عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالخميس مايو 10, 2012 9:35 am

إن استدعاء الشخصيات التراثية ظاهرة ملحوظة في الشعر العربي قديمه وحديثه؛ ولا شك أنها في الحديث أوفر حظا، وأكثر حضوراً.
وشخصية المرأة ( الحبيبة ) في الشعر العربي الحديث حاضرة رمزياً حيث تتخفى وراء أقنعة كانت هي الأشهر في واقع الشعر القديم، من هذه الرموز/ الأقنعة :هند، وسعاد، وليلى،وعبلة،وسلمى
ولقد استطاع الشاعر القديم أن يقدم صورة دقيقة لمحبوبته حساً ومعنى،وهذا ما يفسر انتقاء بعض الشعراء المحدثين قناعاً محدداً للحبيبة لا يحيد عنه إلى سواه،حيث يجد في (هند) على سبيل المثال النموذج الأقرب المطابق لأوصافها.
أما "ليلى" فإننا نراها تتسيد الموقف الشعري الغزلي في الشعر الحديث، حيث يحبذ معظم الشعراء قناع " ليلى " رمزاً للمحبوبة،لما وجدوه في شخصيتها الحقيقية من صفات أبهرتهم وأرضت الذائقة الذكورية في تطلعها إلى مثال الأنثى المحبوبة.
وأمر آخر يرجع إلى رسوخ قصة ليلى والمجنون وعمق تأثيراتها الضاربة في وجدان المتلقي العربي،وغير العربي على حدٍ سواء،قياساً بالرموز الأخريات إذ لم يخلد ذكراهن غير قصائد من شعر الغزل الذي من الممكن أن تقال فيهن وفي غيرهن.
و"ليلى" لم تكن الأكثر توظيفا على مستوى الرمز للحبيبة فقط ، بل قد يوظفها الشاعر رمزاً للأمة ،
فالقصيبي رمز بـ "ليلى" و"هند" إلى ما يشعر به من وجع التخلف وانهزامية الأمة أمام تفوق أعدائها وازدهار حضارتهم:

ويا شعراء العروبة لا تنشدوا بعد
في هند شعرا
بنات اليهود أرق دلالا
وأعمق سحرا
وراشيل أفتك(...) وأقتل(...)
وليلى الغبية لا تحسن الرقص
جاهلة هي كالبهم
راشيل أصبح وجها.. وأشبق عطرا
أغني لراشيل..راشيل أحلى
وتسقط هند وليلى
ويسقط كل رعاة الغنم..!!

والقصيبي شاعر فضل أن يلتزم "بليلى" رمزاً للحبيبة،وفي أكثر من موضع في شعره تغنى بها:

-أميرة الحب!إنه عالم المنى
هو الحب يا ليلى،هو الحب ياليلى..!
هو الحب ياليلى أحس دبيبه..
بروحي أحس الروح تهتف يا أهلا..!!

-ما تغيرتِ..أنت ليلى التي أعشق ، لكن تغير المجنون

-أهيم في عرصات الدار أحسبني
قيساً أتعرف ليلى أنه جاء؟

وإلى هنا نصل إلى قصيدة شاعرنا ( سعد علي مهدي ) ،وهو شاعر غني عن التعريف ، ابن الرافدين ، الذي أضاف إلى فيسفاء لوحة (ليلى في ذاكرة الشعر العربي المعاصر) قطعة بهية زادتها جمالاً على جمال ، وعلى نغمات السريع (مستفعلن مستفعلن فعلن) عزفت ألحان هذه القصيدة،وهو بحر كما قيل يفيض عذوبة وسلاسة،ويجود في الوصف وتصوير الانفعالات الإنسانية :

" أنا وليلى والجنون "

1-شعرية العنونة:

" أنا وليلى والجنون " العنوان هو سيماء القصيدة ،وهو البؤرة التي يتكاثف في نواتها المغزى منها،فكل ما يفصل في أبيات القصيدة نجده مختزلاً في عنوانها،ومن هنا يتطلب انتقاء العنوان المناسب للقصيدة بلاغة وحذقاً من قبل الشاعر، لأنه يقدم بالعنونة رسالة إلى المتلقي هي أشبه بفن التوقيعات ، حيث ينبه المتلقي إلى ما تحويه هذه الرسالة في طيها فيما لو شرحت وفُصلت.
وعنوان القصيدة التي بين يدينا الآن " أنا وليلى والجنون " يتشكل في دوائر ثلاث :
1- أنا
2- ليلى
3- الجنون
وكل دائرة تحمل دلالتها الخاصة:

الأنا /ضمير الذات الشاعرة/ الحضور الأولي/الاستقلالية.
ليلى/المحبوبة/الشخصية المثالية للحبيبة المستمدة من أجواء الحب العذري/الأنثى الوادعة،
الجنون/اللاوعي / الهيام بالمحبوب / الضدية إزاء العقل .

