عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 الدم والمشمش_ مرة أخرى

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالخميس ديسمبر 15, 2011 8:39 pm

عندما بدأت بتأليف هذه القصة كنت قد بدأت أهتم بالأدب, فكانت من أول قصصى,
وعندما نشرتها هنا لم تلق ماتمنيت أن تلقاه, وتحيرت: "ماالخطأ فيها, أين المشكلة"
ثم لاحظت منذ فترة قريبة وأنا أعيد قراءتها لاكتشاف هذا الشئ الغامض, وجدتنى وقد أغرقتها فى النظرات الفلسفية_ وكنت أظن أنها ميزة_ فانتبهت لهذا الخطأ الفادح.
ولأن هذه قصة حقيقية,تأثرت بها بشدة, وهالنى أنها ستضيع وتصنف من القصص السيئة, عدت لورقتى وقلمى واستدعيت هذا الحادث الأليم فى ذهنى ثم كتبتها مرة أخرى...
......
وأضعها الآن بين أيديكم, فى انتظار رأيكم, صدقونى سأسعد بالنصح قبل الإثناء





الدم والمشمش


خرجت من بوابة الجامعة, وأنا أتفادى بكتابى العريض لفحات شمس يوليو الحارقة المسلطة على رأسى, وحبات العرق تنزلق على وجهى, بينما قدماى كانت تحملانى إلى مسكنى هاربا من الصخب والحر القائظ ومن النفوس الصيفية.
مشيت قليلا إلى اليمين خارج البوابة ثم وقفت على الرصيف تحت اللافتة "موقف السيرفيس" وأخذت أعد نفسى للانتظار, وانتَظرَت بجوارى سيدة قاتمة الملامح صامتة اللقطات كأنها مشهد صامت يتشبث بصمته فى هذا الهياج العشوائى من الحركة والاختلاط, يلفها جلباب أسود لايخلو من علامات البؤس, يتدلى من قبضتها كيس ضئيل به حبيبات معدودة, أحسبها مشمش.
التفت إلى وجهها الشاحب؛ كان يشبه قطعة من أرض سوداء تشققت طلبا للماء, وما أنفها إلا نتوء برز من هذه الأرض, وشفتاها تلقى بين الحين والآخر بتمتمات غير مفهومة, أما عيناها فأستطيع أن أفهم ماتقول !
وقفت بجوارها وقد انتبهْت إلى صمتى المغرق فى ملامحها وقد أصبحت جزءا من عالمها الصامت, فرجعت قليلا إلى الوراء فأعود إلى عالمى, واستأنفْت انتظارى للسيرفيس, والشمس مازالت متعامدة على الرؤوس تتسلل بأناملها الجلود لتلتقط حبات العرق من وجوهنا المشوية بلفحاتها.
كانت سيارات السيرفيس تخطف الطريق ذهابا مكدسة بالركاب, فأبيت أن أستوقف أحدها, وآثرت انتظار واحد به مقعد فارغ على الأقل.
وبعد ذلك بقليل اقترب نحوى سيريفيس متباطئا حتى توقف أمامى, وأصبحت هذه السيدة خلفه, لم يكن به ركاب فسألت السائق:
-"طالع يااسطى"
فرد: "لا أنا هركن شوية"
فتأففت من هذا الوضع الشبه متكرر. أما السيدة فاكتفت بالتواء رقبتها ناحية سؤالى, وعندما سمعت جواب السائق عادت إلى عالما الصامت العميق.
حجب عنى السيرفيس بعضا من آشعة الشمس, فجاء رحمة إلى أن يأتى السيرفيس المنتظر..
وبينما أقف فى هذا الظل شارد الفكر, متعب, أرهقنى اليوم بمشاغله وحرارته, فجأة تحرك الظل من تحتى حاملاً سيرفيسه إلى يسارى ببطء ومازال يتحرك ولازلت شارد الذهن, لاأهتم بما حولى حتى استوقفنى شئ غريب.
شئ ما تلتهمه الأنياب المطاطية, شئ أسود يدور بين الإطارات, ألقى بنظرى إلى يسارى وقد اختفت السيدة البائسة ذات الجلباب الأسود .
فَهِمْت بوجهى نحو السيارة أضرب بقبضتى جدارها صارخاً نحو السائق: "توقف..توقف..توقف.." , فيتوقف السائق مجزوعا, ويهرول الناس منقادين بحبال من الحيرة, مشدوهين بصرخاتى, واكتنف المكان فجأة لغط كثير.
التفّت النساء حول السيرفيس وقد جمعن أكفهن بوجوههن وتحدقت أعينهن نحو الجلباب المفروم بين الإطارات, ورجال يستنزلون قوتهم العضلية جاذبين الجلباب المتهالك, وجمع آخر من الشباب يحاولون رفع السيرفيس, يطلق أحدهم صيحات لإثارة حماستهم؛ فتتساقط قطرات العرق من جباههم فتختلط ببقع الدماء من تحت أقدامهم. والبعض الآخر يضرب بباطن كفيه مرددين: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
ظننت أنهم إنما يجذبون قلبى أو يجرون هلعى, حتى سقط من صدرى حين رأيتهم يمسكون بذراعيها المتراخيان....
(ياإلهى أرأيت كل ذلك حقا؟!)

