غـُربة الطين للشاعر جبر البعداني " على المنسرح "

غربة الطين !

المنسرح بحرٌ بات لا يسبح فيه أحد في العصر الحديث ومع ذلك تلك إحدى الفرائد التي كتبها أستاذي الشاعر القدير جبر البعداني عليه أردت أن تستمتعوا معى بسحر هذا البحر وإبداع موسيقاه وروعة فلسفة الشعر فأتيت بها إليكم

شعر / جبر البعداني

اِقرأ على الكفّ حيرة الودعِ
واخرج إلى النّاس حاملاً وجعي

بي غربةُ الطين بي مواجعهُ
بي شهقة النّاي، بي لظى الولعِ

بي شهوة الريح حين يبعثها
عُري الرّمال المثير للطّمعِ *!*

بي ثورة الشّعر تستفزّ فمي*
فللمواويل فتنةُ الدلعِ

بي أنت ، هذا ، وذاك ، نحن ، أنا
بي الكلّ إلّاي لا أراهُ معي

فتّشتُ عنّي لدي هناك هنا
ضيّعتُني؛ أنكرتْ دمي قطعي !

غادرتُ جمعاً وعدتُ منفرداً
وحدي وقسّمتُني إلى شِيَعِ*
*
يا غربة الذات هل سيرجع بي
بعد الغياب الطويل مُجتمعي؟!*

وذي المنافي متى تودّعني ؟!
متى على شاطئي أرى بجعي ؟!

يا سحر عينيّ لن تخادعني
حسبي بما قد جنيتُ من خدعِ

عايشتُني في فصول ذاكرتي
صيفاً وكان الشتاءُ من بدعي*

*سلبتُ منّي زهور أمنيتي
لمّا تصوّرتُ متعة الورعِ

في وحشة الموت كيف يوعدني
وجهُ الحياة المخيف بالمُتعِ ؟!

راوغتُني *لم أعد على ثقةٍ
أن يحفظ السّبْت خائن الجُمَعِ !*
*
أخفيتُ خلف القناع ما كشفت
عين المرايا لوجهها البشعِ

أقمتُ فوق الخراب مُنتجعاً
من حولهِ ألفُ ألفِ مُنتجعِ

أكلتُ دوني وجئتُ أهتفُ بي
أعوذ بالله من هوى جشعى*

في سورة النّزف من طهور دمي
نذرْت للخوف آيةَ الجزعِ

وجئتُ للخائفين أمنحهم*
دفء الأمان المشعّ من فزعي

لغزٌ أنا حلّهُ محاولةٌ
للموت فالزم إذا *عرفتَ *وعِ