مطلوب كراسي تيفال
يروى أن الكرسي يعد مقدسا في غانا حيث تسفك من أجله دماء القرابين والضحايا,ولمنع جلوس الشياطين على المقعد أثناء غياب الملك في الليل,يتم وضع تعويذة عليه لكي لاتأخذ الشياطين مكان الملك.ويبدو أن كرسي الحكم له سحره وبريقه الخاص, وكم نسجت من روايات تقشعر لها الأبدان حول المطامع السياسية والدسائس,والمؤامرات, بل والمعارك الطاحنة التي كانت ومازالت تدور حوله.
وبعكس مقاعد الدراسة التي أعتدنا الجلوس عليها أو مقاعد الباص التي من الممكن أن نتخلى عنها لشخص اخر, فأن كراسي الحكم لايجلس عليها سوى الحاكم وربما يخلفه ابنه في الجلوس عليها من بعده.يتحول كرسي الحكم الى رمز للقوة ورأس السلطة,ويحمل طابع مختلف تماما فنراه تحرسه كتائب مدججة باالأسلحة الفتاكة والطائرات, وتسخر له كل مقدرات البلد من أجل الحفاظ عليه.ولخلع الحاكم عن هذا الكرسي, يستلزم الاف من الضحايا وكم هائل من الدماء.فهنا يصبح للكرسي دلالة خاصة اذ يعتبر المكان الأثير لذلك الحاكم ليمارس من فوقه عقدة نقصه بالدونية والتفوق في ان واحد.
لقد اكتسب كرسي الحاكم في عالمنا العربي شهرة واسعة طبقت الافاق في جودة ونوعية الصمغ, الأمر الذي جعل من لصقة جونسون الأميركية الشهيرة تتراجع أمام لصقة الرئيس المحلية,فما سر هذه العلاقة بين الحاكم والكرسي؟وماالذي يدفع بهؤلاء الحكام الى التشبث الطفولي بكرسي الحكم بعد كل هذه الأرواح التي أزهقت والثروات التي استنزفت؟ هل هي حالة عابرة أم حالة مرضية مستعصية؟ أغلب الظن هي حالة متأصلة في خبايا دهاليز الحاكم و المصاب بجنون العظمة, وهي علاقة شبقية نجمت عن شعور متضخم للأنا اضافة الى تعزيزها من جانب الطبقة الطفيلية المستفيدة من الحاكم وجعلته يصدق انه ظل الله على الأرض , ويملك شرعية الهية ودستورية بلا منازع.لماذا يلتصق حكامنا بالكرسي ويرفضون التخلي عنه حتى في احلك الظروف, ويرفضون الفرص الكثيرة المقدمة لهم للخروج المشرف؟؟؟؟؟ ننصح الصين بتوريد كراسي تيفال بدلا من الفيتو.
مطلوب كراسي تيفال - محمد الفاضل