مكالمة رئاسية

مكالمة رئاسية
ألو .. من المتحدث ؟ أنا من رئاسة الجمهورية .. مبروك تحدد لك موعداً لاستلام خطاب رئاسي من السيد الرئيس .. نعم . ! ماذا تقول ..؟ الموعد سوف يكون غداً لاستلام التهنئة بمناسبة صدور كتابكم – مذكرات جندي مصري –.. إلى أين أنا ذاهب ؟ هل إلى رئاسة الجمهورية أم قصر عابدين ؟ سوف تحضر أولاً إلى قصر البروتوكولات الرئاسي بعابدين.. هل من الممكن مقابلة سيادة الرئيس ؟ سوف يتحدد ذلك غداً عند حضورك حسب ارتباطات سيادته..أشكرك .. أنا في منتهى السعادة لسماعي ذلك الخبر الذي أثلج صدري ..
كنت أتوقع ذلك منذ تقديمنا أعمالاً أدبية كان لها مردود السحر على الشارع من قبل وهذا هو الحلم يتحقق .. إهداء من سيادة الرئيس في لفتة كريمة من شخص كريم .. هنا أيقنت أن مصر في طريقها إلى التغيير .. رئيس مصر يقابل مواطن من شعبه ويكتب له شهادة ميلاد تأخرت كثيراً في ظل نظام بائد زرع بقلوب المصريين اليأس بدلاً من الأمل .. رئيس مصري من طين مصر يزرع الأمل في قلوب المصريين من جديد.. لا يتكبر ولا يتذمر ولا يجلس في برجه العاجي الذي جلس عليه سلفه لمدة ثلاثون عاما كانت بمثابة الكابوس الثقيل على النفس ... تارة يواسي أهالي ضابط الشرطة الذي صرعه مخمور أخيراً عندما كان يؤدي واجبه المقدس نحو وطنه .. يواسيهم ويخفف من أحزانهم التي ملأت قلوب ذويه وها هو اليوم يكرم كاتب ويعطيه شهادة ميلاده بعد سنوات وسنوات .. يا لها من فرحة غامرة أعادت لي الأمل في مصرنا الحبيبة التي فديناها من قبل حينما وهبنا أنفسنا فداء لها طيلة أيام حرب أكتوبر وما قبلها .. رئيس مصري يعيد ذلك الأمل للجميع دون خيار فليعينه الله على تحمل أعباء هذه التركة الثقيلة داعين الله أن ينكر كل مصري ذاته والوقوف صفاً واحداً خلفه أمام التحديات العظام التي تواجه مصرنا الحبيب في ظل ثورتنا المباركة .....