المنافقون (منشور الشروق )

تجدونه من خلال هذا الرابط

http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=26072012&id=d32648c8-ec71-4c9b-b9df-a60891705867

كان المنافق في الماضي حريصاً على الانزواء بنفسه لمعرفته بتدني أفعاله، أما اليوم فقد انعدم حياؤه وأصبح أشد جرأة وصلابة خاصة أنه يعد المادة الخام التي يحرص الطغاة والدكتاتوريين على الاستفادة من خواصها بتمرير ما يأملون في تمريره من خلالهم، عن حذيفة قال: المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقلنا يا أبا عبد الله وكيف ذلك؟ قال: إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم وإن هؤلاء يعلنون.

لا ريب أن المنافق إنسان مريض اجتماعياً وأول ما يضر يضر نفسه لتعدد شخصياته وتنازع الأدوار وفي ظل ذلك يصعب على نفسه أن تطمئن وتستقيم وقد يعود سبب مرضه لما مر به من ظلم أو إكراه أو حرمان، فليس له مبدأ ثابت ولكن مبدأه المصلحة حيثما وجدت وله في الوصول إلى ذلك أكثر من غلاف حتى يقوم بتأدية الدور المطلوب منه والمخطط له، والمثال لذلك: أن تكون السياسة أو المرونة هي القناع الذي يرتديه المنافق والذي يدخل في مخططات الطغاة، قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه): ما أسرّ أحد سريرة إلا أظهرها الله على وجهه وفلتات لسانه.

أما بالنسبة لعددهم فهو كثير جداً في مجتمعاتنا، كما قال حسن البصري رحمه الله (لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرقات)، كما أن المنافقون لا يرتبط وجودهم بفئة أو طبقة محددة إلا أنه كما يوجد بين الضعفاء والبسطاء اللذين لا يعلمون شيئاً يوجد أيضا وبقوة بين المثقفون أو المتعلمون اللذين يدعون حمل أمانة الفكر والكلمة، ولكم عانت الأمة من ضرر المنافقون بما يظهرونه في الرغبة للإصلاح والفضائل بخلاف ما يبطنونه وهم يبعدون كل البعد عن ذلك وكم من ثوابت وفضائل شككوا فيها وكم من علم طمسوه وسمموا مبادئه، ويقول جل وعلا شأنه "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد" سورة البقرة الآية 204-206.

والمنافقون اللذين ينتشرون في صحفنا وإعلامنا ويجدون سيادة وتلميعاً لا يستحقونه موجودون منذ القدم ولهم تاريخ طويل في الأمة الإسلامية وهم السبب الأساسي في تشتت الأمة وضياع أحوالها، وما ساعد على انتشارهم في العصر الحديث هو انحراف الكثير من المناهج التعليمية والتربية على الانسلاخ عن فضائل الدين وعدم تقويم النفس على ذلك بالرياء، والخيانة، والجبن، وقد أتى حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا). والمكر والخديعة في النار وقد وصف الله المنافقين بالمخادعة ولقد أحسن أبو العتاهية في قوله:
ليس الدنيا إلا بدين وليس الدين إلا مكارم الأخلاق
إنما المكر والخديعة في النار وهما من خصال أهل النفاق
وبذلك فإن النفاق هو أحد الصراعات الكونية ضد الحق والفضيلة وهو عمل من أعمال الباطل الذي يجب أن نتصدى له بتربية أبناءنا على الصدق كما قال ابن تيمية: "الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب"، كما يجب أن نتصدى له بتربية أبناءنا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه) وذلك حتى ينجلي هذا الباطل الذي لا نراه إلا واقعاً كبيراً ليس بالهين وتزخر به حياتنا.

محمد جلال عبدالرحمن

أخى محمد
مرحبا بك في بيتك و منتداك
و تحية لمقالك الجميل
كل عام و أنت بخير

وضعت يدك بدقة و نزاهة على سر بلوانا

أسأل الله أن يطهرنا جميعا من النفاق كي نرتقي سلم الحضارة .

تحياتي

اخي الحبيب مقال جميل جدا

ولكن المشكلة الحقيقة لو قلت ان كل من فى مصر منافقين الا شخص واحد

لظن كل واحد منا انه هذا الشخص

لان كل منا على يقين ان يفكر فى مصلحة هذا الوطن

لا ادعي انني هذا الشخص

ولكن ادعو الله ان اكون هذا الشخص

ههههههههههههههههههه

لا طبعا مصر ام الدنيا مليئة بالمؤمنين والمخلصين

دام الايمان