يربط بين هذه الدوائر الثلاث حلقة وصل وثيقة هي "واو العطف" وهي في عرف النحاة تفيد العطف على غير ترتيب،وبالنظر إلى المستوى التركيبي للعنوان، من الممكن أن نقول أن ترتيب المتعاطفات في العنونة غير ملزم،وعلى ذلك تكون الداوائر الثلاث : (أنا،ليلى،الجنون) قد تقاطعت فيما بينها وانضوت في إطار دائرة أكبر هي "واو العطف" التي أغلقت بإحكام على مفردات العنونة فلا يمكننا تحديد أولوية لمن دخل أولاً في إطارها،ولا القول بمن يتحكم في دوران هذه الحلقة،إذ نقطة البدء التي أثارت عاصفة الجنون ما بين الأنا الشاعرة وليلى لا تزال مجهولة غائبة كغياب العقل في لحظة الجنون.
قد تبدو صياغة العنوان تقليدية للوهلة الأولى ،لكن التأمل في العنونة تركيبياً،وصوتياً يكشف عن لمحات بلاغية لافتة.
فعلى المستوى الصوتي: أنا وليلى والجنون ،نلحظ توالي الحروف المديَّة –الألف،النون- والحروف المدية تعطي مجالاً وفسحة لمد الصوت بالتوجع وهذا ما يتناسب ومعاني القصيدة، فالألف في – أنا،ليلى – نفسَّت لشيء من ذلك،ثم أتى صوت الواو في – الجنون- وقبله نون وبعده نون، محاكياً بذلك هجاء حرف النون .
والواو المدية في آخر الكلمة تحمل أيضاً صوتاً يشبه صوت عصف الريح ليوحي بصوت العاصفة التي عصفت بقلب ليلى وشاعرها.
ومن المعلوم أنه لا أضعف من قلب عاشق،وهذا الضعف يجاريه ضعف صوت النون الذي وقع أخيراً في آخر كلمة من العنوان،إذ يعد علم الأصوات النون من الحروف الضعيفة،وبذلك يتكثف التنغيم الموسيقي في النص مستمداً من العنوان ومن البحر الذي نظمت عليه القصيدة إذ ينتمي البحر السريع إلى البحور ذات الأنساق المتناغمة.

وللحديث بقية..

شعرية العنونة:

وتتربع ليلى في صدر العنوان ما بين أنا الشاعر والجنون ،وهذا التموضع الآمن له بعده النفسي إذ يجعل ليلى محصنة عن يمينها بالذات الشاعرة المحبة ، وعن يسارها بالجنون ، الذي يحمل دلالة الهيام والإغراق في العشق، وقد تشير مفردة (الجنون) في فلسفة بعض الشعراء المعاصرين إلى معنى تدفق الحياة شعوراً وإحساساً بالآخر، وهو معنى مضاد لجمود العواطف،وتصحرالمشاعر.
وبهذا تبقى ليلى آمنة مطمئنة يحوطها دفء الحب ودفء النبض ودفء الشعور.

