ثورية الرومانسية لعاطف الجندى

ديوان للنار أغنية ٌ أخيرة
و ثورية الرومانسية
***
بقلم صبرى قنديل
مهم جدًا أن يحدد المبدع مساره الإبداعى بعدما يكتشف ما لديه من قدرات على الإنفعال و التفاعل و صياغة ما تمنحه هذه القدرات و هو يمضى فى طريقه يقطع الخطوات المثابرة و التى تزيده ثقة و هو يرى النتائج تتحقق واحدة تلو الأخرى فيزداد يقينه بما حدد و بما اختار0
و كلما زداد هذا اليقين ازدادت خطواته ثقة و قدرة على الإستمرار فى السير نحو نتائج أكثر تحققاً و أكثر تحقيقاً لتطلعاته الإبداعية 0
لقد حدد الشاعر (عاطف الجندى) لنفسه مساراً شعرياً تلاقى فيه مع قدراته ، بل أن هذا المسار جاء مطابقاً لمكونه الثقافى و الإنسانى منذ البداية ، حيث جاء ديوانه الأول ( بلا عينيك لن أبحر) والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة معلناً بوضوح عن ملامح هذا المسار، إذ عكست هذه الباكورة بداية انطلاق رومانسية شعرية مضت و هى تعلن عما يجيش بذات الشاعر من فورات عاطفية صادقة و محلقة فى تجسيدها للإختلاجات الوطنية و الإنسانية و القومية و هى فى ذات الوقت تتطلع إلى تلمس الخطى الأكثر تمكنناً نحو الأحلام المشروعة التى تحتوى على آمال البشر و تنطلق بهم إلى حياة آمنة يسودها العدل و الحرية 0
و الشاعر فى ديوانه الثالث ( للنار أغنية ٌ أخيرة )يواصا انطلاقه فى نفس المسار برؤية أكثر تحليقاً و قدرة أكثر تعبيراً عن قضاياه بعد أن قطع خطوة اضافية على نفس الطريق عبر ديوانه الثانى ( مرايا النفس ) الصادر عن الهيئة العامة للكتاب و هو عنوان يؤكد الإشارات السابقة و يعكس ارتكاز الشاعر عاطف الجندى على المزج الفنى بين الذاتى و العام ليحقق لنفسهمصداقية تدفعه إلى التوغل أكثر فأكثر فيما يرتبط بالمشاعر المشتركة و بالتالى الأحلام و الهموم المشتركة 0
كما يؤكد فى ديوانه الثالث - و الرابع فى سلسلة اصداراته لأنه أصدر ديواناً للأطفال بعنوان (صباح الخير يا سارة ) - للنار أغنية أخيرة ، الصادر عن سلسلة أدب الجماهير على أن الرومانسية الشعرية ما تزال تؤدى دوراً فاعلا ً و مؤثراً و قادراً على التلمس و التواصل مع القضايا العامة بدرجة ٍ عالية ٍ و حاضرة ، طالما تخلصت من الإغراق المفرط فى الذاتية 0
يضم الديوان أربعة وعشرين قصيدة ، و تجمع بنيتها النظمية بين العمودى و التفعيلى ، و بينهما يرفع الشعر صوته جلياً عبر الموسيقى و تجليات القافية و جماليات الإتكاء على لغة تميل فى أغلب مواقفها التعبيرية إلى الطبيعة و الحنين و التلاقى ، إذ يحرص الشاعر على أن يكون صوته ملازماً لتوهج المعنى و عاملا ً من عوامل تجليه ِ، فمن أول قصيدة ( الشاطىء المأمول ) يتبدى لنا الحلم ُ مستمراً دون توقف رغم الأشواك الآلام و أمواج الوجع و السهد التى تتداعى على هذا الشاطىء ، فهى كلها قد أعطت الذات اصراراص على اصرارها فى مواصلة الحلم باعتباره أنه المعادل المؤكد لمشروعية الحياة ، لذلك كان أول سطر فى هذه القصيدة يقول 00
