اتفق المصريون على ألا يتفقوا

جزء من كتاب ( فاصل ونواصل مع ثورة 25 يناير)
اليوم مليونية الثلاثاء والتي أسموْها بمليونية القضاء او العدل .. اعتراضاً على الحكم الشهير إياه .. هذا وسط اختلافات عميقة بين أطياف المجتمع المصري قاطبة حيث يؤيد البعض حكومة ائتلافية أو ما يسمي بالمجلس الرئاسي ويختلف البعض الآخر لا لشئ سوى الانحدار بمصر نحو الهاوية .. القوى الثورية والحزبية والمعتدلة إن وجدت على الساحة كذلك يختلفون حول كل شئ .. الدستور وتعديلاته ومن قبل ذلك لجنته وممن تتشكل .. الحكومة الانتقالية .. اختصاصات رئيس الجمهورية وكذلك قانون العزل السياسي وهو ما قد يبعد شفيق عن منصب الرئاسة ويأتي صباحي وهو أعلى أصوات من رفقائه الخارجين من سباق الرئاسة .. لو حدث ذلك السيناريو لتنفس الجميع الصعداء وكانت بداية نهضة حقيقية لمصرنا المحروسة ... لابد لنا الانتظار ليوم العاشر من يونيو وهو اليوم الذي تقر فيه المحكمة الدستورية بصحة أو بطلان قانون العزل السياسي رغم خروجه من مجلس الشعب وتصديق المشير الذي يعد بمثابة رئيس للجمهورية عليه ... وذلك مما يعطي بشئ من بصيص الأمل الذي أصبح حلم الجميع ليهدأ ميدان التحرير قليلاً ذلك بعد أن شعر الجميع بعدم جدوى تلك المظاهرات في الوقت الراهن
أصبح التنافر واختلاف الرؤى بين جميع أطياف المجتمع هو السائد وسط تلبد لغيوم قد تبدو في الأفق إن نجح شفيق وهذا ما يدور على الساحة الآن ... حريق هناك في الغربية لمقر انتخابي لمؤيدي شفيق وآخر لمؤيدي مرسي يحرق أيضاً .. الجميع وسط شد وجزب والمعتدلون وهم الغالبية الصامتة ترى وتغض النظر عما يحدث وهي في قمة غضبها مما يحدث الآن وكما يبدو أن المصريين قد اتفقوا على ألا يتفقوا ... الجميع يحادث نفسه .. هل يا ترى تراه أن الإسلاميين قد فشلوا في إدارة شئون البلاد وهذا بادي على أداء مجلس الشعب وقد توارى عن الأنظار مجلس الشورى بمجرد انتخابه وكانهم فقط عينوا وانتخبهم الشعب كي يستريحوا فقط وتمتلئ جيوبهم من مال الشعب المكلوم !!! هل يا ترى تراه لو نجح شفيق بذلك المنصب الذي يقترب منه بخطى ثابتة على أرض الواقع مؤيداً ممن سئموا العبث بمقدرات البلد ويريدون الطمأنينة على أنفسهم وممتلكاتهم في جو يسوده الأمن والأمان ؟... حيرة ما بعدها حيرة بين نظام إسلامي يخشاه الجميع لو كانت الخلافة لمرسي أو عودة إلى الوراء لبضع سنوات لو نجح شفيق في تلك الخلافة ولكن ما قد يزيل هذه الحيرة تلك التي رآها كل منهم لرئيس سابق تمت محاسبته بالمؤبد وهذه فقط صورة لما قد يجد نفسه أي قادم للرئاسة في يوم من الأيام ... الجميع ينتظر حكم الصندوق وهو حكم نهائي لا اعتراض عليه من الآخرين وليكن ما قدره الله لمصرنا أن ينفذ فلابد له أن ينفذ رغم أنف الجميع ... والله نسأل أن تزول هذه الغمة بمجرد وضع الدستور ووصول أي من المرشحين لمجلس الرئاسة وسط ظروف غير مواتية وأكبر من قدرات أي إنسال لو عمل بنفسه .. الجميع يجب أن يتناسى ذاته حباً لمصر وإلا فسوف يحكم التاريخ حكمه القاسي على أي متقاعس ...

لا نحتاج الى تطهير القضاء

بل نحتاج الى تطهير القانون

ومصر لا تحتاج الى مليونيات

ولكن تحتاج الى العقول السليمة

والفترة الفائتة من 11 فبراير حتي الان

اكتشفنا شئ خطير ان مصر مليئة بالعقول

ولكنها ليست سليمة وللاسف كلاً يدعي الحكمة

وحب الوطن والصالح العام وللاسف الكل يبحث

عن مصالح شخصية وحب نفسه وهذا صار جلي

لكل الشعب المصري . نشكر الثورة المصرية التي اطاحت

بعسكري وستأتي بعسكري . عاشت الثورة

وعاشت مصر

وعاش الشعب والف لعنة على النخب

وسلملي على البرادعي