نعم رأيت, رأيت وجهها الدامى مُمسِك بعيناها المتجحظتان خارج جبهتها المتجلفة, بينما كانت رأسها المكشوفة تتدلى من على ذراع أحدهم والدم يتدفق من بين أصابعه. وجهها لايبوح بأى موت ولايبوح بأى حياة. وتوقفت شفتاها عن إلقاء التمتمات!
يحاولون إفاقتها من غيبوبتها, والنساء تغطين مناطق عورتها ويمسحن وجهها من الدماء, ثم حملها الرجال مسرعين إلى السيرفيس لينقلوها إلى المستشفى الجامعى المجاور..
وتنطلق السيارة, وينفض التجمهر, ولايبقى سواى – مذهول مما رأيت, قد تجمهر من تجمهر وشاهد من شاهد وانفض من انفض, وقد انتهى الأمر. ليتنى أكون بهذه المرونة.
فقد أصبحت مثل هذا التمثال الباسق الذى يقف أمامى, لايستطيع الحركة, لكنه يبدو أفضل حالاً منى كثيراً, على الأقل هو مبتسم!

ألقيت نظرة أخيرة على السيارة وهى تتلاشى فى قلب الطريق الملتوى, ثم رحلت أحمل خطاى المثقلة والشمس من خلفى تهوى إلى مضجعها لتروى مآس أخرى بآوار أشعتها, ولايبق سوى آشعة الشفق تقلب حبيبات المشمش المتناثرة فيعكس عليها حمرة الدماء.... تُرى, هل تجسد شظف العيش فى حبيبات المشمش, ونزلت قسوة القدر فى بقع الدماء ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
بلقيس
أديبة
أديبة
بلقيس


الدولة : ليبيا
الجوزاء الثور
عدد الرسائل : 519 51
نقاط : 599 تاريخ التسجيل : 07/09/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالخميس ديسمبر 22, 2011 3:47 am

نعم !
هذا هو بالضبط ما حصل أستاذ محمد الشواف
تجسد شظف العيش في حبيبات المشمش !
ونزلت قسوة القدر في بقع الدماء !
نهاية حتمية لمشهد الموت ..بتصوير مميز
هناك ترادف بين تعاطي الحياة في القصة
وبين انتزاع الموت لهذه الحياة !
وهنا يكمن الجوهر .
مودتي ..وإعجابي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسماء منصور
أديبة
أديبة
اسماء منصور


