شام الشهادة
ياشام ياحاضرة الدنيا وشاغلها, يانبضاً في شراييني وياأجمل مافي دواويني.ياعاصمة الخلافة والشعر, والأمراء, يحار في وصفك الشعراء.ياترنيمة العشاق وقبلة الثوار, وحديث السمار. كم من مدينة خفت بريقها, ولكن سحرك وألقك أبداً لايزول.اَه ياشام لم أعد أقوى على الكتمان, لن أخفي عشقي ووجدي وسأبوح لك بسري. أنا عاشق حتى النخاع, مهما نأينا وتغربنا لن نقوى على الفراق, فحبك يجري في دمي وعروقي.يابردى الخير والطيبة, ياغوطة الشام وزينتها, ياأم البساتين.ياشام الشهادة والرجولة , فيك الحرائر الصابرات عنوان للتضحية والبطولات.وهاهي مواكب الشهداء تجوب أحياء حمص الشهادة والشجاعة, في بابا عمرو والخالدية والسباع , وفي إدلب الشجاعة والكرامة.
وهاهم أبطال جبل الزاوية الأشم, وفي درعا البطولة والشهامة, وكأني أسمع أنين النواعير في حماة الرجولة والعنفوان. لله درك أم الشهيد فمنك نستلهم العزيمة, علمتينا معنى الصبر والجود. أستميحك عذراً فأنا في حضرتك أتصبب عرقاً وبالكاد أغالب دموعي, فيراعي هو كل ماأملك, وتلك كلماتي أحببت أن أبوح بها, ومهما حاولت أن أتخير وأقطف من حلو العبارات فهي في وصفك تصغر وتذبل.فلمثلك ترفع القبعات وتنحني الهامات, وتنثر أكاليل الورد والياسمين , معطرة بعبق الشهداء, عرفاناً بتضحيات أبنائك البررة التي تفوق الوصف. والتي تُعجِز أساطين الشعر ودهاقنة الأدب.
علمينا بعض الصبر يامن جدت بفلذة كبدك في عرس مهيب. والله إنه ليهز الوجدان ويقطع نياط القلب مشاهد النساء المكلومات وهن يزغردن برغم مصابهن الجلل, بقاماتهن التي تطاول جبال قاسيون الشماء. ياله من مشهد جليل يعجز القلم عن وصفه, عزاؤنا أن جميع الشهداء وكل الدماء التي سالت فوق ربوع بلادي, وفاح عطرها كالمسك, ستزهر شقائق النعمان ولن تذهب سدى. وقريباً سنتخلص من هذه الطغمة الفاسدة , ونتفيأ ظلال الزيزفون لنروي حكايا بطولات أبناء هذا الوطن المعطاء الذين ضحوا بدمائهم الزكية لننعم بغد أفضل.
شام الشهادة – محمد الفاضل