بحر لقلبي

بــحــرٌ لـقـلـبـي فــــي الـهَـجـيـر الأدهــــم

أَلـقَــَى إلــــى رُوحــــي مَــراكــبَ مـأثـمــي

بــــحــــرٌ تَــهـــيـــجُ بــخــافِــقــى أنـــــــــواؤه

مــتـــلاطـــم الأمـــــــــواج رامَ تَــحَــطُّــمـــي

غَـوْرٌ عـلـى غــورٍ عـلـى كـسـرِ المـجـا

ديـــــفِ الـحــيــارَى و الــشـــراع الأثــلـــم

كـــــرُّ الــزمـــان و عـــاديـــاتُ خــطــوبِــه

خَـلـفــي و إشــــراف الـمـنـايــا مَـقْــدِمــي

الـــفــــارس الــمــغـــوار كــــــــلَّ جــــــــوادُهُ

و كَــبَــا لــيُــردَى مـــــن شَـفِــيــر تَـسَــنُّــم

و أمـيـرُ عـشـقٍ مــا جَـنَـى مـــن تـاجِــه

إلا اســـتـــلابَ الأمْــــــرِ قَـــبــــل تَـــرَسُّــــم

قـــد خِـلْــتٌ أنِّـــي فـــي الأيـائــك مُـنـشـدٌ

وَحــــدي فــــلا يـنـســابُ غــيــر تَـرَنُّـمــي

و حَـسِـبـتُــك الـــخـــلَّ الــخَــلِــيَّ فُــــــؤادُه

صَـفـوَ الـسَـمَـا يـحـكـي تـلألــؤَ أنـجـمـي

أرخــيــتُ حُـلــمــي حــيـــن لاحَ ســنـــاؤه

عَــــلِّــــي أفــــــــوزُ بــرشـــفـــة الـمُـتَــنَــعِّــم

و مددتُ طرْفي ما وجدتُ سِوي السرا

بِ و مـا رجعـتُ بِغَيـر مَحـض تَوَهُّمـي

جَــفَّ الـمِـدادُ ، انـسـلَّ مــن كـفــي يـــرا

عٌ ملهـمٌ ، طُـوِيَـتْ صحـائـفُ مُعجَـمـي

أردفـــــتُ حــرفـــي مُـهـجــتــي مــــــا زادهُ

تـبــريــح أشــجــانــي و فَــــــرْطُ تــألــمــي

غــيـــرَ الــنَـــوَى أُســقـــاه مُـــــراً عـلـقــمــاً

و جَــوَى الظـنـونِ الـخـادعـات الـسُــوَّم

عجبـاً لمـن خَبَـر انـجـراف القـلـب فــي

سيـل الهـوى ، قـد كــان فـيـه مُسْلِـمـي

لـــــم يَـــخـــلُ لــــــي إلا فَــــــواتُ رَبِــيــعِــه

أجْـــتَـــرُّ ذاكـــرتـــي و أُلْـــقَـــمُ مَــغــرمـــي

إخـــفــــاقَ آمـــــــالٍ و إدبـــــــارَ الــمُــنـــى

و رحـــيــــلَ أحـــبــــابٍ و كـــثــــرةَ لُــــــــوَّم

أَمـســي و أوهـــامُ الـهـنــا و عـبـيــرُ أو

طـانـي ذَهَـبـن و مــا تَـرَكـن لِمِعـصـمـي

إلا قـــيــــوداً فـــــــي قُــــلــــوع سـفـيــنــتــي

فــــي لُــجَّــةٍ فــــي قــــاع بــحـــرِّ مُـلــجِــم

بــحـــرٌ أَبَـــــى كـــــي لا يـــجـــودَ بـــســـره

إلا مــغــالــبــتـــي و إهـــــــــــراقَ الـــــــــــدَّم

أَخــتـــارُ مـــــا بـــيـــن ارتــقــابــي لــلــمَــرا

ســـي صـامـتـاً أو بــيــن حَــتــفٍ أشــــأم

مــــاذا يُـفـيــد قـلـيـلُـهُ مــــن فــــات مِـــــنْ

هُ كــــثــــيـــــرُهُ لــــــقَـــــــرارِه الــمُــتَـــحَـــتِّـــم

إلا رجــــــاءَ ســـلامـــةٍ مـــــــن عَــصــفـــةٍ

بـكــرامــة مـــــن ذي الـــجـــلال الأكــــــرم

و شـفـاعــة مــمــن تَــبَــدَّى مــــن ثَــنِــي

يـــــات الـــــوداعِ و ظــــــلِّ دارِ الأَرْقَــــــم

الـصَّــفــحُ مــنـــك سِـــــراجُ دربٍ مُــظــلِــم

و مَـفَــازَتــي حــتـــى سِــيَـــاجِ مُـخَـيَّـمــي

يــا مــن غـــدوتُ بـعِــزِّ رُكـنِــك أحـتـمـي

و أَســيـــرُ نـــــارِك ربِّ إن لـــــم تَـــرْحَـــم