الرداء الأبيض

ضحكات عالية من داخل سيارة مسرعة فى الطريق داخلها عروسين ، وأبواق السيارات خلفهم اعلي من ضحكاتهم توقفت السيارة وكل السيارات ، فنزل الرجل فى بزة أنيقة زادته وسامة وانزل عروسه فى ردائها الابيض ، ثم اشاروا للجميع ودخلوا الى بيتهم الصغير.
حمل الشاب عروسه وردائها الابيض يجر على الارض ودخل بيتهم ، البيت الجديد التى طالما حلمت به كل فتاة وبالرداء الابيض ، حياة جديدة مع رجل لم تعرفه منذ بعيد وما زالت لا تألفه ، بيت جديد لم تعتاده ، الليلة فارقت بيتها وابواها واخوتها ، غرفتها ، فراشها ، ذكرياتها ، حياتها القديمة .
وقفت امام المرآة تتأمل نفسها فى الرداء الابيض يا له من رداء جميل ليالي كثيرة حلمت به وهى ترتديه وها هى ذا ترتديه ، هل يا تري هو حلم جميل ستفيق منه ام انه حقيقة ؟
حقيقة .. ايقنت بانها حقيقة من رؤيتها لذلك الشاب الوسيم من خلفها يعانقها ، حلمها تحقق ردائها الابيض رجلها الوسيم بيتها الجميل حياتها الجديدة هاهي ستبدأ بمجرد ان تخلع عنها ردائها الابيض الجميل ، لم ترتديه وقتا طويل ولكنه سيكون ذكري معها طول حياتها القادمة ، احلامها ستنتهي الليلة لم تعد لتحلم به ، لأنه من تلك الليلة ستتحول الاحلام الى حقيقة ، او تكون الحقيقة حلما جميل .
قليلا من الألم كثيرا من السعادة تلك هى الحياة يجب ان نتألم حتى نعرف معني السعادة ، قليلا من الخوف الذى تشعر به كل فتاة فى تلك الليلة ، بعدها الطمأنينة والشعور بالأمان والفرح والمتعة ، قليلا من الحزن على حياتها الفائتة قليلا من الخوف من حياتها القادمة ، مشاعر كثيرة مضطربة متداخلة متصارعة وكانها تريد ان تقتل بعضها بعضا لترتدي هى الاخري رداء ابيض جديد يتولد منها مشاعر جديدة .
ليلة رائعة كالحلم ، لا تمحي من ذاكرتهما ابدا ، ضحكوا كثيرا ، لعبوا كثيرا ، أكلوا كثيرا ، حتى قارب الليل ان ينقضي وتأبي جفونهما ان تستسلم للنوم ، ولكن أبت الطبيعة البشرية ان تسمح لهم بذلك .
دخلت فراشها الجديد وهى تحس بشعور غريب وهى بجوار فارسها معانقا لها متماسكي الأيدي ، رأسها على صدره مغضمة عيناها تعلو وجهها ابتسامة عريضة ، ثم ذهبت فى نوم عميق ، وزادت الابتسامة على وجهها .
استيقظ العريس اولا ونظر الى الوقت ناما طويلا ، ونظر اليها جميلة حتى وهى نائمة زادها جمالا تلك الابتسامة على وجهها ، تسلل من جوارها حتى لا يوقظها ، أخذ حماما دافئا ، جهز بعض الطعام الخفيف السريع وجاء به الى فراشها ، ما زالت نائمة ، ما زالت جميلة ، ما زالت تلك الابتسامة على وجهها ، ثم هزها بلطف حتى تستيقظ فلم تستيقظ ، ثم عانقها ، ثم رفع عنها الغطاء ، ثم هزها بقوة ، ولكنها لم تستيقظ .
نعم لم تستيقظ ذهبت العروس فى نوم طويل لن تستيقظ منه ابدا وكأنها قضت ليلتها الحالمة الجميلة ثم اغمضت جفناها وابت ان تفتحهما ثانية ، وعلى وجهها تلك الابتسامة العريضة .
صوت بكاء عالي من سيارة على الطريق تلك السيارة فى الليلة الماضية التى كان يتعالي منها ضحكات العروسان خلفهم نفس الجمع الذي كان يحضر زفافهما ، امامهما العروس فى ردائها الابيض ، ولكن تلك المرة رداء مختلف ، لم تحلم به من قبل ، هو ايضا رداءا جديد ، ولكنها لم تحلم به من قبل .
بيت جديد ، ذاهبة اليه ولكن تلك المرة ليس فيه من يحبها ، لأنه كل من يحبها خلفها يبكونها ، نزلت من العربة وكانت فيها وحدها ، ثم نزلت الى بيتها الجديد ايضا ، نزل معها رجلا وظيفته اعداد تلك البيوت لساكنيها ونزل معه عريسها ليفك عنها ردائها الابيض اليوم ، كما خلع عنها ردائها الابيض فى الامس ، ما زالت مغمضة عيناها ، ما زالت مبتسمة .
خرج وتركها واغلق ورائها باب بيتها الجديد ، وانصرف الجميع بعد وقوف طويل ولكنهم فى النهاية انصرفوا ، الا ذلك الشاب الوسيم وقف امام القبر طويلا حتى غابت الشمس وكأنه ينتظر عروسه ان تخرج له جميلة مبستمة فى ردائها الأبيض الجميل .

أستاذ أحمد احجز مقعد الأول
و أنا سعيدة بذلك فلقصتك كل الثناء

الوردة الحمراء كتب:: أستاذ أحمد احجز مقعد الأول
و أنا سعيدة بذلك فلقصتك كل الثناء

مرور ملكي يا سيدتي العزيزة

سعيد بوجودك وتعليقك

مودتي

» الرداء الأبيض ( ترجمة الموت )
» ذات الرداء الأخضر
» ذات الرداء الاحمر ( بقلمى ) قصة خيالية مرعبة
» الدم الأبيض
» وضوح الخيط الأبيض