الدولة : مصر
الميزان الخنزير
عدد الرسائل : 369 41
نقاط : 417 تاريخ التسجيل : 23/10/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 23, 2011 8:15 am

صديقى محمد

اثارت قصتك المى الذى طال

فذكرتنى قصتك بحادثى

الاليم والذى نال منى الكثير

منذ شهر

الحمد لله رب العالمين

لكن سردك رائع

ولك التميز صديقى

ولك كل الود

دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 12:12 pm

بلقيس كتب:
نعم !
هذا هو بالضبط ما حصل أستاذ محمد الشواف
تجسد شظف العيش في حبيبات المشمش !
ونزلت قسوة القدر في بقع الدماء !
نهاية حتمية لمشهد الموت ..بتصوير مميز
هناك ترادف بين تعاطي الحياة في القصة
وبين انتزاع الموت لهذه الحياة !
وهنا يكمن الجوهر .
مودتي ..وإعجابي

عزيزتى الاستاذة بلقيس, الحياة والقدر هما صندوقى شقاء الإنسان, وأحيانا سعادته... أى أنهما قد يكونان الإنسان نفسه..!

أتشرف دائما بردودك, بل أنتظرها أيضا

تقديرى وتحياتى الشديدين.... وارجو أن تقبلى اعتذارى عن تأخرى الغير مقصود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 1:01 pm

اسماء منصور كتب:
صديقى محمد

اثارت قصتك المى الذى طال

فذكرتنى قصتك بحادثى

الاليم والذى نال منى الكثير

منذ شهر

الحمد لله رب العالمين

لكن سردك رائع

ولك التميز صديقى

ولك كل الود

دمت بخير

أختى أسماء/ تألم قلبى كثيرا لحادثك هذا, وأتمنى من كل قلبى أن يعافيك الله بأسرع وقت,,,
والحمد لله أنك بيننا نستمتع بما تكتبين وننتظر ردودك لما تقرأين لنا.
ودمتى بكل بخير. وتخرجين من هذه الأزمة أقوى مما كنتى عليه, لأنك ستحملين كل معانى القوة والصبر.
كما أنى تشرفت بردك وبإثناءك الذى أقدره كثيرا,,,

تحياتى وتقديرى أختى أسماء,,,,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين يناير 09, 2012 9:03 am

أعتقد أنى وفقت إلى حد ما فى هذا (التعديل الأخير)
فقد فازت القصة بالمركز الثانى فى مسابقة جامعة الزقازيق للقصة القصيرة
....
شكرا لكم

http://waraqalam.blogspot.com/2011/12/blog-post_1051.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين يناير 09, 2012 10:26 am

محمد الشواف كتب:
عندما بدأت بتأليف هذه القصة كنت قد بدأت أهتم بالأدب, فكانت من أول قصصى,
وعندما نشرتها هنا لم تلق ماتمنيت أن تلقاه, وتحيرت: "ماالخطأ فيها, أين المشكلة"
ثم لاحظت منذ فترة قريبة وأنا أعيد قراءتها لاكتشاف هذا الشئ الغامض, وجدتنى وقد أغرقتها فى النظرات الفلسفية_ وكنت أظن أنها ميزة_ فانتبهت لهذا الخطأ الفادح.
ولأن هذه قصة حقيقية,تأثرت بها بشدة, وهالنى أنها ستضيع وتصنف من القصص السيئة, عدت لورقتى وقلمى واستدعيت هذا الحادث الأليم فى ذهنى ثم كتبتها مرة أخرى...
......
وأضعها الآن بين أيديكم, فى انتظار رأيكم, صدقونى سأسعد بالنصح قبل الإثناء





