كانت عيناه مسبلتان , وكانت قسمات وجهه كما لو كانت عالقة بين آثار الأقدام الملثمة بالغموض , فضلا عن الدم المتجلط العالق بين شفتيه , فى حين وقف يشاهد نفسه مستلقيا بين جثث القتلى على الأرض , كانت تعترى وجهه ابتسامة بلهاء , وكانت نسخته على الأرض شاحبة وكانت بشرته باردة مثل جسد لمصاص دماء فى تابوته النهارى , فقرر ان يلتقط لنفسه بعض الصور كنوع من تسجيل الأحداث , وبدأ يخرج الكاميرا ويلتقط صورة تلو الأخرى لجميع اجزاء الجسد , وفى لحظات كانت القاعة المليئه بالمصورين والصحفيين قد خلت الا من الجثث المترامية على الأرض , ووجهى العملة الذين استنسخا نفسيهما فى اليد اليسرى لكلا النظيرين , والحقيبة الجلديه الملقاة بينهما والتى برزت من خلالها صحيفة فيها نعى بطول صفحة كامله للرجل ونظيره .
وفى غضون لحظات كان الرجل قد خرج من الغرفة القاتمه تاركا نظيره الملقى على الأرض للذباب الذى التف حوله سريعا .
كان المناخ فى الخارج كما لوكان ندا للغرفه , تماما , اذ كانت الحياة تملا كل الفراغات من حوله , بيد أن الطقس كان حارا , وكان هو يرتدى قميصا اسود يناسب مراسم جنازته التى كان ذاهبا لحضورها فضلا عن تلقى العزاء من اصدقائه الحميميين .
لكن حرارة الطقس لم تكن هى ما يشغل بال الرجل, بل كان كل ما دار بباله هو عن كيفية استقبال الناس له فى العزاء , لكن هذا السؤال قد زالت ملامحه سريعا , اذ قرر استقلال احدى سيارات الأجره التى ذهبت به سريعا الى سرادق العزاء .
كانت الآراء حوله فى العزاء متباينة بين المدح والذم , لم يستطع استبانة ما ان كان رجلا صالحا ام لا , لا يهم , فالملكين يقومان فى القبربهذا الدور على اكمل وجه لكن ما احزنه كثيرا انه كان يبكى على رحيله كثيرا ذلك ما جعل المعزيين الذين اتشحوا بما بين ابيض واسود ينظرون اليه باستغراب , ذلك انه كان يبكى بصوت عال .
فى نهاية اليوم , ذهب الى القبر بباقة من الورود , وقرأ عليه بعض الأدعيه , وعاد الى البيت ينشد يوما جديدا , ويحاول الا يموت فى الغد
وما ان وضع رأسه على الكرسى الأرجوح حتى كاد يذهب فى ثبات كالذى كان فيه فى الصباح الباكر
واصبح يردد كلمته الأخيره , كان يوما حافلا
كان يوما حافلا
كا........ن يو.......ما
ح
ا
ف
ل
ا