الأمير الشاب ( قصة للدكتور هشام السحار)

ضاق الأمير الشاب بما تناهى لسمعه من شكوى الناس ومن مظالم
الملك العجوز .. فعمد الى خلعه عن عرشه ..وقرر أن يبدأ عهدا لايظلم فيه أحد وينعم فيه الجميع بالعدل والأمان .. فتح أبواب قصره للجميع ..وطلب من كل صاحب شكوى أو مظلمه أن يأتيه فى أى ساعة من ساعات الليل أوالنهار معاهدا ان يرفع الظلم عنه مهما كان شأن من ظلمه .. تدافع اصحاب الحاجات على ابواب القصر....وقضى الأمير الشاب ساعات طوال يستمع لهم ويأمر بما فيه رفع للظلم عن كاهل المظلومين .. وعندما أشتكى لوزيره القريب من ان الوقت والجهد صارا لا يسعفانه أشار عليه الوزير بأن يجعل لهم أوقاتا محددة يقابلهم فيها..فصحته وسلامته هما ثروة للبلاد ..وإن هلك ضاعت حقوق العباد.. استجاب لوزيره وجعل لبابه حاجبا يسمح لأصحاب الحاجات بالدخول فى اوقات حددها لهم..
ولما لاحظ ان اعداد الناس باتت تقل يوما بعد يوم طمأنه الوزير المخلص أن ذلك أمر طبيعى.. فعدله وحكمته رفعا مظالم كثيرة عن عاتق الناس .وان قلتهم يوما بعد يوم هى دليل نجاحه وتوفيقه فى مهامه الجسام..وعندما لم يعد أحد يطرق بابه شاكيا أو طالبا لحاجة ..بشره الوزير الأمين بأن عدله قد عم البلاد ..وأصبح الجميع يعيشون حياة رغدة هانئين ..
اطمئن الأمير ..ونام قرير العين ..ونسى أمر الرعية ..حتى استيقظ يوما على على أصوات الحشود الثائرة تدق ابواب القصر تطالب بسقوط الحاكم الفاسد

هذه ليست قصة

ولكن رسالة للحاكم الجديد

دام العدل

احلام واليوم اتحققت فى الميدان
سلمت والنبض
كل التحايا