الرجل الشعر

الرجل ُ الشِعر
........................................
شعر / محمود عبد الصمد زكريا
............................................
رجلٌ .. يزرع قمح القول ِ
علي صلعة تلك الصحراءْ.
ويري في الكلمة أرضا صالحةً
لتخيّمَ فيها قافلة ...
والوطن العربيَّ فضاءْ ..
ويري في همزات الوصل نجوما
كقلوب الفقراءْ .
يغزل من أوراق الليلِ المغسولة بالسهدِ
عنا قيدا للبسطاءْ ..
قد ينطح جدرانَ الشرعْ.
قد تلمح في عينيه طفولة نبعْ .
قد ترجوه لرأبَ الصدعْ.
يضع النقط العربية من كأس الصرف .
فوق جبين الحرفْ.
يطلق بين شراييني طاووسَ العزفْ .
يجلس فوق بياض الورقة
مثل سؤال ملغوم بالحب .
يرسم أفقا ..
يرمقه طفل يحبو عند بدايات الدرب .
يتدافع خلف قلاع المنعِ
وخلف شراع الدمعِ
وخلف سؤال الطفل الواقف
في مفترق الطرق علي قارعة الميناءْ .
لا يخرج من أسنان الأسماءْ.
لكن من وشوشة الحلم وإشراق الشعراءْ ..
يأمر كل حروف الجر العربية
لتجر البحرَ إلي الهيجاءْ.
ويحاصر أدوات الشرطِ بحرف نداءْ .
لا يشرب من بئر خرساءْ .
وتمر عليه الأيامُ
فلا كسرة َ خبز .. أو قطرة َ ماءْ .
يضحك ، ويدق الجوع الكافرَ
في بيت الداءْ .
رجلٌ
يزرع صبحا
ويطالع في الدفتر قمحا ..
أطفال الحارة في عينيه ملاعبهم
من رئتيه مشاربهم ..
يحمل ريشته من قاع الطين ..
يسال عن تكوين الطير
وعن طير التكوين .
رجلٌ
يحمل كل هموم الطقسْ
في كهف الرأسْ ..
بين يديه فسائل بحر
ما زالت تنتظر الغرسْ
رجلٌ
قديس مسكون بالشهوة ِ..
ينزف حيرته
ويفتش عن نغم ٍ
ترسمه أبخرة القهوة.
رجلٌ
صعلوك ..
يتشرد بين الجزر النائية
ولا يملك غير الآمال
الموؤدة قبل ولادتها..
آمالٌ لم تُنهد بعدُ .
رجلٌ
دامعة عيناه ..
يهز إليه بجذع الشعر
فلا تساقط غير الآه ..
رجلٌ
في الطور الأيمن يسأل ؛
ويردد :لا تخلع نعليك ..
فلا ينسلخ الشاعر عن جلدته
إلاّ حين يذوق الحنظل ..
أو يمتص الصمغ .
رجلٌ أنتَ ؛ وأنتَ ..
وما بينهما أنتْ .
فلماذا تغرق يا حودا
في هذا الصمتْ ؟ !
رجلٌ يتوسد جذع الطين
يتفرع بين اللوتس ؛ واليقطين .
يلاحقني حتى آخر أحلام النخل العربي
كيف سيعبر هذا العصر بصوتٍ
أوسع من صوت نبي ؟
رجلٌ دخل الساحة َمن باب ِالرفضْ ..
لسانٌ ينقضْ ..
يركض حتى يتعب منه الركضْ ..
يجمع في كفيه جميع جهات الأرض ..
يرقص فوق الجزر وتحت المد ..
يتجلى في الأفق الضدْ ..
يتسلى بين ميادين براءته برموزِ النقد ْ.
هو رجلٌ من حمأٍ مسنون
يطلق ضحكتَهُ من سجيل أحمق ....
رجل ٌيخرج من بين خيام الأزرق ..
ويسافر في الأحلك ..
لا يتسلق أغصان الليلك
لكن يسري كالنشوة في جسد الليل
يحمل خُرجين :
خُرجاً للبرق ، وخُرجاً للغيم .
يمشي كالومضة في كبد الظلمة ِ.
كالحربة في سوقِ الإحساسْ .
هذا الرجلُ الطاعن في الصحوة ، والوسواس ..
وفي عمق الكلماتِ ....
يطارح أزماناً في رعد الشهوة ، والأعراس
كشراع يسري في لب الناس .
يعرفه الماءُ .
تدين له الأسماءُ ..
وهذي الألوانُ المنبثقة من عينيه .
وتلك الأنغامُ المنسَّلة من شفتيه .
وأمواجُ الناي ..
وحلته المنسوجة من عسل الأحلام ..
ونارُ الهمْ .
هذا الرجلُ العربيُّ المتورط
في برك الدم .
.....................................................................................

كلمات جميلة عميقة ان دلت فتدل على الواقف خلف تلك الكلمات

انت شاعر حقيقي وجميل ومبدع اسمح لي بتحيتك حتي ملاقاتك

فى الندوة اسعدك الله كما اسعدتنا بكلماتك بارك الله فيك

مودتي

دمت مبدعا كبيرا يا ..... حودا

لك كل تحيتي و احترامي يا أول معلّم لي في عالم الشعر

غدا ألقاكم بكل حب بإذن الله