( شكراً
لمن أهدت لنبض قصائدى
جرحاً جديداً
فوق جرح دواتى )
فمن هذه التى يشكرها الشاعر ، هى الحبيبة المطلقة ، التى رغم كل هذا يغازلهاكأنه يقول لها ، رغم الألم : أحبك 00
عينان من عسل ٍ
و حسن ٌ طازج ٌ
و الذكرياتُ
سكبن لون مواجعى
و أقمن حفلاً
فى سهاد حياتى
و رغم كل هذا ظلت الذات على شاطئها المأمول ، لأن هاتين العينين وسط كل هذا التداعى تبشران بقدوم الحلم 0
و تؤكد هذا أيضاً قصيدة الديوان ( للنار أغنية ٌ أخيرة ) و هى تجسد حالة الشجن الشاهدة على أطلال الواقع بعدما تراجعت فيه كل القيم و التى كانت تمثل العمد العالية لثقفه الإنسانى0
و إن كانت رومانسية الذات قد انتهت فى هذه القصيدة إلى قناعة أن الشر أصبح هو الدليل القائد للنوازع الشريرة و الأطماع المتعددة ، حتى بدا الواقع أكثر سوداوية أمام هذه الحساسية المرهفة كما تجسد نهاية القصيدة يقول فيها :
الموت بعد الواحدة ْ
و الخوف يعوى فى الوجوهْ
و نزيف قلب ٍ غارق ٍ
فى أحرف الوطن / النخيلْ
و الوقت فى اكتوبرَ المسكون ِ
بالأفراح ِ
يلبس حزنه
و يغط فى نوم ٍ عميقْ
و على الطريقْ
ما بين قريتنا
و بين الراهب المنذور ِ دوماً
للصلاة ْ
سار الجناة ْ
و تقدم الشر الدليل !
و تتجلى الرؤيةعلى هذا النحو أكثر فى قصيدة ( تنويعات على جرح الوطن ) و التى تعددت لقطاتها ، حيث توحدت رومانسية الألم الذاتى مع آلام و عذابات الوطن ، و ذلك عبر هذه اللقطات القصيرة و المكثفة إذ عبَّرت عن تأثر الذات بكل هذه الآلام من زوايا متعددة و فى تقديرى لو أن الشاعر استخدم اللقطات الشعرية على هذا النحو سوف يجعل من قصائده القادمة أيقونات شعرية ، فقد عبَّرت اللقطة الرابعة تحت عنوان ( صرخة ) على سبيل المثال عن الأزمة العربية تعبيراً شديد الدلالة ، فحملت فى تكثيفها البعد الجوهرى الذى رأه الشاعر ألا و هو وصول الطغيان و الإستبداد إلى درجة تجاوزت حدود الإحتمال فيقول :
النيل يصرخ للفرات بألف ِ آه
فيرد دجلة :
مزقت أكبادنا سفن الطغاةْ
صار الجفاف من الرجال
حليفنا
و الغيث تاه
آه ٍ
ثم آه ٍ
ثم آه
ثم جاءت ( الحقيقة ) و هى اللقطة السادسة لتتوقف أمام النتائج التى أوصلها إليها الطغيان و الإستبداد إذ يقول الشاعر :
تطالعنى الحقائق
كل يوم ٍ
فاقرأ ما يخط الحزن فينا
هنا بغداد ُ
تحت الليل تبكى
فتسمعها ( مليلة ) أن
سُبينا
إلى الصومال
و السودان ِ
نزفى
إلى لبنان و القدس
و سينا
و لا يكتفى الشاعر (عاطف الجندى ) فقط بإقرار الحقيقة التى نعرفها و نكتوى بها جميعاً ، بل مارس نقداً مثالياً وفقاً لطبيعته الشعرية فى قصيدة ( شكراً لكم ) لعجز الحكام العرب و تقاعسهم عن مواجهة أزمات الأمة ، وتخازلهم عن اتخاذ المواقف المناسبة حيال قضاياها المتعددة خاصة المصيرية ، لدرجة أن الأمر كله قد حولوه إلى مجرد كلام شعارى و حماسى فقد معناه فى خطب المؤتمرات و الأحاديث و الملتقيات التى لم تعد ذات جدوى ، بعدما صارت بينها و بين الفعل قدرات غائبة و مسافات شاسعة و جروح غائرة فرأى الشاعر بدلاً من أن يبادلهم الصراخ بصراخ شعرى أن يشكرهم فى هذه القصيدة على كل هذا التخاذل و النتيجة التى أوصلونا إليها فجاء نقده لازعاً و معبراً :
