ونطق الجبل...

****
ونطق الجبل...
***********
كنت أنظر إليه من بعيد...من بعيد جدا..
بنظرة ملؤها الاستغراب والحيرة..كيف بات يفهمني خطأّ؟؟؟
..لقد صمتَ منذ وقت قريب وسط دهشتي الكبيرة..
بات لايتفوه إلا بالمصطلحات الحياتية الهامة فقط..ولاأظن أن وحدته هي السبب ...
فقد تأقلم عليها بعد رحيل والدتي وتأقلمنا عليها بعده...وبعد أن رأينا قوة نفسه وصلابتها وتسليمه االلامتناهي ..
لقد أحرقني فعلا صمته...وبت أكيل اللوم على نفسي..نفسي الحزينة التي تحاول إرضاءه وتسول كلمة رضى واحدة...
ودعت توقي إليها وبقي الرضى الداخلي على نفسي...
لاأدري إن كان هذابسبب غيابي عنه لفترة حيث كانت أختي تنوب عني في العناية به رغم معرفتي تماما بتوقه للحوار معي...
لاأظن أن اكتفائه المادي عطله عن التواصل معنا...ولاأظن أنه حفظ كلمة الله يرضى عليك التي كانت والدتي تشنف آذاننا بها دوما...
ماأخرجني عن حالي توقه لزراعة إشارات حوله لإفهام الجميع وهو المتفهم والمتحذلق الجزل التنعبير!
أدري أن كل حقبة زمنية حي حال خاصة لاتتكرر..وأن التاريخ مطية نتذرع بها كي ننقي أنفسنا من أخطائنا وما فعلنا...
نظرته للمدى القريب في شرفتنا جعلني أسرح في غامض فكره فما أجد شيئا سوى الذكريات ...فلاجديد حدث لديه وقد غفا الجديد في حياتنا وكأننا متنا!ومامتنا...
لقد حاولت تصويب بوصلتني نحو هدف واضح لديه..وبطريقة أحسبها ذكية ..ومن نظارة صافية يعرفها جيدا..
فحاولت استفزازه بأسئلتي الاجتماعية والسياسية وكأنني لم أعد أفهم...فنظر إلي نظرة حارقة سكبت نارا فوق زيت المحاولة..لم يعد يطفؤها شيئا..أبدا..
صرخت رغما عني
-ماذا هنااااااااك؟
فقد بدأ إحساس الضياع الحقيقي حينها ينتشي ..
فوحدت رؤاي وأخرجت ماء روحي أمامه...وقلت متسرعا:
-ألا يكفي دخان النار من حولنا لكي نصرخ ونقول نحن هنا ومازلنا؟
نظر إلي من جديد بعين دامعة قائلا:
-سرقوك مني بكلمة حب واحدة حسبتها أغلى من كلمة الله يرضى عليك...لقد اخترقوا نسيج حياتي بك..
كنت سأقول له:
-سأشتري نفسي من جديد...فهل تسامحني؟

مضى بكرسيه المتحرك إلى غرفته وأغلق الباب قائلا ومكررا:
-الله يرضى عليك الله يرضى عليك..
ريمه الخاني 18-10-2011

الأخت الكريمة
ريمة الخاني
تحية لك على هذه القصة الجميلة
أسجل مروري و إعجابي