موتي لكي يستريح دمي

موتي لكي يستريح دمي ... من الموت والحزن والاحتراق
موتي لكي يستوي كل شيء ... يموت كـ يحيا وكفّ كساق
وأصبح دون شعور ومعنى ... وتمسي الحياة بغير اشتياق
وتطلع في الليل شمس الصباح ... كـ يشرق في الصبح بدر المحاق
ودمع الذئاب كدمع الحمام ... و وجه الحضور كوجه الفراق
ولا فرق بين أكونُ لذيذا ... وبين أكون مرير المذاق
ولا فرق إن طيرتني الرياح ... كريش وبين شديد الوثاق
ولا همني صار قلبي صدوقا ... أم اللؤم صار به والنفاق
وصرت وسيما كوجه اليتامى ... أم الوجه صار بغير ائتلاق
وعششّ فيّ خراب وفقر ...أم الطير والعشب والانطلاق
تشققت أم صرت مثل الحديد ... تفرقت أم صار كلي اتفاق
تعريت أم صار زي نبيلا ... تزندقت أم صار نبضي الميثاق
لأنْ لم يكن لي بياض سواكِ ... وليس لدي سواكِ خلاق
لانكِ ضيّ الوحيد ونوري ... وجوي وأرضي وأنتِ الوفاق
لأنّ سواكِ خيال وظن ... وأنتِ الحقيقة دون اشتقاق
موتي لكي لا أخاف عليكِ ... من الموت والتيه والانشقاق
موتي لكي لا أموت كثيرا ... فجرحك أكبر من أن يطاق
وأكبر من أن أموت فأنسى ... وأعظم من أن يكون اختلاق
وأضخم من أن أسد فمي ... فيسكت في الصدر ألف اختناق
تمددت في العمر مثل العروق ... وفي الروح مثل جناحي براق
فمن أين أختم فيك النحيب ... وأجمع من أين فيك المراق