قصه قصيرة
في عيون الصمت
نام القمر في سرداب الحزن...زادت أصوات الخوف في شوارع بلا أسوار...
لتنطفىء شموع الأفراح... وتختفي علامات السعادة من الوجود ...فيصبح القمر رفيق كل وحيد وطبيب كل عليل ...
أنها تنتظر عودة القمر لتعود روحها إليها وتسعد برؤية رفيقها.
تلألأت الدموع على الخدين وغادرت السعادة الوجه وقالت في نفسها :-
*[لن أترك القمر دون انتظار.
ماذا يفعل في عالم باع ما باع وترك الوحدة صديق؟]
وجود بلا وجود من هم؟ أين هم؟
تساءلت وتضاربت أفكارها وغادرت روحها الواقع لتذهب إلى عالم الأوهام.
وجهاً يملأه البراءة فيعلوا بريق عينيها صفاء وأملاً في الوجود.
دون أنتظار يرفض الواقع وجود الموجود ويتهاوى إلى أعماق الماضي فيمر عبر أزمان ضاعت في السطور ألوانها.
تعلو نظراتها المكان في خوف وحده تملأ القلب الرقيق رفيق يغيب ساعات وأيام عن الأنظار ويترك خلفه ظلام وظلمات .
فترى عاشق يعزف معزوفات العاشقين ويبكى بكاء المحبوبين يبحث عنها خلف مدائن الهوى.
فقالت:-
*[عجبت لحبيب ينادى بالأمل ودموعه كالأنهار تجرى في عيون لا يفارقها السهر]
تتذكر سؤالاً في أعماق نفسها:-
*[ماذا يفعل من يحس في نفسه دبيب الفناء؟]
يزداد الصمت والظلام وحثيث من بين الأشجار يتوارى عن الأنظار.
لم تكن تعلم أنه سيحي قلبها ليموته ،يدافع عنها ليقتلها ،نادى عليها ليجزلها ،يرسل باقات زهور مسمومه بروائح الخداع.
يقول لها:-
*[نظرت في عيون القمر فزداد قلبي اشتياق للرحيل فلا تنتظريني].
تقول :-
*[مجتمعي طويت صفحاته في كتاب مغلق خلف باب مختوم ..لذلك أريد أن أكون شيء ما رسالة ما في كتاب يحوى تاريخ الأبطال وينتظر أبطال].
ضاقت بها الدنيا ذراعاً وغادرت الأيام أحلامها....
قال لها:-
*[البطولة ضاعت في عصور طويت صفحاتها ولكل بريق في عينيك تاريخ من أنين].
فقالت بصوت مذبوح:_
*[سيدي..........
لست صغيرة بما يكفي لأنسى. ولا كبيرة بما يكفي لأبكى ،لكن قلبي أرتعش عند الفراق ........
لم يكن يعلم أن للذبح فنون ،فتقبل إنحنائى لفنك المريب ......
وأعلم أنى سأضمد جراحي لأتوج أميرة على عرش الكبرياء في مملكة الوفاء بعيداً عن فنونك ....
أنتظر فسوف أعود]
في عيون الصمت.
تأليف
مروة شاكر الشربينى