اخــــرالكلمــــات

لابد أن تضغى جيدا ً لهذه الكلمات .. ربما لا اتمكن من اعادتها على اذنيك ثانية .. وصمت دقائق ليستحضر جميع الآمور الهامة وليلتقط انفاسه المنقطعة .. ثم واصل الكلام اقتربى اكثر واضغى جيدا ً فسوف انبأك بالاسرار .. لقد حان الوقت لتعرفى كل شئ .. لقد كبرتى الآن .. ويمكنكِ تحمل المسؤلية وادارة الآملاك ويمكنكِ الآن تقبل الواقع .
فقاطعته .. ارجوك يا ابى توقف عن الكلام فيجهدك ذلك .. ووضعت قناع الاكسجين على انفه وفمه .. فالتقط انفاسه الضعيفة والسطحية ثم ازاله واستكمل مابدأ من حديث

وقال:. الآن لابد ان تصغى جيداً فربما تكون هذه اخر الكلمات فقاطعته بالبكاء فمد يده المرتعشة والوهنة وربت على كتفها فالتقتطها وقبلتها بحنو جارف وضمتها لصدرها .. فواصل الكلام بأعين مجهدة ملأتها الدموع .. وصوت يغلبه حشرجة الموت ..
وقال :. لقد بلغت من العمر ارذله والآن حان وقت الفراق ..
لقد استجمعت ثروتى بجهد عظيم ، هذه الثروة مبللة بعرقى ودمائى .. لقد اهدرت سنين عمرى لجمعها .. ورافقتنى والدتك رحمها الله منذ البداية .. والآن حان وقت اللقاء الذى طال انتظارى له منذ عشرون عام مضت بألم الفراق منذ وفاتها .. ،ولقد تعثرت بى الأمور فى الكثير من الاوقات وسألت اشقائى العون ودائما ً ردونى خائب المنال بعد نهبهم ارثى من جدك .. والآن ينتظرن بالخارج فى لهفة لسماع صراخك لموتى .. فينقضون عليك ويأكلون ارثك بدموع الذئاب ..

والآن ... والآن ...
ثم ضاق صدره وصعب عليه التقاط الانفاس .. وبدأ يرتعش جسده الضامر بفعل تقدم العمر والمرض فانتصبت شذى فى فزع واعادة له قناع الاكسجين وقالت .. التقط نفس عميق ثم اعد اخراجه فى هدوء بشكل متتالى .. ومع مرور الدقائق بدأ يتنفس بشكل طبيعى بينما لايزال جسده يرتعش .. فدعمته ببعض الاغطية واغلقت المكيف وواصلت مراقبته بعينيها الواسعتين بينما يرتعد جسدها الممشوق وتتصارع دقات قلبها العشرينى من الخوف أن يمضى والدها ويتركها وجبة لينة .. لأنياب زمن غادر ومطمع للأوغاد الراغبين بالثروة الطائلة .. من شركات وعقارات وأراضى وأرصدة بالبنوك .. داخل وخارج البلاد .. فندفعت منها الكلمات بعد صمت ..

وقالت :. انا لا اريد هذه الثروة .. ولا اريد الحياة دونك يا ابى .. اتريد أن تمضى وتتركنى مثل امى ؟!..
لماذا لم يكن القدر عادلا ً ابدا ً ؟!... لماذا تجرى هكذا الامور ؟.... وغرقت فى بحر من الدموع تصفعها امواجه الحزينة بقسوة وقوة دون رحمة او شفقة ..
فرفع الأب قناع الاكسجين مجددا ً وواصل الكلمات فى تقطع ينم عن بذله لجهد عظيم لإخراجها .. وصوت منخفض لايقوى على الخروج ..

