قلب جريح 2

" إشرب علشان تفوق كده وتكلمنا "
قلت لكبيرهم أشرب إيه !! . . أنا صائم والأفضل أن أقابل ربي وأنا صائم ومظلوم .....
: إنت حر!!!
: أنا فين ؟ وأردفت قائلاً علمت بالأمس أنني سأقابل السيد وكيل النيابة . حضرتك طبعاً .. ولكن من هؤلاء السادة ؟ أشير بيدي اليسرى حينما كنت متجع على أريكة فوتيه وما تزال إحدى يدي لم تستطيع الحركة من جراء الإغماءة ،،
يرد سيادته : هؤلاء وكلاء نيابة
أسمع صوت الجالس على أقصى اليسار متحدثاً " إيه مش عاجبك ولا إيه "
: ومن هذا الأستاذ ؟
: هذا وكيل نيابة أيضاً !!
- : معنى ذلك أنني رجل مهم لدرجة أنني أجلس أمام كنسلتو نيابة ، معني ذلك أنني على قدر كبير من الأهمية ،، لماذا ؟؟؟ قلت ذلك وأنا أتفحصهم من اليسار إلى اليمين
- : يا راجل انت فين .. دا انت مطلوب منذ ثماني سنوات ومدوخنا وراك .. إنت وِقِعْتْ وبلاش تتعبنا أكثر من كده !!! يقول ذلك سيادته بزهوالمنتصر الذي ظل يبحث عن ضالته لسنوات .. أنظر إلى الوكيل الأول كبيرهم
- .. أنا هنا بعمل إيه ؟ ،، هل كل واحد بيعمل جمعية خيرية يمر بهذه الخطوات .. بالأمس تم اغتصاب توقيعي علي محضر بقسم الشرطة ولم أعرف ما به واليوم أجلس أمامكم لأعرف على ماذا وَقََْعْتْ .. عذرا - فيه إيه ياسيادة الوكيل .. إحنا فين ؟ مش في مصر ؟ ،، ماذا يحدث ؟ ... ما سبب مجيئي إلى هنا ؟ .. هل أنا فعلاً مجرم مطلوب القبض عليَّ منذ ثماني سنوات كما يقول الأستاذ زميلك أم ماذا !!؟
- : من كام سنه بتتعامل مع هذا الشخص " ويشير بأصبعه إلي من كان مكبلاً بالحديد معى " ويقف بجانب من الغرفة
- : حضرتك إسأله أولاً إن كان يعرفني أم لا !! .....
يوجه سيادته الكلام لهذا الشاب : إنت تعرف الرجل ده ويشير إلى حيث أجلس بيده الكريمة...
- : لا لم أره مطلقاً قبل الأمس أثناء وجودنا بالحجز ..
- : طيب أنا هنا بعمل إيه وما هي التهمة التي جئتموني من أجلها لهذا الكنسلتو الكريم
- : إنت لسه شفت حاجة !!! يقولها وكأن بيني وبينه ثأر قديم وحان وقت الانتقام .. انتقام الجبابرة ،، بجرة قلم يستطيع أن يقذف بي في سجن سحيق لبضع سنين بجرم لم أعرفه .. أين الحقيقة التي لا يعلمها إلا الله .. وسبحان كاشف الأسرار .......
أقول لسيادته وقد انبرى صوتي من الذهول المعتمل في صدري :
- : أنا مين ؟ هل أنا الشخص المكتوب اسمه في هذه البطاقة أم شخص آخر .. أقول ذلك وأنا أقوم بإعطائه حافظة تحوي محتوياتي الشخصية وأعطيها لسيادته ليتفحصها ..................
يقوم سيادته بإخراج البطاقة الشخصية أولاً .. يبحلق بها أمام كشاف كهربائي علق بسقف غرفة امتلأت من شباب يعلم الله ما في قلوبهم وسبحان كاشف الاسرار ... ما زال يبحلق بنظره متفحصاً إياها بشكل يدعو للريبة ..!!تارة يميناً والأخرى يساراً وكأنه اكتشف باب المندب أو رأس الرجاء الصالح ،، ياله من شيطان يجيد التمثيل
يسود الصمت بارجاء المكتب والجميع ينظر إليه وينتظر قرار سيادته إن كانت بطاقة مزورة أم لا !!!
استمر هذا الصمت والجميع ينظر إليه وقد أخذ يقلب البطاقة يميناً ويساراً في الهواء .. يقلبها تارة ويعدلها تارة والابتسامة تملأ وجنتيه ،، هكذا أوحى للجميع أنه اكتشف أن هذه البطاقة غير حقيقية
أقوم أنا بقطع هذا الصمت الرهيب ..
- : خير يا أستاذ !! اكتشفت إيه .. هل أنا الشخص الموجود اسمه بهذه البطاقة أم لا ،، ؟
يقول سيادته
- شخص إيه وبتاع إيه " دي مضروبة " وهنا كانت المفاجأة
أقول لسيادته :
- مضروبة يعني إيه ..
- يعني مزورة !! وبعد إمائتة برأسه بالتأكيد المغلف بالزهو الكبير
- " مزورة " هكذا يؤكد مرة أخرى
- يعني أنا مش هذا الشخص ودي بطاقة مضروبة كما تقول .. طيب أنا مين ،، هل أنا شخص وصلت إمكانياته لدرجة أن يقوم بتزوير بطاقة شخصية بالكمبيوتر ،، معنى ذلك أنني فعلاً عندي إمكانيات مادية كبيرة ولم أعرف ولكني عاجلته بطلب آخر
- يوجد أيضاً عدة كرنيهات أخرى في هذه الحافظة والتي كانت ما تزال بحوزته ليقوم بإخراج كرنية مستخرج من الشركة التي أعمل بها منذ ما يقرب من ثلاثون عاماً ويجدد سنوياً يقوم سيادته ويحملق أيضاً في هذا الكرنية كما فعل سابقاً وبنفس الطريقة وينطق بكلمة أصابتني بحيرة ما بعدها حيرة
- وكمان بِتِرْكَبْ المواصلات مجاناً بكرنيه مزور !!؟؟؟؟؟؟
- بلاش دا كمان ،، دور كمان علشان فيه كرنيه آخر ،، يقوم بإخراج كرنيه آخر من هذه الحافظة التي ألملم بهاهويتي ................
وجدت سيادته يحملق ويبحلق أيضاً في كرنيه حزبي
يقول : وكمان كرنيه الحزب الوطني ،، لا دا إنت حكايتك حكاية ،،، وهذا ما جعلني أحتد في كلامي ،،
- معني ذلك أنا هنا بسبب هذه البطاقات المزورة أم من أجل هذا الولد الواقف ،أم ماذا ...
يفاجئنى سيادته بسؤال كان به مضمون ما أراه أمامي رؤي العين وكان بمثابة كابوس يجثم على صدري ...
- إنت ليه عايز تعمل جمعية خيرية !!؟؟؟
هنا كانت إصابتي بذهول تام وبدأت أعي ما يدور .. واقع أعيشه بكل ما بي من آمال وآلام ،، إنها قصة الحرب بين الخير والشر ومن المنتصرفي النهاية ؟؟ ليتني اجدإجابة شافية لجراح قلبي !!!!!!!وهنا توقف الراوي عن الكلام على وعد بلقاء آخر من داخل مباحث الآداب وحكاية الصقر والنسر