هل المنهج الاسلامي في الحكم ديني أم مدني ؟؟ / محمود جمعة

الامر ليس ديني ودنيوي .. الله الذي خلق هذا الكون وقدر له الاسلام دينا لم يقطع ابدا ولا في موضوع واحد في كتاب الله بين ماهو حياتي وماهو ديني .. الاسلام دين مدني تماما حينما ينظم امور الحياة أضرب لك أمثله (( قل سيروا في الارض فأنظروا كيف بدأ الخلق )) اليست هذة دعوة علمية خالصة للبحث عن دلائل لبداية الانسان وهو مجموعة علوم حديثة بين الاجتماع والجيولوجيا والانثربولوجيا والتاريخ والجغرافيا والبيولوجيا وغيرها ... هل هذا ديني أم مدني .. مثل آخر (( وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينمها فإن بغت أحداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الي أمر الله فإن فائت فأصلحوا بينهما وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) اليس هذا عمل وزارتا الخارجية والدفاع بالاضافة لمؤسسة الرئاسة والمجلس النيابي والمجلس الاعلي للقوات المسلحة بل وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الاسلامي ..هل هذا ديني أم مدني .. مثل ثالث (( وفي أنفسكم افلا تبصرون )) اليس هذا أمر طبي في البحث في جسد الانسان والوصول والتبصر في أجهزته وعملها والدقة في خلقها ووظائفها وأمراضها وهو علوم طبية وبيولوجيه وصيدلانيه وبحثيه .. هل هذا مدني أم ديني .. مثل رابع (( إذا تداينتم بدين لأجل مسمي فأكتبوه )) وهو أمر أجتماعي في تنظيم الأستدانه بين الناس وكتابته والاشهاد عليه حتي لا تضيع الحقوق وتنتشر العداوات .. مثل أخر (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب )) (( العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص )) اليس هذا مبدأ عادل في القضاء بين الناس وهو عمل المجلس الاعلي للقضاء ،، وهكذا في جميع مجالات الحياه وهكذا القرآن كتاب كامل متكامل ومنهج للحياة يضع لنا أطارا عاما ويترك لنا تنظيم الاطر والاليات التي تقودنا الي ماهو في صالح حياتنا .. الا أنه صمت عن اشياء أخري ونحن مخيرون لوضع قوانينها ومناهجها فيما لا يتعارض مع عقيدتنا .. ( فنحن أعلم بشئون دنيانا ) كما قال لنا الرسول الكريم ،، أذن ليس الاخوان ولا غير الاخوان من أرتضي الاسلام منهجا لحياة المسلمين بل الله خالق هذا المنهج ومنزله علي نبيه الكريم ..الا أن هذا لا يعتبر نموذجا للدولة الدينيه التي تنوب عن الله وتحكم بالحق الالهي هذا خلط شديد اراده اعداء هذا الدين حتي ينفروا الناس من تطبيق المنهج الاسلامي ..فالحاكم في الاسلامي ليس الهيا ولا يحكم نيابة عن الله بل ينتقد ويقوم ويعزل إن أساء (( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم )) .. والحريات العامة في الاسلام مطلقة فيمغ لا يخالف المنهج (( متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا )) ..وحقوق المرأة في منهج الله مصانه كما لم ولن تكون (( النساء شقائق الرجال )) .. أما يتعمده البعض من أرهاب الناس بالحدود فهذا من ضحالة الخوض في الفكر الاسلامي أنظر بحيادية للحدود فستجد حدودا لا تقام ابدا الا برغبة مرتكبيها في التوبه منها مثل حد الزنا مثلا (( فليأتوا بأربعة شهداء )) وللرسول أمثلة كبري علي ذلك ..بل أن المسافة بين السرقة وحد السرقة بعيدة جدا عن التنفيذ حتي نتبين ان من فعل ذلك قد وفرنا له سبل الحياة الكريمة أولا وأنه لا يعتقد ان له حقا في هذا المال (( راجع ايقاف عمر لحد السرقة في عام الرمادة كنموذجا للحكمة في الحدود )) وإنما فعل ذلك خيانه لله ثم للوطن وهنا لا يعترض عاقل علي العقاب الرادع حتي يسلم المجتمع من النهب كما حدث في اعوامنا الأخيرة ... وهكذا ،،فالاسلام لم يأت ليعاقب الناس وهذا ليس هدفا ابدا وإنما ليحفظ للمجتمع حياته الكريمة العادلة الحرة ،،، هكذا أري المنهج الاسلامي ،، وأري في عودته بعد غياب رفعة لشأن بلادي ،،، فلا تلتفوا الي المثبطين والمخذلين والمنافقين وأصحاب الاهواء ،، ليس من المنهج الاسلامي الحكم نيابة عن الله ولا الحديث بأسم الله وهذا لم يحدث الا في اوروبا القديمة في عصور الظلام ولا نعرف ولاية الفقيه التي أخترعها الخوميني للشيعة في إيران وهي لا تمثل طريقة الحكم الرشيد في المنهج الاسلامي ابدا.. وأنما الوسطية السمحاء والاعتدال في المنهج هو الطريق الاقوم في الدنيا والاخرة ...

ملحوظة ( لا أؤمن ان كلمة دينية تقابلها كلمة مدنية ولكني استخدمتها طبقا لماهو سائد ..ولنا في هذا حديث آخر )

المقالة جيدة فعلا يا أستاذنا فشكرا لك على هذا العرض السريع و الشامل...

و إن كان يمكنك عرض تفاصيل أكثر كي تكون مقالتك متكاملة و تغني قارئها عما سواها .

سمعت الدكتور سليم العوّا ذات يوم يقول : الدولة الإسلامية هي دولة مدنية بالضرورة




يقول الدكتور محمد اسماعيل المقدم : لا يجب أن نقول أن الإسلام يصلح لكل زمان و مكان بل الأصح أن نقول : الزمان و المكان لا يصلح إلا بالإسلام .


لك كل محبتي و كل عام و أنت بخير