الدم والمشمش


خرجت من بوابة الجامعة, وأنا أتفادى بكتابى العريض لفحات شمس يوليو الحارقة المسلطة على رأسى, وحبات العرق تنزلق على وجهى, بينما قدماى كانت تحملانى إلى مسكنى هاربا من الصخب والحر القائظ ومن النفوس الصيفية.
مشيت قليلا إلى اليمين خارج البوابة ثم وقفت على الرصيف تحت اللافتة "موقف السيرفيس" وأخذت أعد نفسى للانتظار, وانتَظرَت بجوارى سيدة قاتمة الملامح صامتة اللقطات كأنها مشهد صامت يتشبث بصمته فى هذا الهياج العشوائى من الحركة والاختلاط, يلفها جلباب أسود لايخلو من علامات البؤس, يتدلى من قبضتها كيس ضئيل به حبيبات معدودة, أحسبها مشمش.
التفت إلى وجهها الشاحب؛ كان يشبه قطعة من أرض سوداء تشققت طلبا للماء, وما أنفها إلا نتوء برز من هذه الأرض, وشفتاها تلقى بين الحين والآخر بتمتمات غير مفهومة, أما عيناها فأستطيع أن أفهم ماتقول !
وقفت بجوارها وقد انتبهْت إلى صمتى المغرق فى ملامحها وقد أصبحت جزءا من عالمها الصامت, فرجعت قليلا إلى الوراء فأعود إلى عالمى, واستأنفْت انتظارى للسيرفيس, والشمس مازالت متعامدة على الرؤوس تتسلل بأناملها الجلود لتلتقط حبات العرق من وجوهنا المشوية بلفحاتها.
كانت سيارات السيرفيس تخطف الطريق ذهابا مكدسة بالركاب, فأبيت أن أستوقف أحدها, وآثرت انتظار واحد به مقعد فارغ على الأقل.
وبعد ذلك بقليل اقترب نحوى سيريفيس متباطئا حتى توقف أمامى, وأصبحت هذه السيدة خلفه, لم يكن به ركاب فسألت السائق:
-"طالع يااسطى"
فرد: "لا أنا هركن شوية"
فتأففت من هذا الوضع الشبه متكرر. أما السيدة فاكتفت بالتواء رقبتها ناحية سؤالى, وعندما سمعت جواب السائق عادت إلى عالما الصامت العميق.
حجب عنى السيرفيس بعضا من آشعة الشمس, فجاء رحمة إلى أن يأتى السيرفيس المنتظر..
وبينما أقف فى هذا الظل شارد الفكر, متعب, أرهقنى اليوم بمشاغله وحرارته, فجأة تحرك الظل من تحتى حاملاً سيرفيسه إلى يسارى ببطء ومازال يتحرك ولازلت شارد الذهن, لاأهتم بما حولى حتى استوقفنى شئ غريب.
شئ ما تلتهمه الأنياب المطاطية, شئ أسود يدور بين الإطارات, ألقى بنظرى إلى يسارى وقد اختفت السيدة البائسة ذات الجلباب الأسود .
فَهِمْت بوجهى نحو السيارة أضرب بقبضتى جدارها صارخاً نحو السائق: "توقف..توقف..توقف.." , فيتوقف السائق مجزوعا, ويهرول الناس منقادين بحبال من الحيرة, مشدوهين بصرخاتى, واكتنف المكان فجأة لغط كثير.
التفّت النساء حول السيرفيس وقد جمعن أكفهن بوجوههن وتحدقت أعينهن نحو الجلباب المفروم بين الإطارات, ورجال يستنزلون قوتهم العضلية جاذبين الجلباب المتهالك, وجمع آخر من الشباب يحاولون رفع السيرفيس, يطلق أحدهم صيحات لإثارة حماستهم؛ فتتساقط قطرات العرق من جباههم فتختلط ببقع الدماء من تحت أقدامهم. والبعض الآخر يضرب بباطن كفيه مرددين: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
ظننت أنهم إنما يجذبون قلبى أو يجرون هلعى, حتى سقط من صدرى حين رأيتهم يمسكون بذراعيها المتراخيان....
(ياإلهى أرأيت كل ذلك حقا؟!)