وقال :. لابد أن تنفذى وصيتى .. واشار الى السجادة الكبيرة التى تعلو ارضية من المرمر بغرفته المؤسسة بأفخم الاثاث .. كأنها لأعظم الملوك .. والتى تم تجهيزها منذ مرضه كأنها رعاية مركزة بإحدى المستشفيات بصحبة فريق طبى مقيم بقصره لرعايته ..ارفعى طرف السجادة وسوف تجدين مظروف كبير احضريه فقامت بإحضاره .. واقتربت منه وانحنت عليه لتصغى له .. وبدأ الاب يكمل الحديث ..

وقال :. هذا المظروف به معلومات عن الثروة المترامية الاطراف بكل مكان .. وعن ارصدة البنوك .. وما علينا من التزامات .. وما لنا من حقوق لدى الغير .. وبه ايضا ً عقود بيع وشراء لكل الأملاك بإسمك ..

فقد فعلت ذلك فى الخفاء خشية من اشقائى والأستاذ اسماعيل القائم بالأعمال القانونية لمجموعة شركاتنا والذى تم شراءه من قبل اشقائى مقابل نسبة متفق عليها مقدما ً.. وذلك مقابل تمكينه لهم عنقى واملاكى بعد وفاتى بالتوكيل خاصته .. والذى افتضح امره امامى بمحض الصدفة .. فقمت بإلغاء التوكيل خاصته ومنعنى المرض من إنهاء العمل معه .. ووضعت المظروف اسفل السجادة حيث أن مفاتيح الخزائن تم نسخها .. ولا يتوقع احد اننى اضع شئ اسفل السجادة .. حيث يقومون بتفتيش كل مكان بالقصر..

ارادة شذى الحديث .. فأشار لها لا تقاطعينى .. يداهمنى الوقت وصمت الاب ثوانى لإلتقاط انفاسه الصعبة والسطحية والضعيفة .. فى نهجان شديد مع تحول بشرته للون الازرق بشكل تدريجى .. واستكمل ما بدأ من حديث .. لابد أن تنهى خطبتك من عمر ابن عمك شاهين حيث ما يغدق به عليك من حنو جارف ومشاعر رقيقة ودماثة خلق زائف يابنتى يرتدى قناعه ليظفر بثروتك فهو توأم لأبيه المستغل .. عديم الخلق .. وصمت مجددا ً بينما يعلو وجه شذى علامات الصدمة وتغرقها الدموع .. وواصل الاب الكلمات .. بينما قبلت طلب صديقى احمد العاصى لزواجك من نجله عبد الرحمن فهو شاب على خلق ويرغبك ليس من اجل الثروة بينما يعشقك منذ الصغر .. وسوف اطمئن عليك معه ..

وانقطعت انفاس الاب وازرق وجهه تماماً وشفتاه وارتعش جسده وشهق شهقة غير عميقة .. واغلق عينيه وارتمت يده جانبه .. فصرخت شذى صرخة مدوية شقت سكون الليل المتكاسل فى الرحيل .. ثم سقطت على الارض .

وبعد ايام صادمة وحزينه.. تم تشيع الجنازة المهيبة .. ثم اتمام مراسم الدفن .. ولم يتم اجراء عزاء ومرت الايام فى تواتر سريع .. واثناء ذكرى الوفاة للسنة الخامسة.. وقف الاب امام مدفن ابنته شذى ذات العشرين ربيعا ً.. غارق فى حزنه الشديد وبحور من الدموع الكاوية .. متذكرا ً كل شئ مضى .. متذكرا ً حينما اخذ العزاء فى ابنته الوحيدة .. متذكرا ًاخر حديث معها متذكرا ً عندما عاد من غيبوبته .. وقام بالسؤال عن ابنته شذى وانه فى شوق لرؤيتها .. تذكر صمت الجميع ولم ينسى نظرة الشفقة بعيونهم وصمتهم الطويل .. وتذكر ملامحهم .. التى تفصح عن حدوث شئ مآساوى وخطير .. وتذكر اقتراب صديق العمر احمد العاصى منه .. وكلماته القاسية وعينيه المليئة بالدموع .