الإبحار مع النص:


بيني وبين حبيبتي عهدُ
أن لا يحدّ جنوننا حدّ ُ

لو جاءنا من عقلنا خبرٌ
قلنا سلاما ً أيها الوغدُ

ما تبتغي منّا ومن غدنا
هل بعد يوم ٍ ضمّنا بعدُ

أنصِت إلينا .. كيف تسمعنا ؟
من همسِنا يتكوّن الشهدُ

أعماقنا .. كالبحر صاخبة ٌ
أشواقنا .. كعواصف ٍ تعدو

أرواحُنا .. كالغيم طاهرة ٌ
أجفاننا .. مطرٌ ولا رعدُ

آمالُنا .. ظلّت معلّقة ً
بالشمس حين أصابنا بردُ

أيّامُنا يجري بها رقم ٌ
إذ ليس من ترقيمها بدّ ُ

لا وقتَ باق ٍ كي نضيّعهُ
في ما سيهذي عنده الرشدُ

لو أنّ للتفكير مقبرة ً
ضمّ الهوى في جوفها لحدُ

لا يدّعي في العشق تجربة ً
من باتَ يمسكُ عشقهُ قيدُ

يا عنفوانَ البحر .. هل عجبٌ
لو فاض بين شفاهنا مدّ ُ

نحنُ ارتوى من حبّنا ألقٌ
قد يستضيءُ بنوره ِ الوجدُ

باتت شفاهُ الورد ذاهلة ً
حين استعارَ شفاهنا الوردُ

ليلاي تبكي عند قافيتي
والحرفُ تحت دموعها خدّ ُ

ليلاي ترجو وقع صاعقة ٍ
منها جبالُ الشوق تنهدّ ُ

ليلاي ما نامت ولا هدأت
حتى استغاث الليلُ والسهدُ

قالت وقد باركتُ جرأتها
زدني جنونا ً فيكَ يا سعدُ

ليلايَ .. يا مَن أدمنَت زمنا ً
أحزانَها .. وتأخّرَ الوعدُ

قد ضاعَ عقلانا .. ومذ فُقِدا
لم نلقَ شيئا ً منهما بعدُ

الميثاق :
يعتلي الشاعر منبر القصيدة في مستهلها ليعلن عن دستور الجنون وميثاق الحب الذي جمع بينه وبين حبيبته بقوله:

بيني وبين حبيبتي عهد
أن لا يحد جنوننا حدُّ

لو جاءنا من عقلنا خبرٌ
قلنا سلاماً أيها الوغدُ

لقد لخص الشاعر بنود الميثاق في هذين البيتين،فالبند الأول هو أن يحيا وحبيبته تحت مظلة الجنون/الحب المطلق من كل قيد،والبند الثاني هو بمثابة إعلان عدائي ضد العقل،فالشاعر يفترض فيما لو تهور العقل يوماً فبعث من سراياه بعثاً ليوقظ عقل الشاعر وحبيبته من جنونهما،لن يكون ردهما عليه سوى : "سلاما..!"،وسلاما هذه محلها الرد على الجاهلين ؛فأي سخرية هذه..!!؟
وبعد هذه السخرية المريرة يرشقه بوصفه بالوغد..!؛فانظر كيف يعتمد الشاعر هنا على تأسيس نظرة جديدة -مختلفة عما هو مألوف- إزاء العقل المحمود؛ ليقنع المتلقي بفكرته المحابية للجنون والمناهضة للعقل، يبدو الخطاب هنا خطاباً سياسياً فالشاعر عضو في مجلس تشريعي يؤمن بفكرته وهو يعلم مدى غرائبيتها حيث يسعى جاهداً لاستئصال مسلَّمات عريقة الرسوخ في ذهن المتلقي/الشعب،واستبدالها بمسلَّمات نقيضة لها ثم تثبيتها لتكون من ركائز الدستور الجديد..!
لقد بدأت حكاية القصيدة في ظل ظرف مكاني محدد " بيني وبين "،والتحديد هو الخطوة الأولى للتأسيس،فتأسس ما بينه وبين حبيبته على أرض عهد موثق باتساع مدى الجنون/الحب،وانفتاحه انفتاحاً مطلقاً على حياة صاخبة هوىً وعشقاً،وهما في ذلك يرفعان شعاراً يناصب العقل العداء بل ويسخر منه..!