نعم رأيت, رأيت وجهها الدامى مُمسِك بعيناها المتجحظتان خارج جبهتها المتجلفة, بينما كانت رأسها المكشوفة تتدلى من على ذراع أحدهم والدم يتدفق من بين أصابعه. وجهها لايبوح بأى موت ولايبوح بأى حياة. وتوقفت شفتاها عن إلقاء التمتمات!
يحاولون إفاقتها من غيبوبتها, والنساء تغطين مناطق عورتها ويمسحن وجهها من الدماء, ثم حملها الرجال مسرعين إلى السيرفيس لينقلوها إلى المستشفى الجامعى المجاور..
وتنطلق السيارة, وينفض التجمهر, ولايبقى سواى – مذهول مما رأيت, قد تجمهر من تجمهر وشاهد من شاهد وانفض من انفض, وقد انتهى الأمر. ليتنى أكون بهذه المرونة.
فقد أصبحت مثل هذا التمثال الباسق الذى يقف أمامى, لايستطيع الحركة, لكنه يبدو أفضل حالاً منى كثيراً, على الأقل هو مبتسم!

ألقيت نظرة أخيرة على السيارة وهى تتلاشى فى قلب الطريق الملتوى, ثم رحلت أحمل خطاى المثقلة والشمس من خلفى تهوى إلى مضجعها لتروى مآس أخرى بآوار أشعتها, ولايبق سوى آشعة الشفق تقلب حبيبات المشمش المتناثرة فيعكس عليها حمرة الدماء.... تُرى, هل تجسد شظف العيش فى حبيبات المشمش, ونزلت قسوة القدر فى بقع الدماء ؟!



أحسنت يا صديقي العزيز ...قصة جميلة حقا ...رغم قسوة و صعوبة الموقف الذي قمت بتصويره و أبدعت في ذلك جدا..هذا النمط من الكتابة أحبه حبا جما

أما عن الأخطاء المطبعية( النحوية ) فهي موجودة في قصتك الرائعة الجمال و بسهولة سوف تكتشفها و تعالجها بإذن الله..و أنت قادر علي ذلك

تحياتي صديقي الحبيب

Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
ragb
عضو مشارك
عضو   مشارك



الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 14 نقاط : 14 تاريخ التسجيل : 27/12/2011

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالإثنين يناير 09, 2012 10:36 am

ولا اروع من كده

روعة بجد


تقبلني معجب

Surprised
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 10, 2012 2:30 pm

عاطف عبدالعزيز الحناوي كتب:
محمد الشواف كتب:
عندما بدأت بتأليف هذه القصة كنت قد بدأت أهتم بالأدب, فكانت من أول قصصى,
وعندما نشرتها هنا لم تلق ماتمنيت أن تلقاه, وتحيرت: "ماالخطأ فيها, أين المشكلة"
ثم لاحظت منذ فترة قريبة وأنا أعيد قراءتها لاكتشاف هذا الشئ الغامض, وجدتنى وقد أغرقتها فى النظرات الفلسفية_ وكنت أظن أنها ميزة_ فانتبهت لهذا الخطأ الفادح.
ولأن هذه قصة حقيقية,تأثرت بها بشدة, وهالنى أنها ستضيع وتصنف من القصص السيئة, عدت لورقتى وقلمى واستدعيت هذا الحادث الأليم فى ذهنى ثم كتبتها مرة أخرى...
......
وأضعها الآن بين أيديكم, فى انتظار رأيكم, صدقونى سأسعد بالنصح قبل الإثناء





