أتاك العيد

أتاك العيد يا صنديد فاحتمله ظلا
يداعب الدوحة فيسقيها من الملل ،
رأيت الكل إلى الظل قد ركنوا
وطعم الشمس أحلى من العسلِ،
رأيت صبيا لدى الجزار تلفحه نيران العري بين شلال من الحٌلل ،
وبٌدنه راحت تجرى-تقامر الجزار على قسط من العمر ،
وأخرى راحت تراوده لتهرب من الأسر ِ ،
وذلك الجمل موبوء بالتدخين و حمى النيكوتين في دمه تسري ،
وبقرة راحت تختال غير آبهة حتى مل الموت صحبتها ،
وعمتها جاموسة تعشق الأكوان رفقتها ،
لها في الحرب صولات وتستلهم من العلياء وجاهتها ،
وتيس راح يعترك مع خراف الموت على بعض من اللهو ،
وتلك الماعز أوجعها موات الجدي أمام حبيبته
وكأنما نجوم الليل تفر من عقدها الرخو ،
وتلك الناقة الشمطاء ما وعٌظت من الغير ،
تلطخ بالقبح وجنتها وريح الموت أقرب من النَفس ،
خروف بقرن مشذبة تقدم نحو مقصلة الذبح غير هياب من الموت ، ولما دنا للموت يقبضه شكا لله قوما أماتوا المجد عن عمد وذاقوا الذل في صمت .


وأنت يا مسكين تحلم بطعم العيد طبقا من اللحم مطهوا على اللهب ، وبات غلاء العيش يذبحك حتى باعوك العظم بميزان من الذهب ، وبات القوم يستهموا على رغيف من الخبزِ ـ،
وموائد لدى السفهاء قد باتت من حملها تهذي ،
وبطون يفوح الحزن من حناياها وطعم الجوع أسلمها إلى العجز ِ ، وأنت وحدك خلف موائد الرحمن تشتم أريج ثريد له في القلب زخرفه ، و أوطانك كساها الجوع والذل فالتحفت ببسمات من الصمت ،
وسوق العيد قد نصبت جدائله وفارت براكين الزيف تبلله ، هنا زيف ، هنا ترف ،
هنا رجل يناجي الخمر في لهف ، وبين نشيد الحزن تقيأ موطنك دمه ، يعاني الموت في غرفة الأحلام يعاني الضيم من شظف إلى خرف .


أيا ترى هل للعيد نفحات وجيش الروم من خلفك براقصك على نغمات من البطش ،
وطعم المجد مجذوب طوته صحارى الذل حتى مات من العطش ،
هنا قربنا لله قربانا- للعلا على درب السنا يمشي ،
أما من بات مرتعدا - ظلال الجند ترهبه فعنه العلا تعشو

الله الله كلمات وفلسفه راقيه من قلمك شاعرنا الرائع

احسنت قولا راقت لى كثيرا كلماتك

دام الابداع