قصيدة : وشاحُ الخزيِّ ـ شعر / محمد فايد عثمان

قصيدة :
( وشاحُ الخزيِ )
شعر/ محمد فايد عثمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
ـــــــــــــــــ

مات لا ندري بهِ في جنَّةٍ
أم إلى نارٍ ومشئومِ المراحْ ؟

ماتَ هذا قائلٌ : ربُّ النُّهى
والذي مسعاهُ في الدُّنيا نجاحْ

ماتَ في عُرسٍ من الزور التقينا
فيهِ والشيطانُ مأذونُ النكاحْ

بينما في الأفقِ هذا صائحٌ
ليسَ يُجدِيهِ وقد ولَّى صياحْ

مثلُهُ من قالَ : خِنزيرٌ مضى
منْ تُرى في مأتم الخنزيرِ ناحْ؟

إنَّما الجرمُ الذي ما فارَقَتْ
سوأتاهُ في غدوٍ أو رَوَاحْ

ذلك الخِزىُ الذي عاينتُهُ
حين عادَ القومُ كُلٌّ في انبطاحْ

أيُّ دَمْعٍ بيننا فِي مُقلةٍ
كلُّ ما فيها جراحٌ في جراحْ ؟

أيُّ قلبٍ إن بدا في لوعةٍ
قيلَ : مما بثَّ فيهِ العشقُ باحْ ؟

والذي أهواهُ لا يهوى ولا
بارقٌ من خُلَّبِ الآمالِ لاحْ

كلُّ ما حرَّمتُهُ من سوأةٍ
في مرايا إفكه شيءٌ مُتاحْ

لا يُرى في مجْمَعٍ إلا انْبَرى
كاذباً والـزُّورُ يجتاحُ اجْتِياحْ

بيننا ( نورُ الهُدى في قُدسِهِ )
وأنا في واحدي رهـنُ السَّماحْ

وهو لا يرضى بما في خاطري
حينما أسرى بآمالٍ سِفاحْ

كم بنى من قُبَّةٍ للزيفِ ؟ كم
راحَ يُعليها بأوهامٍ صُراحْ

كلما ناديتُهُ في واحدٍ
صمَّ أُذْنَيهِ وخلاني وراحْ

يا غُرابَ البينِ ولَّى قافلاً
في ذليل الليلِ مَكْسُورَ الجَنَاحْ

أيها السَّاعُونَ في عُرسي حزانى
كُلُّ ما ترجونَ من شيءٍ مُتاحْ

ماتَ لا عيشٌ له بالموت يصفو
ليتهُ إن مات ولَّى واستراحْ

إنَّمـا للنار والأغـلالِ يسـعى
ظامئ النَّجوى وتذروهُ الرِّياحْ

مات فابكوهُ وهل يجدي بكاءٌ ؟
كُلَّما نادى منادِيكُمْ أشاحْ

حسبُهُ قَبرٌ يُواري جيفةً
في ثياب الإفـكِ ملعونا ًبِسـاحْ

ليسَ لي منهُ اقترافي ذِلَّةً
في رداءِ الذُّلِّ وارينا سَجَاحْ

فاشربوا الأنخـابَ صُبُّوها فَقَدْ
تعبرون الخزى في سُقْيا القِداحْ

أيها السَّـاعي له يحبوكَ هَدياً
تاركاً في الدَّارِ مأْثورَ الصِّحاحْ

أيها الموتورُ ضليلُ المعاني
إنَّ حَقْلَ الشَّوكِ لا يُهدي الأقاحْ

إن تكُنْ ضلَّتْ على غيٍّ خُطاكُمْ
فابْتَدِرْ مُزناً بها الماءُ القُراحْ

طالَ هذا العُمرُ حتَّى صِرتَ تَهذي
ما على مَن ملَّتِ الدُّنيا جُنَاحْ

في مَغِيبِ العمرِ مرذولُ السَّجايا
فارتَحِلْ عنا بِذُلٍّ وافتضاحْ

عندنا يا أيها المسكينُ هَديٌ
فيهِ ما يشفي وللصـدْرِ انشـراحْ

بؤ بها يا أيهـا المفتون واخسـأْ
ضَعْ على متنيكَ من خزيٍ وشاحْ

لنْ تَضُرَّ القومَ كم قِردٍ نفينا
فاستلم هاديكَ يا همّاً مُزاحْ
ــــــــــــــــــــ
قصيدة :
( وشاحُ الخزيِ )
شعر/ محمد فايد عثمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

قصيدة جميلة واضح فيها الحرفية والابداع

واضح ان كاتبها شاعر كبير

لكن احب اعرف فيمن كتبها

دام الابداع

جميلة جدا هذه القصيدة في ألفاظها و صورها

بارك الله فيك يا أستاذنا

أخي محمد
قصيدة بها من الهجاء و الفخر بالنفس الكثير
هو لون لا نرفضه و متعارف عليه
قصيدة جميلة و تبقى القصيدة لغزا يملك مفتاحه أنت
فلم تصرح بالمهجو فى حقه و كل ما عرفناه بأنه مات
حقيقة أو مجازا
دمت شاعرا مفوها

اشكر تواصلك وحرصك على اجابة سؤالي

فالمهجو يستحق اكثر من ذلك الهجاء

واري ان ادبك منعك من هذا

دام الابداع

شكرا لك استاذ محمد ودام إبداعك الراقى

» قصيدة : حاضرٌ في صدق نجوانا ـ شعر / محمد فايد عثمان
» قصيدة : زواج الأرملة ـ شعر محمد فايد عثمان
» قصيدة : الذراع الآثمة ـ شعر / محمد فايد عثمان
» ]قصيدة الوفد الميمون ـ شعر / محمد فايد عثمان
» قصيدة :أختارُ مرسيَ السفينة ـ شعر / محمد فايد عثمان