[[ دعاء ركوب الثورة ]] ـ قصيدة ـ

قال الشاعر / محمود سامي البارودي
ولستُ بِعلاَّمِ الغيوبِ ، وإنَّما ******* أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ

نظمت هذه القصيدة بناء على ما رأيته من الواقع المحسوس
فان خالفني احد فليبين لي في اي موضع كان نقلي للواقع خطأ
دون الاعتراض جزافا

*
*

[[ دعاء ركوب الثورة ]]

*

*

*

حــلَّ الـربيـع بأمـتي وشـعــوبـِهــا ******** فتـوحَّـدت أقـطـارُهـا بـقلـوبِها

وسعت تـريـد شريعة الهـادي لهـا *******حُكماً ففاض الخير ملء دروبها

واستشرف الثوار نورَ حصادهـم ******** في ثـورة تـدنـو إلـى مـطـلوبها

فتـصـدر الاخـوان قبل حـصادها ******** فخبت ريـاح الـعـزِّ بعد هبوبها

مـثـل ٌ لـك الـحـرباء في ألـوانـها ******** كجماعة الاخـوان في أسلـوبها

مـرَّ الـزمـان بـطـبعـه فـتـغـيرت ******** أفـكارهـا وتـزيـنـت بـعـيـوبـها

بخضوعـهـا للـواقع انجرفت إلى ******** أن تطلب الدنيا وكلَ ضروبها

حـكمت بشـرع باطـل ٍ فدنت به ********كدنو شمس العصر نحو غروبها

حَفـظـَت مـواثـيق الـعدوِّ بـغـفلة ******** فـازداد أضعـافاً رصيدُ ذنـوبـها

قَبـِلـَت بـحلِّ الـدولـتين فــهـل لنا ******** بعد القَبُول من اشتعال حروبها

ما حركت جيشَ الكرام إلى العدى ******** ولقد تحرك نحو قتل قريبها

وتَصَـنَّعـت قـول الهدى وبخلسة ******** راغـت قـيادتـها لـملء جيوبها

وتُطَـمئن الفـنّان عُـد لـمـفـاسـد ******** إذ بالـوجـوه تـُسَرُّ بـعد شحوبها

وتُتِيح نهضتُها بتونس خمرها ******** قـد سـهَّـلـت لـخـمورها كحليبها

وبها لباس البحر جدَّد رخصة ******** صار التَّعرِّي من هدى تأديبها

عقلـية الـتبرير صارت نهجها ******** واستمرأ التـبريرَ تابـعُ لـوبـها

ولسان حال اللوب يهتف قائلا ******** هي ثورة فاحفظ دعاء ركوبها

يا غرب خذ منا رئيساً حافـظاَ ******** لك كـلَ مـصلحةٍ على ترتيبها

وتَقَبَّلِ الـطـاعـات مـنا خِـلـفَـةً ******** والقلبُ يرجو منك وصلَ أريبها

هـذا هــو الـحال الذي آلت له ******** حـب الـكـراسي زاد في تذويبها

والـتابعـون لـهـا تـدنى فكرهم ******** والنفـس تـغفل عـن مقام رقيبها

يا حسرة الاخوان ان لم تتَّعظ ******** عـند الـذنـوب لحـاهمُ بـمـشيبها

إنِّـي بـصـدقٍ أسـأل الله الهدا ******** يةَ لـي وللإخـوان حـيث رحيبها

فاغفر لنا يا رب واجعلنا لأُم ******** مَتِنَا كـمُزن الـغيث فـي أُسكوبها

*

*

*

ابو شاهين ـ غزة

*

*

*