بسكوتة

تستيقظ من نومها لتجري بسرعة علي شباك غرفة نومها تستقبل اولي نسمات الصباح وتتأمل جمال الشمس وهي تنثر ضوءها علي بقايا البسكويت الذي تركته ليلاّ ...
و صديقتها الوحيدة في هذه الدنيا ...
زهرتها ...
تلك التي احتلت في قلبها منذ ان زرعت بذرتها وحتي اثمرت و تشكلت زهرة بيضاء مكانة لا تضاهيها اخري ...
و شعورا داخلي يدنو من منزلة الأمومة الحقيقية يجعلها تهتم بها بل و تداعبها في مرح ...
و لم لا و الزهرة ترتوي بحبها كثيرا قبل ان ترتوي بالماء ...
ترتوي بتلك اللحظات حيث تسرق نفسها من نفسها و من العالم كله لتجلس قبالتها تحكي لها عن كل اطراف حياتها ...
متي تفرح و متي تبتسم...
متي تعلو لتلمس عنان السماء و متي تشعر بالإحباط عند الفشل .
و لم تخذلها زهرتها ابدا...
دائما كانت معها تبتسم وتحزن و تمرح معها ...
و كأن مهمتها في هذه الدنيا ان تسري عنها بصمتها .
وهي ايضاّ لم تكن تألو جهدها في الحفاظ علي رونق جمال زهرتها ...
تكفي اي لحظة ابتعاد عنها حتي تهرع اليها كأنها تعتذر عن تأخرها ...
تكفي رءيتها لأي سوء مهما قل لتجزع و تتنهار دموعها سيولاَ من اجل زهرتها ...
لذلك تسابقت دموعها عندما شاهدت ورقة من ورقات زهرتها و قد انشب فيها عصفور اسنانه ...
احتضتنت الزهرة و شفتاها تتمتم بملايين الكلمات التي لا تقال الا لتهدئة روع طفل ...
و بعد ان هدأت هي بدأت في التفكير ...
كيف تحمي زهرتها ...
في البداية كان الرأي منصباَ علي اهمية أخذها معها كل يوم اينما ذهبت ...
و علي الرغم من نظرات السخرية التي غرقت تحتها الا انها لم تتراجع ...
الا بسبب عدم تحمل اوراق الزهرة لضوء الشمس المباشر ...
جلست بجوارها ...
نظرت لها كثيرا كمن يكتب قصيدة شعر ...
والحروف تتناقل كالنسمات بينهما ...
هل يمكن ان افقدك ؟
نفضت رأسها بقوة رافضة مجرد التفكير في هذا الاحتمال ...
ليأخذوا روحي قبل أن يأخذوكي مني ...
مستعدة انا لكي اضحي بكياني كله من اجل من احب ...
في الوقا نفسه تقريباَ حطت عصفورة علي مقربة منها ...
و منقارها الصغير يعمل بكل قوته في بعذ فتات الطعام التي لا يدركاحد كيف حملها الريح لهاهنا ...
نظرت لزهرتها ...
ثم نظرت للعصفور..
و فتات الطعام ...

ثم انارت عقلها فكرة ما ...
بدون تردد قامت و نفذتها ...
بدأت تضع قطع البسكويت بعيداّ قليلا عن الزهرة قرباناّ يحميها من الاذي .
والغريب ان العصافير صارت تقبل هذا القربان و لا تقترب من الزهرة بسوء ...
الامر الذي جعلها في غاية السعادة فزودت عدد القطع كأنها تكافئ تلك العصافير .
ومنذ ذلك الحين و الزهرة تعاود الابتسام ...
والعصافير ايضاَ ...
ما ان تراها تفتح شباكها حتي تقترب منها وتغريدها يعزف سيمفونية ترحيب ...
و عادت الابتسامة تزين الشفاة .