أسألك الآن

أسألك الآن
.........................
شعر / محمود عبد الصمد زكريا
........................................
أعرفك يقيناً
كنوارس هذا البحر ِالمائج ِ دوماً بالرغبات ِ
الطامح ِ أبداً للفيضانْ.
أعرفك يقيناً منذ زمانٍ ليس الآنْ.
أندي من قبلة فجر ٍ فوق جبين الكون ِ ..
وأحلي من رعشة ِ حقل ٍ حين يلامسه طلٌّ ..
وتمور ؛ تفور ؛ وتغلي كالبركانْ.
أعرفكَ يقيناً .. فوق يقينْ.
تعشق فنجان القهوة ِ ؛ والتدخينْ
تحفظ تاريخ َ اللوتس ِ ؛ واليقطينْ.
وتحنُّ إلي فنجان حنان ْ.
حين تجئ علي غيمتك َ الحبلي
بالرؤية ِ كالفارس ِ ؛ بالرؤيا كالعراف ِ ..
لا تؤمن بالأثلاث ِ وبالأرباعِ وبالأنصافْ.
تهمس بالحرف ِ؛ وتهجس بالصيف ِ ..
وتجمع ما يتبعثر بين النومِ
وبين الحلم ؛ وما بين الأحداق ِ..
تغذي من زيت عنادكَ أشعارَ العشاق ِ ..
وتغسل أحزانَ الشطئآن .
أصحبكَ كظلي ..
كضميري ..
كعمودي الفقري..
كعروض ِ الشعر الضابط إيقاعي الشعري ..
أعرفكَ يقينا ً ؛ لكني أسألك الآنْ :
هل يجهلُ بردي ..والنيلُ .. ودجلة ُ
معني الفيضانْ؟!
هل كان النفطُ بريئاً
حين تمطي في شريان ِ النخلة ِ
في البصرة ِ .. أوليبيا .. أو صنعاءْ؟!
أم كان النيلُ جريئاً
حين تخلي عن ذاكرة ِ الأمة ِ
في مصر ..أو السودان ؟!
أم أن قميصَ الحلمِ الواسع ِ
لم يستر أوساخَ الشارع ِ
في تونس ..أوسوريا ..أو لبنانْ ؟!
من كان يقصقص حبلَ الحلم
الواصل بين قلوب ِ الأخوة ِ
حتي تبقي الثورة ُ نائمة ٌ
و الدفةُ تائهة ٌ
والأمة ُ كالنهر الظمآنْ .
من كان يعضد هذا الذئب َ الجائع ِ
حتي يأكل أحلامَ الغزلانْ؟!
يا من قمتَ تترجم حلماً
أو ترسم ؛ وتلون أفقا ً
أن تحفر وتثبِتَ في عنقِ العالمِ وشماً
لملامح هذا الإنسانِ..
العربي الإنسانْ.
أعرفك يقيناً منذ زمان ٍ ليس الآنْ.
يا من مرصوداً .. أو مقصوداً كنت َ
وكأن بحلقِكَ جمرٌ؛ و زفيركَ نارْ..
كلماتُكَ مثل شرار ٍيرعي في حطب ٍ ..
لكنكَ إذ تنطق.. تزهو بالقول ِ
كأنكَ تستشعر نسماتِ العطرِتراقصُ وجهَكَ ..
وكأنكَ حين تفح زفيركَ في دفقة ِ شِعر ٍ
تغسل ذاكرة َ الوقت ِ
تخالُ العالمَ قلباً يُصغي
وحروفك َ ..يا لحروفك ..
مثل نخيل ٍ يأبي أن يجمعه جلدُ كتاب ٍ
أوقشرة ُعنوانْ.
أعرفك يقيناً منذ زمان ٍ ليس الآنْ.
من قلب ِ الهم ِ أتيت َ
وكان الوقتُ زنازن َ
تحرسها قافلةُ الجن ِ ؛وأعوانُ الشيطانْ.
أعرفكَ يقيناً ؛ لكني أسألك الآنْ :
كيف تخيلت شظايا كلماتِك َطَلاً يهمي
كيف حسبت الناسَ وروداً
والشعراءَ جنوداً ..
والعالمَ ..
هذا الماثلَ في رقعة ِ شطرنج ٍ كالبستانْ؟!
يا هذا المأخوذ بحلمِكَ منذ طفولتك الأولي
حتي آخر أصقاع طفولتك الأخري
هل حقاً كنت َ الدفة َ ؛ والربانْ
أم أنكَ أبداً– يا وطني –
كنت القربانْ ؟!
....................................

قصيدة رائعة يا أستاذ محمود
سطور مفعمة بأحاسيس جياشة في حب الوطن
وتعبر عن شخصية الكاتب وصدق كلماته
تقبل تحيتي

تجولت بين كلماتك وكأني فى بستان ملئ بالزهور والطيور

نصك لوحة فنية بريشة فنان متمكن يعرف ان الحرف ظل الالوان

استمتعت جدا فى متصفحك بارك الله فيك

وزادك ابداع