من نسمات الحنو والدلال.أتراها زوجة مع وقف التنفيذ؟ هاهي أمواجه تجرف خيالها إ لى شواطئ مقفرة إلا من ألم, وهو لا ينثني عن العربدة في براح الهوى السهل الممتنع حتى الامتلاء بعيدا عن ترددات موجاتها. بعد إلحاح واستجداء مريرين ,من أجل الالتزام باحترام بيت الزوجية ومشاعرها كزوجة,تبللها أحزان وينتفض كالذئب يستجمع فجوره,يطوف حول خاصرة أحلامها يتأملها في ازدراء وهي ,ياهي ..تستحلب عشقا مصلوبا بين تنهيدتين ملتهبتين ويسلم قدميه للخطى وهو يهمهم جوابا على مكالمة محموله. رباه كم أشفق على دمع شح من نحيب وأنثى يشرئب عنقها إلى قص خطاه إلى حيث يسير ..وساوس وشحنات غيرة تجثم على أنفاسها فيصبح الصدر ضيقا حرجا كأنما يصَّعَّد في السماء وتبقى ترقب عودته .. لترشقه بنظرات و عبارات حارقات : -أنت ملحاح..لا تمل إعادة الكرة وأنت عني لاهٍ ..ها قد هدمتَ قلاعا شيدتُها من أرقٍِِ.. تبلله زخات ندم,ينسحب كطيف من عتمة نشازه تحت زخات عتابها وتلاحقه من حرقة: -ستبقى كما أنت.تصطاد في الماء العكر,تتحاشى النبع الرقراق ولا ترشف إلا ماءً كَدِرا حتى الامتلاء تم تغرق في أوهامك ,أما أنا فسأبقى وجها لوجه مع الوَجَع المكتوم أنازل سواد ليلي ,أتهجى الهم على صفحات أحلامي..وذات انكسار ,لا يسعني إلا أن أخرس عن الملام.. تتسلل إلى الفراش ...ظهر يحاذي ظهرا ,مجرد كتل لحم تتقارب ليلا تمثيلا لطقوس المشاركة ودفعا لملاحظة الأبناء والضيوف واستجداء ثم استحلابا لما يكون قد بقي من فتات حب في حنايا خافقه... رباه كم هو وثير ذلك الفراش وكم هي زاهية ألوانه ..شراشف مطرزة بإتقان ,ثوب حريري الملمس يغري بعذب الأحلام .لكن ,كم رزمة حطب تلزمها لتكسر حاجز الثلج ليدب الدفء ويحلى الأنس ؟ تقاوم أنَفَتها مرة ومرتين وثلاث,تمتطي صهوة الشوق ,تأتيه في كامل أنوثتها ,تستلقي حذوه وجها لوجه فيشيح عنها بصره ويوليها ظهره ,تلتصق به ,تلبسه في لين ..يرن المحمول فينتفض منها عاريا ,وتنتهي المراودة. يعاف الجهاز الخرس ويعاف النوم وكر ليلها وتهب العبارات بما لا يشتهيه سمعها والخافق: -أهواك ِ كما أنت ,ضمي عطرك إلى عشقي فأنا زمنك الجميل.. يا امرأة ،ها قد سرت نحو صرحك في سَرَّة كنتِ لعطشي ساقية ,أهديت الفؤاد رشفة حلوة لا يزال طعمها يعربد في جناني ,ورقصت أنغامك على حبال حدسي تلتها شطحات تَيْهٍ فَتِيَّة إلى أن تفتحت على شرفات قلبي براعم أحلام وردية. انتهت المكالمة فإذا هي تسبح في بحر لجي من الخيبة والألم وقد استسلمت لأفاعيل اليأس مهمهمة والعينان قد اغرورقتا دمعا : - ما أسرع ما يأتي الخريف!؟وتتصلب الجذور الغضة ,تذبل الوريقات اليانعة فتستعير الأحلام مني كل مذاقات الأسى عندما أعلم أن الخيانة تترصد مني عبق الوجود..وا شوقاه إلى أيام خلت كنت أنا العطر والإلهام وكان هو الزمن الجميل. آه كم تستعذب لعبة الذكريات !لكن ما أغرب صنيع الأيام ,هاهو التاريخ يعيد نفسه بحجم مقلتيها وكل الخيباتِ مع أخريات,يعربد في براح وجعها لاهيا عن عذاباتها والآهات . في غمرة الذكرى ,شدها والدها من طرف ثوبها يحثها على المسير في موكب زوجها المحمول نحو مثواه الأخير.. -هاهم المشيعون يسيرون صوب المقبرة في جو جنائزي مهيب..تقدمي يا ابنتي وصبر جميل ... -"صبر جميل"،عبارة لم تعد لحمولتها معنى بعد الذي كان يا أبي ، أحتاج الكثير من رباطة الجأش والأمل لأستعيد للصبر معناه لكن هيهات...! انهمك المشيعون في حفر القبر ، بلغ الحنق مداه فأفلتت يدها المرتعشة محمول الهالك وصبت عليه جامَّ غضبها بين رفس وشتم قائلة في حرقة: -تبا لهذا المحمول وتب , اِجعلوه في حضنه ليونس وحدته.
| |
|
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تبا للمحمول...وتب الخميس نوفمبر 29, 2012 7:51 pm | |
| الرائعة مليكة قصة تشد القارئ بأسلوبها الشيق و أحداثها التى يتعاطف معها القارئ و حوارها الذى كتب بإتقان أحسنت أيتها الراقية و اسمحي لى بتثبيتها
| |
|
د.ماجدة غضبان أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 88 نقاط : 142 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: تبا للمحمول...وتب الجمعة نوفمبر 30, 2012 12:18 pm | |
| و من الحرف ما ينبئ بألق عمل رائع و قصة جميلة
| |
|
مليكة الفلس أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 94 60 الهواية : القراءة والكتابة والسفر والسباحة.. نقاط : 154 تاريخ التسجيل : 04/08/2012
| موضوع: رد الأحد ديسمبر 09, 2012 5:05 pm | |
| أخي عاطف الجندي سعيدة جدا وكل فخر بشهادتك في حق هذا النص القصصي المتواضع اشكر مبادرتكم بالتثبيت
عدل سابقا من قبل مليكة الفلس في الأحد ديسمبر 09, 2012 5:45 pm عدل 1 مرات | |
|
مليكة الفلس أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 94 60 الهواية : القراءة والكتابة والسفر والسباحة.. نقاط : 154 تاريخ التسجيل : 04/08/2012
| موضوع: رد الأحد ديسمبر 09, 2012 5:41 pm | |
| العزيزة ماجده غضبان ربنا ما يوريك غضب شكرا لتواجدك الأنيق هنا ونثرك اريج حرفك
| |
|
عاطف عبد العزيز الحناوي مشرف النقد و تحت المجهر
الدولة : عدد الرسائل : 290 نقاط : 317 تاريخ التسجيل : 02/10/2010
| موضوع: رد: تبا للمحمول...وتب الأربعاء ديسمبر 12, 2012 9:56 am | |
| قصة جميلة حقا ...
فيها الكثير من التصوير الشعري و اللغة العذبة ..
دمت بخير ... أستاذة مليكة | |
|
مليكة الفلس أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 94 60 الهواية : القراءة والكتابة والسفر والسباحة.. نقاط : 154 تاريخ التسجيل : 04/08/2012
| موضوع: رد الأربعاء ديسمبر 12, 2012 2:58 pm | |
| الأستاذ عاطف الحناوي سلام الله عليكم أشكر تفاعلكم مع النص ودمتم للمنتدى العين الناقدة | |
|