قالت :هدا الرجل هو الوحيد الدي تبقى لي.
لا أحد يصدق ما يحدت..نسر يحوم بالافق..اختفت فجأة الحمامات...دماء كانت أم دموع فهي تنزف من مكان ما...تنهار ملامح الناس...رجل يجلد هناك تسلب ممتلكاته...لقد بثرت يداه...متمرد يضحك بالزاوية...والديمقراطية تفقأ عينها بالركن المجاور.
انها الحرب و انعدام الرؤيالأصحاب القرار,الفساد يطفو على السطح...لم يعد أحد يحسن العد...توقفت الدولة واستمر ركب...الكراهية,الحقد,البطالة,الاخضاع,الارغام والاغتصاب...اختفت الحياة نفيت واستوطن شبح الموت مكانها.
********
انتهت الحرب أخيرا تغير كل شيء ربما النضام أو ما شابه..اختفى الاحباب وانتهى كل شيء.
عشر سنوات داخل حلبة الصراع الدامي..ترغب للانتقام لمقتل أحبائك,لست من أنصار السلام,تحب الموت ..وكان الوئام المدني..اشتقت للابتسام للضحك
انه ممكن اليوم.
توقف السباق لاغراق البلاد نحوى الاسفل,جاؤ من بعيد وعادو من حيث أتو...ولم يبقى سوى هدا الرجل من أجلي.
مررت ببقايا الشوارع..نوفد كان لها سقف فيما مضى,طفل يتعلق بجدع الباب كان له أب وأم في السابق,فجأة قررت أن أستمر قررت البقاء,بين الأطلال,و أشباح المدينة,بين الم الدكريات,قررت المضي قدما ...رغم محاولاتهم الفاشلة بقتلي,عرجت ولكن نهضت من جديد.
لم أعد أخشى المرايا,التي عكست بالماضي امراة مليئة بالكراهية و السواد..ما عدت أخشى الامطار وهي تغسل أنهار الدماء من على الاسفلت,لم أعد أخشى غضب الطبيعةالتى تنتشل الاموات لتعيد دفنهم من جديد...عندما تخاف نفسك تخافك الاشياء .
ولم يتبقى لي سوى هدا الرجل.
********
صادقت الموت اتخدني خليلة له..كنت وحيدة,عبرت الشارع,طرفت عين وينفجر أمامي..رحل الجميع كحلم عابر..لم أعد أصدم,اقف لابكي قليلا, وأواصل التقدم,
مرتبكة أو واتقة لايهم..تركني ورحل مع الاخرين...
الجميع يتحدى صبري,لم أكن أنتمي الى مكان...لم أتبرج مند زمن..لم..لم..أنا مكفنة وأنتضر دوري مند زمن.
السماء صافية ,تزيد من زرقة البحر,...الشمس المحرقة تلفح جبيني تجعل منه زهري اللون,هناك شيء يجعل هدا الموج يتراقص أمامي ,رقصة حزينة..
شيء ما جعلني أركع..صنع مني امرأة ضعيفة و جبانة
...تصرخ تتشبة بأوجاعها لتقف من جديد,يجب أن أصمد..ربما كان وصول ضيف مؤلم,مخيف يدكرنا بالموت..الامواج تتلاطم من تحتي..الخوف يتدكرني اليوم..كان زوج صالح,لكنه رحل في تلك اللحضات التي تحسن اختيار ضحياها بعناية الاهية..سيسمى شهيد الوطن وأنت أرملة الشهيد..ياله من فخر..
للموت أشكال مختلفة تصب كلها بمقبرة واحدة.
دمائه الطازجة لتزال مرارة طعمها بفمي..ولكنني استمريت بقطع الشوارع.
نهضت بل زحفت لأصرخ,بل أنادي أو ربما همست...التقط أحدهم صوتي...هرول اليا مسرعا..نصب
مائدة المسيح ليبشرني بشيء..اصطحبني معه فوق زرقة البحر,لنسيح بمكان ما ,نمضي ولا يتوقع أحد عودتنا...ربما هي حالةأخرى للطوارئ ..انه الموت يزورني في هده اللحضات..رددت صورة الرحمان..لم اعد خائفة من التسكع مع شبح الموت..لن يصيبني مكروه.