الدم والمشمش


خرجت من بوابة الجامعة, وأنا أتفادى بكتابى العريض لفحات شمس يوليو الحارقة المسلطة على رأسى, وحبات العرق تنزلق على وجهى, بينما قدماى كانت تحملانى إلى مسكنى هاربا من الصخب والحر القائظ ومن النفوس الصيفية.
مشيت قليلا إلى اليمين خارج البوابة ثم وقفت على الرصيف تحت اللافتة "موقف السيرفيس" وأخذت أعد نفسى للانتظار, وانتَظرَت بجوارى سيدة قاتمة الملامح صامتة اللقطات كأنها مشهد صامت يتشبث بصمته فى هذا الهياج العشوائى من الحركة والاختلاط, يلفها جلباب أسود لايخلو من علامات البؤس, يتدلى من قبضتها كيس ضئيل به حبيبات معدودة, أحسبها مشمش.
التفت إلى وجهها الشاحب؛ كان يشبه قطعة من أرض سوداء تشققت طلبا للماء, وما أنفها إلا نتوء برز من هذه الأرض, وشفتاها تلقى بين الحين والآخر بتمتمات غير مفهومة, أما عيناها فأستطيع أن أفهم ماتقول !
وقفت بجوارها وقد انتبهْت إلى صمتى المغرق فى ملامحها وقد أصبحت جزءا من عالمها الصامت, فرجعت قليلا إلى الوراء فأعود إلى عالمى, واستأنفْت انتظارى للسيرفيس, والشمس مازالت متعامدة على الرؤوس تتسلل بأناملها الجلود لتلتقط حبات العرق من وجوهنا المشوية بلفحاتها.
كانت سيارات السيرفيس تخطف الطريق ذهابا مكدسة بالركاب, فأبيت أن أستوقف أحدها, وآثرت انتظار واحد به مقعد فارغ على الأقل.
وبعد ذلك بقليل اقترب نحوى سيريفيس متباطئا حتى توقف أمامى, وأصبحت هذه السيدة خلفه, لم يكن به ركاب فسألت السائق:
-"طالع يااسطى"
فرد: "لا أنا هركن شوية"
فتأففت من هذا الوضع الشبه متكرر. أما السيدة فاكتفت بالتواء رقبتها ناحية سؤالى, وعندما سمعت جواب السائق عادت إلى عالما الصامت العميق.
حجب عنى السيرفيس بعضا من آشعة الشمس, فجاء رحمة إلى أن يأتى السيرفيس المنتظر..
وبينما أقف فى هذا الظل شارد الفكر, متعب, أرهقنى اليوم بمشاغله وحرارته, فجأة تحرك الظل من تحتى حاملاً سيرفيسه إلى يسارى ببطء ومازال يتحرك ولازلت شارد الذهن, لاأهتم بما حولى حتى استوقفنى شئ غريب.
شئ ما تلتهمه الأنياب المطاطية, شئ أسود يدور بين الإطارات, ألقى بنظرى إلى يسارى وقد اختفت السيدة البائسة ذات الجلباب الأسود .
فَهِمْت بوجهى نحو السيارة أضرب بقبضتى جدارها صارخاً نحو السائق: "توقف..توقف..توقف.." , فيتوقف السائق مجزوعا, ويهرول الناس منقادين بحبال من الحيرة, مشدوهين بصرخاتى, واكتنف المكان فجأة لغط كثير.
التفّت النساء حول السيرفيس وقد جمعن أكفهن بوجوههن وتحدقت أعينهن نحو الجلباب المفروم بين الإطارات, ورجال يستنزلون قوتهم العضلية جاذبين الجلباب المتهالك, وجمع آخر من الشباب يحاولون رفع السيرفيس, يطلق أحدهم صيحات لإثارة حماستهم؛ فتتساقط قطرات العرق من جباههم فتختلط ببقع الدماء من تحت أقدامهم. والبعض الآخر يضرب بباطن كفيه مرددين: "لا حول ولا قوة إلا بالله".
ظننت أنهم إنما يجذبون قلبى أو يجرون هلعى, حتى سقط من صدرى حين رأيتهم يمسكون بذراعيها المتراخيان....
(ياإلهى أرأيت كل ذلك حقا؟!)

نعم رأيت, رأيت وجهها الدامى مُمسِك بعيناها المتجحظتان خارج جبهتها المتجلفة, بينما كانت رأسها المكشوفة تتدلى من على ذراع أحدهم والدم يتدفق من بين أصابعه. وجهها لايبوح بأى موت ولايبوح بأى حياة. وتوقفت شفتاها عن إلقاء التمتمات!
يحاولون إفاقتها من غيبوبتها, والنساء تغطين مناطق عورتها ويمسحن وجهها من الدماء, ثم حملها الرجال مسرعين إلى السيرفيس لينقلوها إلى المستشفى الجامعى المجاور..
وتنطلق السيارة, وينفض التجمهر, ولايبقى سواى – مذهول مما رأيت, قد تجمهر من تجمهر وشاهد من شاهد وانفض من انفض, وقد انتهى الأمر. ليتنى أكون بهذه المرونة.
فقد أصبحت مثل هذا التمثال الباسق الذى يقف أمامى, لايستطيع الحركة, لكنه يبدو أفضل حالاً منى كثيراً, على الأقل هو مبتسم!

ألقيت نظرة أخيرة على السيارة وهى تتلاشى فى قلب الطريق الملتوى, ثم رحلت أحمل خطاى المثقلة والشمس من خلفى تهوى إلى مضجعها لتروى مآس أخرى بآوار أشعتها, ولايبق سوى آشعة الشفق تقلب حبيبات المشمش المتناثرة فيعكس عليها حمرة الدماء.... تُرى, هل تجسد شظف العيش فى حبيبات المشمش, ونزلت قسوة القدر فى بقع الدماء ؟!



أحسنت يا صديقي العزيز ...قصة جميلة حقا ...رغم قسوة و صعوبة الموقف الذي قمت بتصويره و أبدعت في ذلك جدا..هذا النمط من الكتابة أحبه حبا جما

أما عن الأخطاء المطبعية( النحوية ) فهي موجودة في قصتك الرائعة الجمال و بسهولة سوف تكتشفها و تعالجها بإذن الله..و أنت قادر علي ذلك

تحياتي صديقي الحبيب

Very Happy

صديقى وأخى العزيز أستاذ عاطف:
أسعدنى ردك كثيرا,, ودائما تحمل فى ردودك التشجيع الذى أقدره كثيرا.
وازدادت سعادتى بإعجابك بالقصة.. شكرا لك...

أما عن أخطائى النحوية,, فأنا أعدك أن أراجعها (نحويا) فأنا أعترف بتقصيرى فى المراجعة النحوية لأغلب كتاباتى .

شكرا كثيرا لملاحظتك...
.....

تحياتى وتقديرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
محمد الشواف
أديب
أديب
محمد الشواف


الدولة : مصر
الثور الماعز
عدد الرسائل : 227 33
نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 01/07/2011
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 10, 2012 2:38 pm

ragb كتب:
ولا اروع من كده

روعة بجد


تقبلني معجب

Surprised

شكرا أستاذ ragb, على مرورك.
وأسعدنى أنك استمتعك بالقصة

ويشرفنى أن تعجب بما أكتب, وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك
شكرا لك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohamed-elshawaf.blogspot.com/
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الدم والمشمش_ مرة أخرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدم والمشمش_ مرة أخرى   الدم والمشمش_ مرة أخرى Icon_minitimeالثلاثاء يناير 10, 2012 4:27 pm

المحترمون فقط هم الذين يسمعون كلام الآخرين و يحترمونه و إذا كان فيهم عيب أصلحوه

و أنت يا أخي الحبيب رجل محترم...رعاك الله و زادك رفعة و تألقا

تحياتي

عاطف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
 
الدم والمشمش_ مرة أخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدم والمشمش
»  مرة أخرى منام
» مؤنسة أخرى
» ناطحات سحاب و قصص أخرى
» إمرأة أخرى تهواني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: ابداع قصصى-
انتقل الى: