رثاء الاخلاق

رِثَاءُ الأخلاق

لَمَّا أتى قُلتُ لا حُيْيِتَ يا لَزَمى
جاهدتُ نَفسِى بَأنْ إيَّاكِ فالتَزمِى
لاتَترُكِى الحُزنَ فى ذَا القَلبِ يُهلِكُهُ
وَجدِّدى العَهدَ بالإصرارِ وَالهِممِ
وَقوِّمِى النَّفسَ بالأخلاقِ رِفعَتُها
إنَّ الخَلائقَ مِنْ شِيماتِ ذِى الكَرَمِ
وَانهَىِّ عَن السُّوءِ مَهما كانَ مَوئلُهُ
فمَهلِكُ المَرءِ بالتَسليمِ وَالهِرَمِ
أَحكَمتُ عَزمِى بِأنْ لا أستَكينَ لَهُ
بالذِكرِ والتَوحيدِ لا بالنَّوحِ والَّلمَمِ
وَقُلتُ للنَفسِ إنْ تَجزَعْ فلَيسَ لَها
غَيرَ المُجيِر مُجيبُ ِالكسر الغُمَمِ
يَاربِ إنَّ ذُنوبِى لا ضِفَافَ لَها
فاجبُرْ بكَسرِى وَصنِّى أنتَ مُعتَصَمِى
أَنذَرتُ نَفسِى بِأنَّ الشَّيبَ مَوعِدُها
وعُدتُ أزجُرُها عَن كُلِّ ذِى أثَمِ
قَرَّبتُها مِن رِفاقِ الخَيرِ عَلَّ لَها
مِن صُحبَةٍ لِذَوِى الأفضالِ مُلتَزَمِ
يَانَفسُ صَبْرُكِ فِى الُدنيا يُعَزِزُهُ
دَفعُ الهَوى وَرِباطُ الِدينِ والحَرَمِ
عِزِّى بِذِكرِ كِتابِ اللهِ فِى الأُمَمِ
أصلُ العُلومِ وَنَبعُ الدِينِ والقِيَمِ
لمَّا تَرَكتُ عُهوداً مِن وِلايَتِهِ
وَلَّتْ رِكَابِى وأضحَى الذُلُ فِى سَقَمِى
يَا نَائحينَ عَلى الُدنيا وَقارَبَها
كَم مِن قَوَارِبَ فِى ذَا القَاعِ مِن إرَمِ
حَبواً عَلى المَالِ لاَ للدِّينِ مَرجِعُكُم
واحَسرَتاهُ أَأَنتُم خَيرُ ذِى الأُمَمِ؟
هام الضَّمِيرُ وَصاحَتْ كُلُ زَندَقَةٍ
أَنِّى الحَقِيقَةُ فِى ذَا العَالَمِ النَّهِمِ
صبُوا كُئُوسَ الهَوَى فِى القَلبِ يَنشُرُهَا
سُكرُ الضَّمِيرِ لِذِى الأَخلاَقِ وَالقِيَمِ
ويحٌ لِمَنْ نالَ فَضلاً لاَ يُبَجِلُهُ
وَيَحتَذِى بِحَذَى الكُفَّارِ مِن عَجَمِ
وَيَدَّعِى أَنَّ مَا قَدْ جَاءَ مُعجِزَةً
ناءٍ عَنْ العَصرِ فِى التَّجدِيدِ وَالشِّيَمِ
يَاألْفَ عَامٍ مَضَتْ مِنْ غَيرِ تَذْكِرَةٍ
إنَّا الشُهودُ عَلى التَّاريخِ والعِظَمِ
أَهلُ القُبُورِ وَأهلُ الكَهفِ قَد نَهَضُوا
إلَّا العُروبَةَ من ذَا النَّومِ في وخم
عِشنَا عُصوراً نَجُوبُ الكَونَ نَنشُرُهُ
حَتَّى غَدَا مَنشِداً للنِّاسِ ذَا عَلَمِ
لمَّا أَتَى عَصرُنَا المُختَلُ آخِرُهُ
جَرَّ الفَضَيحَةَ وَالإرهَاصَ للأَلَمِ
لمَّا رَأيتُ مِنَ الإسلامِ كَبوَتَهُ
عَلِمتُ أَنَّ رِجَالَ الدِّينِ فِى عَدَمِ
كُنَّا نَقُولُ بِأنَّا خَيرُ ذِى الأُمَمِ
حَتَّى غَدَونَا شِرَارَ النَّاسِ كُلِهِمِ
أَرهَقتُ عَينِى بِدَمعٍ لاَ يُفَارِقُهَا
لَكِنَّ دَمعِى غَدَا خَجِلاً مِنَ التُهَمِ
وَلَّتْ وِلايَاتُ أَوطَانِى أُرَاقِبُهَا
صَمْتاً بِلاَ صَوتِ إنكَارٍ ولا حَكَمِ
فَمَا الحَياةُ إذَا عِشنَا بِلا خُلُقٍ
نَفِرُ مِن حِمَمٍ للمَوتِ فِى الحِمَمِ

أحسنت يا دكتورة

قصيدة رائعة من بحر البسيط

يا ليتنا حقا نحافظ علي الأخلاق

لمَّا رَأيتُ مِنَ الإسلامِ كَبوَتَهُ
عَلِمتُ أَنَّ رِجَالَ الدِّينِ فِى عَدَمِ
كُنَّا نَقُولُ بِأنَّا خَيرُ ذِى الأُمَمِ

ما أروعك من شاعرة

إنما الأمم الأخلاق ......

تحيتي

فَمَا الحَياةُ إذَا عِشنَا بِلا خُلُقٍ
نَفِرُ مِن حِمَمٍ للمَوتِ فِى الحِمَمِ

ما أجمل تلك القصيدة

هكذا يكون الشعر

دام الابداع

الدكتورة سارة
شكرا لك
فقد لمست الداء وحددت الدواء
شكرا لك

د سارة
شكرا لهذا الجمال
فى صباح مشرق
كنت هنا و سعيد بتواجدى

السلام عليكم جميعا

القصيدة الجميلة هي ما تستفز العالم والناقد، فإن أبصر أحدهما بها ما يعيبها آثر إلا أن يرتق ما فيها.


أقول، وبالله التوفيق، وأنتم كلكم أعلم مني،،


1)

بالذِكرِ والتَوحيدِ لا بالنَّوحِ والَّلمَمِ


الشطر مكسور، فوزنه،، مستفعلن مستفعلن مستفعلن فعلن، والبسيط، وأنتم أعلم مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

والتصرف فيه سهل، والشاعر الجيد جيد التصرف

___________________________

2)


لَكِنَّ دَمعِى غَدَا خَجِلاً مِنَ التُهَمِ


الشطر مكسور، فوزنه مستفعلن فاعلن متفاعلن فعلن

والشاعر الجيد جيد التصرف

__________________

3) أجد غضاضة أحتاج فيها لمراجعة، علــّي مخطئ كالعادة، في الإتيان باسم الإشارة (ذي) قبل ألف وصل (ذي الأمم)؛ فإن هاء التأنيث (في نهاية كلمة هذه) تأتي لذلك الغرض تحديدا

أنتم أعلم مني، والسلام

ولعلي مخطئ

.
.
.
.
.
بحبك يا مونة