[center]منزلنا الطينى
فى كتفى رائحةٌ منكَ
جَسدى معجونٌ بَترابكَ
روحى عَالقةٌ بيمينكَ
حَلمى مولودٌ من رحمَك
عُمرى موصولاً بُشجونكَ
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
هل تتذكر طفلاً كان يخربش
فى جنباتكَ ؟
هل تتذكر
وردٌ كان يفوح
على عتباتك
هل تتذكر
جرن القمح تلال يشربُ
من بركاتك
هل تتذكر
رائحة الخبز الساخن
حين تعربد من ثغر الفـرن
هل تتذكر
مسطاح القمــــح
وأشولة القطــن
هل تتذكر
من كان ينام على جنبات الجــــرن ؟
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
مــــرت اعوام يا منزلنا وانت خراب
مرت سنوات
ونحنُ نُفتش عن هذى الذكرة
ونخبئُها طى الأهداب
مــــرت سنوات يا منزلنا
وروحى تأبى أن تخرج
من هذا الجلباب
مـــــرت سنوات
ماذلتُ توسوس فى نفسى
وتأبى ان تصبح
فى طى النسيان
مازلنا نلملم حبات الذكرى
ونزرعها شوقاً فى الوجدان
يأتينا طيفك يؤنسنا
فى ليل الغربة والحرمان
يا مَنزلنُا
طفت بلاد حتى
بيض الشعر من الترحال
أذ حفر الزمن دروباً فى قلبى
المثقــــل بالأغلال
أذ أغفى الجســم الناحل
فى الادغال
أفنانى الشوق أليكم َ
ومن أفناهُ الشوق
كيف بوسعه
أن يخمد عربدة الاشواق ؟
كيف يحطم صوراً فى ذاكرتة ,
تسبح فى الافاق
كيف يقاوم ثمة الأشوق الظمأنة
ويهرب من
هذا الأملاق
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
فى حضرت أنفاسك
تتجمع كل الاشياء
القمر الضاحك
والنجم الشاحب
يرسم كل الاسماء
شجرةَ صفصاف
كانت تجمعنا
والجدة دليلة تقص علينا
قصةَ يوسف , والحسناء
والكلب النائم فى خلوة
يحرس بقرتنا الصــــفراء
ونهيق حمارٍ شرس
كان عنيد دوما ما يفتك بالغرباء
يلهو الصبية مع الصبية
والأم تغربل وتَرنم
والحزن قعيد مُستَسِلم
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
يا مَنزلنُا
مرت عشرون من السنوات
منذ هجرناكم
حتى هجرتونا
لكنَ لن ننساكم
لن ننساكم
لن ننساكم
لن ننساكم
شعــــــــــــر / أحمــــــد جمـــــــــــــيل[/center]