شكراً لكم
شكراً لكم
أنا لا أريد رضاءكم
هذا فؤادى َ فاطعنوه بغدركمْ
مادام ينبت فى جبينى برعم ٌ
يأبى العطنْ
يهوى الحياء الهارب الأزلىَّ
من زيف القناع بوجهكمْ
يا أيها الشارون عرضاً زائلاً
و القابعون على الصدور
تلونون الحرف فى زيف الخطبْ
و الشاربون دماءنا
و الحاجبون الضوء عن أحلامنا
حولتمونا لعبة ً
و مسحتموا مجد العربْ
و يكمل الشاعر الصورة من بعد آخر فى قصيدة ( رسالة إلى مولود عربى قادم ) إذ يوجه الرسالة إلى الجيل العربى القادم لأن ينتبه ، فالمصاعب لم تثن الأجيال السابقة عن الصمود و بالتالى فإن المسئولية ما تزال كبيرة و ربما تكون فرصته – أى الجيل القادم – أفضل ، لذلك يستثير همته و حميته الوطنية و القومية بوضعه أمام تلك التناقضية التى تكبل أمته ، بينما العالم كله يحلق فى آفاق التقدم و يسابق الزمن فى تحقيق تطلعاته فيقول :
الناس فى أنحاء كوكبنا الحزين
يفكرونْ
و يسابقون الموت َ
للمريخ و الأقمار ( دوماً ) يصعدونْ
و سفائن العرب الجريحة
فى البلاهة غارقة ْ
لا النجم لاح لليلها
أو أينعت فى الأفق يوماً
بارقة ْ
و ها هو الشاعر يطلق نداءه من هذه التناقضية للجيل الجديد بان الأمل معلق على مجيئه ، رغم كل هذه الصعوبات و الأزمات المستحكمة فيقول :
يا طفلى َ المنظور فى رحم الحياةْ
ها انت تشرق فى الفلاةْ
و عليك أعباء ٌ كثيرةْ
ميراثنا
دمع ٌ
و قهر ٌ
و احتلالْ
و بكاء أطلال ٍ
و بعض ٌ من ضلالْ
و شموعنا فى الأسر ِ
مطفأة ٌ كسيرة ْ
لكنه الأمل الذى ما زال يحلق فى مخيلة الشاعر و يلازم حلمه فيتطلع لأن يحقق الجيل القادم ما عجز عنه جيله فيقول :
أنا مشفق ٌ
يا زهرة الصبار
من عبءٍ
ينوء بحمله أعتى الجبالْ
لكننى
أرنو إليك بعين حبٍّ
ملؤها زين الرجالْ
و أراك فى عين الحقيقة ِ
ممسكاً
بارودة ً
للحق نافضاً العروشْ
و تؤم أسراب الجيوشْ
فى كل شبر ٍ
يشتكى ظلم الطغاة ْ
ثم تجىء قصيدة ( الاختيار) و كأنها بانوراما لكل ما سبق الحديث عنه من تصورات ورؤى إذ أنها تقدم صورة الواقع على مأساويتها و أمامها الخوف المسيطر على الهمم ، فيقدم الشاعر عبرها دعوة للمفاضلة بين الاستسلام للذل و استعادة الكرامة ، بين أن يحيا الانسان فى مهانة القهر و بين ان ينهض و يرفع عنه كل ما يسلبه انسانيته ، لذلك تخيل الشاعر ( عاطف الجندى ) الذات المقابلة لذاته حتى يقيم هذا التناظر النفسى الدافع للنهوض 00
ففى المقطع الثالث من القصيدة يجيىء النداء من الرعية للراعى المتخاذل فيقول :
يا سيدى
واحد ٌ من رعاياك إنى
و ما زلت احلم بالنسر
يحمى اليمامة
أحلم بالبعث ، بعد المهانة
بالغيث بعد اشتهاء المطر
ثم يأتى السؤال فى المقطع الرابع بعدما ذكر الراعى بحجم المأساة فيقول :
فهل سوف تنسى 00
كما قيل عنك َ ؟!
و هل سوف تصبغ عينيكَ
بالليل كيما يموت النهار ؟!
أم تشترى صمتنا
بالخطبْ ؟!
وها هو الاختيار على صورته الثائرة تحمله نهاية القصيدة فإما الثأر أو الموت أو النزول عن العرش و هنا تأخذ ثورية الرومانسية عند عاطف الجندى موقفاً رومانتيكياً يقارب المسافة بين الحلم و الواقع و بينما تتأجج ثورة الذات بوطنيتها التى تستشرفها فى كل نموذج وطنى و قومى مفتقد ، ذلك النموذج الذى تتمثله بعد ذلك قصيدة ( أحبك ) و يهديها الشاعر إلى رجل أحبه لأنه أحب مصر ، رغم أنه لم يره و ربما يكون هذا الرجل هو جمال عبد الناصر 00 يقول الشاعر :
أنا لم أركْ
لكننى
- و برغم ذلك أخبرك ْ -
إنى أحبك يا ابن مصر الطاهرة
يا ابن الحكايا
و المرايا العاطرةْ
فإذا عدنا لعالم النظم سنجد أن الرؤية أحياناً تقع فى تناقض ، ربما بفعل الحيرة التى تكتنف الذات مثلما جاء فى قصيدة ( الشاطىء المأمول ) فرغم أن المراكب تعبت من السفر فى بحر العيون الزرق من مجابهة المواج و النوات و زيادة شوق التلاقى فإن النوارس تصب اللوم على الشاعر و ما يزال الشاطىء المامول فى العينين ِآت0
أيضاً نفس الحال فى قصيدة ( يعسوب ) الذى يرى أنه شيئاً هاماً و مؤثراً و أن كل امرأة تسعى لن تحقق شهرة على حسابه و فى ذات الوقت هناك صبية تقف حائلا ً حيث اختزلت الرؤية الشعرية النساء فى واحدة 0
يقابل هذه الملاحظة هذا التدفق الشعرى و البناء النظمى و أنساق المعانى أكثر تراتباً و منطقية فى منظور تتآذر فيه كل الصور و تتابع فى إطار هذا التدفق لكى تأتى لنا القصيدة على هذا النحو المتماسك فى كافة جوانبه كما جاء فى قصيدة (جرح ) على سبيل المثال أيضاً إذ يقول الشاعر فى غزلية فاتنة 00
أضحى شبيهك ِ
فى الوجود قليلا
لا ، بل نسيت ُ
فما رأيت مثيلا
لا الشمس فى
سحر الشروق لك الصدى
و البدر يشقى
كى يكون جميلا
و الطير باسمك فى الوجود مردد ٌ
عزف الأمانى َ
إذ أراد وصولا
و النحل اصبح للزهور
مفارقاً
و أتى شفاهك ِ
يجمع المعسولا
أيضاً فى قصيدة ( فقدان ) التى انطلقت مقاطعها من مشاعر ذاتية للفقد إلى التعبير عن الشعور العام به فى إطار من الإحكام و التدفق الجميل فيقول :
إن هذا العمر كهف ٌ
لم أجد فيه السعادةْ
كل شىءٍ
قد تبدلْ
بعدما واريت غادةْ
يا إلهى
هل لهذا العمر يوماً
من إعادة ؟!