الحجاج العقلي:

يلتفت الشاعر بعد طور التأسيس إلى طور المحاجَّة،فتتحول القصيدة إلى وثيقة خطابية ذات نزعة عقلية،ومن حيث يدري الشاعر أو لا يدري نجده يناقض مبادئه الرافضة للعقل، ليحاج العقل بالعقل..!!
لقد تمثل (العقل) خصماً أمامه، فأعد له العدة بما لديه من براهين عقلية ،وخاض بها الجولة الأولى من المحاجة مستهلاً بمساءلة صريحة :

ما تبتغي منّا ومن غدنا
هل بعد يوم ٍ ضمّنا بعدُ

ثم ينتقل إلى التفصيل في الجولة الثانية :

أنصِت إلينا .. كيف تسمعنا ؟
من همسِنا يتكوّن الشهدُ

أعماقنا .. كالبحر صاخبة ٌ
أشواقنا .. كعواصف ٍ تعدو

أرواحُنا .. كالغيم طاهرة ٌ
أجفاننا .. مطرٌ ولا رعدُ

آمالُنا .. ظلّت معلّقة ً
بالشمس حين أصابنا بردُ
وفي ظل هذه الحوارية التي من الممكن أن نطلق عليها مسمى " حوارية العقل والجنون " تتكشف لنا صورة من صور المشاكلة الحية لواقع العلاقة بين المحبين،فهي في ديمومتها لا تخرج عن حالي المدِّ والجزر،الهدوء ثم الصخب، وهذا ما نجده في الأبيات السابقة/البراهين.
فبينما يحاور الشاعر العقل في هدوء عن همسهما الذي يتكون منه الشهد؛ إذ به ينتقل إلى صورة من صور الصخب (كالبحر صاخبة) ، (كعواصف تعدو )،ثم يوالي بقوله : ( كالغيم طاهرة ) ، ( مطرٌ ولا رعد ) في دعة وطمأنينة ينتقل منها مرة أخرى إلى رَجَفَات البرد وفقدان الدفء والسكينة (ظلت معلقة،أصابنا برد )،وهكذا تتابع أحوالهما بين مدٍّ وجزر.
وعلى الرغم من هذه المنغصات التي تتداخل وساعات الصفو بين المحبين، إلا أنهما يشعران بجمال الحياة،وعذوبة اللحظات فتحلق الروح في مدى الجنون/الحب نشوى،وتصفق بجناحيها سكرى،ويرددان:

أيّامُنا يجري بها رقم ٌ
إذ ليس من ترقيمها بدّ ُ

لا وقتَ باق ٍ كي نضيّعهُ
في ما سيهذي عنده الرشدُ

إن الجنوح هنا إلى العقل، والتفكير الحسابي بالعدِّ وترقيم الأيام هو إفاقة من حالة سبات الجنون،وهو لون من ألوان التناقضات التي يسوقها هذا النص المعادي/المحابي للعقل في آن..!!
لقد أحس الشاعر أن ذهول العشق قد أخذ منه مأخذه،فغفل عن الأيام وهي تنتهب الخُطوات وتخطف معها اللحظات الجميلة،وأفاق على صرخة توقف طغيان الحركة السريعة والموج الجارف/الرقم،الذي يبتلع الأيام ولا يقف إلا على أعتاب انتهاء الغايات،فلا وقت باقٍ،لا وقت باقٍ أيها العقل للمحاجة والجدل، ولا وقت باقٍ أيها " الرشيد " للاستماع لـ "هذيانك"..!!
ويحين الوقت بعد هذه المجادلة الحامية للإعلان عن نتائجها..

التوصيات..!:

بعد خوض معمعة الاحتجاج يتحول الشاعر من عاشق متيم إلى مُنظِّر وفيلسوف في أمور العشق، ويقف على معانٍ عميقة هي ملخص ما تمخض عن دوامة الجدل :

لو أن للتفكير مقبرة
ضم الهوى في جوفها لحدُ

و"لو" يا شاعرنا ستتولى منع نمو هذه الفكرة من جذورها بالتأكيد،لكننا سنردد وراءك:لو...!
لقد فهمنا منك أن العقل والحب لا يجتمعان،فإن سيطر العقل فُقد الحب، تلك هي التوصية الأولى.
أما الثانية فمفادها :

لا يدِّعي في العشق تجربةٌ
من بات يمسك عشقه قيد

وهذه تجري مجرى الحِكم ولكنها حكمة بنكهة الجنون، فكم هم المدعون..؟
وماذا لو وأقول: "لو" قمنا بتطبيق هذه النظرية على جَمع المحبين..؟
أولئك الذين لا يناهضون العقل في الحب كشاعرنا،أي صدى للادعاء سيصم الآذان..!!؟
على كل حال هي ليست دعوة مطلقة للانفلات من قيود العقل،هي على رأي الشاعر في الحب، في الحب فقط،وما عدا ذلك يعود فيه الشاعر للعقل ليستمد منه وقود المجادلة..!!






منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
بلقيس
أديبة
أديبة
بلقيس


الدولة : ليبيا
الجوزاء الثور
عدد الرسائل : 519 51
نقاط : 599 تاريخ التسجيل : 07/09/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالأحد مايو 13, 2012 6:35 pm

شكراً أستاذ عاطف على هذا النقل المميز ، والمثري ، والواعي ..
لوهلة ــ و أنا أقرأ ــ اعتقدتُ أنني أقرأ نقداً لحضرتك
ولكن فهمت بالآخر أنه منقول ...فبارك الله في صاحب الموضوع ،
وبارك الله في الدال عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالإثنين مايو 14, 2012 6:38 am

بلقيس كتب:
شكراً أستاذ عاطف على هذا النقل المميز ، والمثري ، والواعي ..
لوهلة ــ و أنا أقرأ ــ اعتقدتُ أنني أقرأ نقداً لحضرتك
ولكن فهمت بالآخر أنه منقول ...فبارك الله في صاحب الموضوع ،
وبارك الله في الدال عليه



شكرا يا بلقيس

مشاركتك تسعدني جدا .... نعم كنت أتمني أن أكون أنا كاتب هذه الدراسة العبقرية عن شاعرنا الكبير و أستاذنا القدير سعد مهدي و من يدري ربما أستطيع ذات يوم أن أنجز موضوعا قيّما و محترما مثل هذا البحث الممتع .


لك كل التحية Very Happy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 12, 2012 7:36 am

عدت لقراءة هذه المقالة أو الدراسة النقدية الجميلة

موضوع ممتع حقا و شاعر عظيم

بارك الله فيمن كَتَبَ و فيمن كُتبَ فيه


تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
عادل عوض سند
نائب المديرالعام

نائب المديرالعام
عادل عوض سند


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 12, 2012 10:05 am

اخى الحبيب الشاعر والناقد

عاطف عبد العزيز الحناوى

دراسه قيمه وقد افادتنا ونحن بالفعل فى اشد الاحتياج

الى هذه النوعيه من الدراسات .

كل الشكر اخى على مجهودك ومنقولك الرائع وتواجدك المميز .

مودتى وتحيتى ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 12, 2012 10:30 am

عادل عوض سند كتب:
اخى الحبيب الشاعر والناقد

عاطف عبد العزيز الحناوى

دراسه قيمه وقد افادتنا ونحن بالفعل فى اشد الاحتياج

الى هذه النوعيه من الدراسات .

كل الشكر اخى على مجهودك ومنقولك الرائع وتواجدك المميز .

مودتى وتحيتى ...



شكرا لمرورك الطيب يا أستاذنا الجميل و الإنسان المحترم

و مبروك ديوانك الجديد و يارب تكون في تألق مستمر و صحة و سعادة


كل الحب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
فاطمة رضوان
أديبة
أديبة
فاطمة رضوان


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 19 نقاط : 25 تاريخ التسجيل : 28/05/2012

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 12, 2012 9:01 pm



اذا ما كانت كل المعطيات رائعة
تطابقت مع الذائقة الرفعية

استاذ عاطف
ثبت لي هنا كما هناك
انك مبدع
امتنان حد الرضا

Very Happy




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصرية
عضو خبير
عضو  خبير
مصرية


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 301 نقاط : 234 تاريخ التسجيل : 24/11/2007

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 12, 2012 9:16 pm

تحية للدراسة الجيدة استاذ عاطف
ما شاء الله عليك
مشكور جهدك الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول   أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول Icon_minitimeالأربعاء يونيو 13, 2012 2:37 am

الصديقتان الغاليتان فاطمة رضوان و مصرية

شكرا لكما من أجل مروركما الذي أسعدني كثيرا

لكما مني فائق الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
 
أنا و ليلي و الجنون ...دراسة عن قصيدة أستاذ سعد مهدي-منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة النثر المفهوم والجماليات( منقول)
» مهدي
» قل ما تشاء إلى سعد علي مهدي
» الاستاذ سعد علي مهدي
» ومضات شعرية - متجدد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: تحت المجهر-
انتقل الى: