يا هذا الساكن فينا ..!
شعر : محمد الزينو السلوم
------------------------------------
أدنو مني .. أسمع عطر الذاكرة يغنّي ..
يدخل أعماقي .. يسكنني ..نجواه تُداعب أحلامي .. ترسم لوحة فنّي ..
تدفعني للبحث عن المجهولِ ، فأركب زورقها .. أتحدى الأمواجَ
و أعبر كلّ بحار العمر لأصل الشاطئْ
أتحدى ّ الريح بهمة بحّارٍ مارس كلّ فصول العشقْ
أرسى زورقه في ميناء الصمتِ ، يغازل حلماً يسكن في الأعماقْ
ينتظر سكون الليل .. الريح .. ليفتح باباً في وجه العشاقْ
#
سرّ اللحظة في بدء التكوين هيامٌ ، يلج الروح يفتّح ورداً .. ينشر عطراً ..
يُفضي بالأسرارِ ويعلن أنّ الحب نقاءْ
سحر البسمة تعطيك المفتاح إلى القلب فتدخله مرتاح البالِ ، لتغزل منه خيوط خيالٍ ..
تجمعها كجداول عشقٍ ، تجدلها بالحلم ضفائر شعرٍ من شعرٍ
تتدلّى بين الأسطر كعناقيد ، وأحياناً تتدلّى فوق الأكتافْ
لا فرق فعند الشاعر يمتزج الساحر بالسحر ليولد حلماً وردياً من صنع خيالْ
#
عطر الذاكرة يغنّي .. يقترب كثيراً مني ..
يدخل لوحة فنّي .. يرسم في نجواه بريشة فنانٍ ..
أغصاناً .. أزهاراً .. أوراقاً .. خُضرةْ ..
أطياف الضوء تُظلّلها .. أقواس القزح تلوّنها ..
والورد بألوان يزهو .. ينشر عطرهْ
#
سرّ اللحظة أغلى .. سحر البسمة أحلى ..
سرٌّ في سحرٍ .. سحرٌ في سرٍّ ..
يفتتحان قصيدة عشقٍ من صمت الشاعر ِ..
تخرج صوتاً يعلو .. يعلو .. حتى يسمو فوق الذات
ترقص من ذكراه ومن نجواه الكلمات
حال الشاعر تصمت أحياناً .. وجه الشاعر يبسم أحياناً .. يزرع أحلاماً
يبعث دفئاً ، يرسم شمساً .. أقماراً .. ونجوماً في الظلمات
يا هذا الساكن فينا .. عطر الذاكرة تألّق بالنجوى ..
جدّد ذاكرة الأيام بما هو آتٍ ، لا عيش لنا بين الأمواتْ .