فيه تكسو خضرة الأشواق ِ
بعضاً
من صحارى العمر ِ
تزهو
ضحكة ٌ فوق الوسادةْ
مما سبق يتبين لنا أن قصيدة ديوان ( للنار أغنية ٌ أخيرة ) تعكس ما يعترى النفس الإنسانية فى حالات الحب و الحزن و الفراق و الغربة و غيرها و كلها تتوحد فى بوتقة الحالة العامة للإنفعال الإنسانى عند الشاعر ( عاطف الجندى ) من زواياه المختلفة ، فهو فى تعبيره عن العاطفة يمضى فى كل القصائد قبالة الحبيبة – الحلم و الوطن و الغد المرتقب و الأمان الذى يؤرق غيابه النفسى
وفى هذا الإطار تتحاور ثنائيات الحضور و الغياب و الصلح و الخصام و البعد و الإقتراب و الليل و النهار و الحلم و الكابوس 00 الخ
لكن الثنائية الوحيدة التى ظلت فى جانب واحد هو الحب حيث لم تقابله الكراهية 0
أما العاطفة الوطنية و القومية فقد انطلقت كما أشرنا فى مواضع سابقة من مركز هذه الذات المحبة و تدفق مشاعرها الخاصة كما نلحظ فى قصيدة ( بكائية ) التى تعد من أفضل قصائد الديوان حيث تتدفق المعانى فى إطار غنائى متماسك يرثى فيه الشاعر حال الأمة من خلال ما جرى للعراق فأهدى القصيدة لليلى العراقية و هو يستشرفها فى منظور فلسفى إذ يقول :
تمرينَ
فى خاطري كالسحابةْ
تمرينَ
يا حلوتي
فى مهابةْ
إذا مرَّ طيفٌ
لشباكِ عمري
وألقى السؤالَ
ورامَ الإجابةْ
عن القلب من مزَّقتهُ
ومن أسعدتهُ
ومن أيقظت
فيه نار الصبابةْ
وعن دلالة العنوان ( للنار اغنية ٌ أخيرة ) فإنه ربما تنقى النار المعادن الإنسانية النفيسة من شوائبها فتنهض ذواتها مع أغنية النار لتثور فى وجه الظلم و البطش و القمع 0
و هو ما يكشف عن نبالة الذات الشاعرة عند ( عاطف الجندى ) و هى تتسلح برومانسيتها تسلحاً يصل فى نقائه إلى مثالية الرومانسية الثورية و مفادها أن للنار دلاليًا الكلمةالأخيرة فى الفصل بين مآثر المعاناة البشرية من جراء الوسائل الظالمة و المتعدية 00 الخ
و برغم من بعض الأخطاء التى لم ترصدها عين المراجعة الا أننا أما اختيار جيد للنسق اللغوى و استلهم من مألوف اللغة المتشربة لتراثها و من متداولها لكى يقيم ما يمكن أن نسميه السيولة الإسلوبية التى تلاحق العاطفة الشعرية المتأججة خاصة و أنها لم تكف عن تحليقها وهى تفيض باختلاجاتها وفقًا لمخزون لا يرى سوى السيولة الإسلوبية نهرًا تسبح فيه الرؤية الشعرية و عليه فإن على الشاعر ( عاطف الجندى ) أن يتوغل أكثر فأكثر فى أرضه الشعرية لأن قدراته الشعرية مع تنامى الخبرة تكشف عن تمكنها و هى تتواصل مع قيم الوفاء لكل ما هو إنسانى0