زهره خلف الجدران
توارت الشمس بين حمرة الشفق وبدأ النهار يغمض جفنيه , ولكن زهرة وحيده خلف جدران الحد يقه لم يغمض لها جفن .
ليس لأنها تنتظر ظهور القمر , أو لأنها غارقة في السماء تنظر لصفائها ولكن لأنها تفكر حزينة فيما أصابها وتتذكر أصعب لحظاتها وذكرياتها القد يمه .
وبينما هي شاردة في التفكير حيث تذكرت سؤالا كان يردده أحد الآباء لأطفالهم المارين بتلك الحد يقه "أتدرى ما مصير الزهر ه بعد قطفها ؟" ولم تمض لحظات حتى لمحت شخصاً يأتي مهرولاً من بعيد ويحمل بين يديه أكليل زهور وبسرعة مذهله تذكرت أصدقائها وأخواتها الذين قطفوا ورمى بهم على الأرض وأخذت تستعيد ذكرياتها وما أصبحت فيه الآن وكأنها تشاهد شريطاً لحياتها :
*كم سنه مرت على صدقاتنا .
*لست أدرى ولكنها كانت أسعد أيام .
*نعم ولكنني من لحظات كنت أفكر في هذه الحياة وكيف مرت الأيام وكأنه يوم وحيد .
*هل لك الآن أحلاماً.
*منذ فراق الأحلام ما عاد لي حلماً أستعيده ، وما الأحلام إلا حبيباً فارق الإحسان .
أنه آخر لقاء كان بيني وبين صديقتي التي عانت فراق الأحلام أنني أذكرها , أتذكر كل شيء فيها .
أخذت تدمع عيناها وتسأل عما جنت الزهور وقفت متحيرة وإذا انهالت دمعتان تقول:
[أني ألتمس صبراً على صبري فعسي أن يزيدني الصبر حباً لله وحباً في الحياة ].
وأتى الصباح وأشرقت الشمس من بعيد :
اعتقد أنى ابتسمت الآن , نعم فالشمس تبتسم لي ونظرت إلي الأرض وأخذت تفكر في الحياة:
[يا لها من حياه وزمان يصرخ فيه كل شيء حتى الشوك أصبح عنقوداً كالعناقيد ].
ورفعت رأسها فجأة :
[من هذا الذي يقترب أنه وسيم ويبدوا عليه البراءة أنه طفل صغير يقترب مني إني أحس بالسعادة الآن ما هذا يده في عنقي , نعم أنه يريد قطفي والآن أحس بخديه الناعمتين تلمسني وقلبي ينبض .
فما أجمل السماء هذا الصباح. الآن سوف أترقب فجر يوم جديد ولأول مره أنظر بشغف للسماء في انتظار ميعاد جديد مع الشمس يا ليتك كنتى معي يا صديقتي العزيزة لترى هذه السعادة ].
وفجأة رمى بها على الأرض :
[الآن الآن قد فهمت ما قالته صديقتي وأحسست بحماقتي يا له من برد قاسي أتى في نصف هذا الصيف أنى أحس بقلبي يتجمد وعقلي يذهل من هذه الدنيا الآن فقط قد فات الأوان فقد كبرت عشرين عاماً الآن أضع وجهي على الأرض فلا وقت للدموع فالشمس قد ماتت إلى الأبد