أنا هنا في هدا المكان..وهده الرمال الدهبية تلامس جدعي الساخن,أنا سعيدة من دون علمي فلم يخبرني أحد بدالك..وما تبقى لي سوى هدا الرجل.
*******
تتعرى الحقيقة أمامك,فتفقد السيطرة..رأيت الدم,لم تكن أول مرة...لكنها تنزف بغزارة,ربما أحتاج الى بعد الماء,اعتدت الالم,فأنا مدمنة عليه
..سأتزوج اليوم,نعم هو اليوم..وأنا مستلقية هنا على هدا الشاطئ مع ألمي..أستفرغ..وهده الدماء..
لايجب التضاهر بالقوة دائما..لقد مشيت مسافت طويلة حافية القدمين..ماهدا الجنون..الدماء تتخد طريقها بخشونةالى فستاني الابيض لتدميه..انني مريضة جدا..أرغب بالتحليق عاليا.
انها لاحماقة ترك الحفلة..الالم وهده الدماء..أمسك القدر بي بأصابعه المتصلبة,ضاغطا بقوة,جرني الي
عالمه الغير مسبوق ,الثري بحياته المتناغمةمع الأمل..انه الخوف الدي يستوطنني من جديد,يستعمر ممتلكاتي..له سحر خاص به،وغموض مضلم ,موطن الكآبة واليأس،يملك عالما خفيا,متجاهل من غالبية البشر,لكنه موجود,يقبع بداخلنا.
ترغب ببلوغ المستحيل ,انتفض ادن,تمرد،طالب بحريتك,أطلق العنان الى ثورتك الى جنونك،فأنت تستحق الحياة,قدرك أن تكون فوق الأرض لا تحتها.
أجلسني فوق مقعد سيارته فتح علبة الاسعاف,دفع بي
الى الوراء..تفهم خوفي ,قلقي,رعونة مواقفي,أوجاعي وآلامي كلها..دماء التي تتدفق بغزارة من أنفي...هدا الرجل لم يعد طبيبي..لم يعد طوق نجاة..تخطى كل الحدود..دخل الى غرف الاكثر عتمة وأنارها..كيف أصبح كل هدا؟
بداية الحياة بحت عنها كتيرا..زوج أختي الدي تفجر أمامي بدالك الشارع..أمي وأبي,اخي..لبسو
جميعهم لباس الموت و الاستسلام داخل حلبة الصراع على لاشيء,أختي وأولادهها الاربعة,من شتتهم الزلزال
..كان يرغب في تلك البداية..بيده بطاقة زفانا,لم يرتكب جرما ,فعوقب بقسوة ,فغسلت دمائه الوطنية حضني وبطاقة زفافي بيده..البداية تخيفني وبيدي بطاقة ورد وفراغ..اختار أن أكون أرملة شهيدعلى
زوجة البطل...وهو الدي يتفهم كل دالك...هستيريتي
..حتى غربة أنفاسي يتفهمها.
فلتكن جاهزة..ساعتان و أعود لاستلامها..لاتسالوها عن شيء..اجعلو منها أجمل عروس هده الليلة..و فقط
..كان الماء فاتر..تفجر على جسدي المرهق..وضعن المساحيق على وجهي..استبدلو جلدي العفن بغيره..سرحوا أفكاري بعناية..عطروني ,غيرو طعمي
..كنت جاهزة..ربما أنا كدالك مند زمن...أسريا بي
الىما وراء الواقع..قدمنا من طريق مختلف لكن وصلنا سويا.
لم يجعلوني جميلة ,فأنت دائما كدالك,مند تغريدة أول عصفور,بل مند اختراع الكلمات,ولمسات العشاق..أنا كدالك ..أخبرني بدالك...بدأت الكلمات تنساب ببطئ..فتتوقف فجأة..هتفت من على شجرة الخلد أنا حرة ..فلتنضرو ..أنا حرة اليوم وغدا وبعد غد..تحررت,أعلنت استقلالي..كان تمن باهظا.
وماتبقى كان أغلى ..بل لم يدهب شيء..لم يتأخر الوقت..لم يضيع الحلم..لم ينتهي..بل حتى لم ينطلق القطار بعد..هدا ما أخبرني به الوطن
قالت:لم يتبقى لي سوى هدا الرجل.
ربيعة دعماش