حينما قال :. منذ عشرة ايام حينما سرقتك الغيبوبة ازرق وجهك نتيجة نقص نسبة الاكسجين بالدم .. واغلقت عينيك .. وسقطت يدك جانبك بفعل الغيبوبة .. فصرخت شذى صرخة مدوية ظنا ً منها انك فارقت الحياة .. ثم سقطت على الارض وحاول الاطباء اعادتها لوعيها .. بينما كانت قد فارقت الحياة لإصابتها بسكته قلبية مفاجئة .

الرائعة أسماء
أحسنت أيتها البهية
دمت بكل خير

اشكرك استاذ عاطف

دام الود

اسماء منصور كتب:: لابد أن تضغى جيدا ً لهذه الكلمات .. ربما لا اتمكن من اعادتها على اذنيك ثانية .. وصمت دقائق ليستحضر جميع الآمور الهامة وليلتقط انفاسه المنقطعة .. ثم واصل الكلام اقتربى اكثر واضغى جيدا ً فسوف انبأك بالاسرار .. لقد حان الوقت لتعرفى كل شئ .. لقد كبرتى الآن .. ويمكنكِ تحمل المسؤلية وادارة الآملاك ويمكنكِ الآن تقبل الواقع .
فقاطعته .. ارجوك يا ابى توقف عن الكلام فيجهدك ذلك .. ووضعت قناع الاكسجين على انفه وفمه .. فالتقط انفاسه الضعيفة والسطحية ثم ازاله واستكمل مابدأ من حديث

وقال:. الآن لابد ان تصغى جيداً فربما تكون هذه اخر الكلمات فقاطعته بالبكاء فمد يده المرتعشة والوهنة وربت على كتفها فالتقتطها وقبلتها بحنو جارف وضمتها لصدرها .. فواصل الكلام بأعين مجهدة ملأتها الدموع .. وصوت يغلبه حشرجة الموت ..
وقال :. لقد بلغت من العمر ارذله والآن حان وقت الفراق ..
لقد استجمعت ثروتى بجهد عظيم ، هذه الثروة مبللة بعرقى ودمائى .. لقد اهدرت سنين عمرى لجمعها .. ورافقتنى والدتك رحمها الله منذ البداية .. والآن حان وقت اللقاء الذى طال انتظارى له منذ عشرون عام مضت بألم الفراق منذ وفاتها .. ،ولقد تعثرت بى الأمور فى الكثير من الاوقات وسألت اشقائى العون ودائما ً ردونى خائب المنال بعد نهبهم ارثى من جدك .. والآن ينتظرن بالخارج فى لهفة لسماع صراخك لموتى .. فينقضون عليك ويأكلون ارثك بدموع الذئاب ..

والآن ... والآن ...
ثم ضاق صدره وصعب عليه التقاط الانفاس .. وبدأ يرتعش جسده الضامر بفعل تقدم العمر والمرض فانتصبت شذى فى فزع واعادة له قناع الاكسجين وقالت .. التقط نفس عميق ثم اعد اخراجه فى هدوء بشكل متتالى .. ومع مرور الدقائق بدأ يتنفس بشكل طبيعى بينما لايزال جسده يرتعش .. فدعمته ببعض الاغطية واغلقت المكيف وواصلت مراقبته بعينيها الواسعتين بينما يرتعد جسدها الممشوق وتتصارع دقات قلبها العشرينى من الخوف أن يمضى والدها ويتركها وجبة لينة .. لأنياب زمن غادر ومطمع للأوغاد الراغبين بالثروة الطائلة .. من شركات وعقارات وأراضى وأرصدة بالبنوك .. داخل وخارج البلاد .. فندفعت منها الكلمات بعد صمت ..

وقالت :. انا لا اريد هذه الثروة .. ولا اريد الحياة دونك يا ابى .. اتريد أن تمضى وتتركنى مثل امى ؟!..
لماذا لم يكن القدر عادلا ً ابدا ً ؟!... لماذا تجرى هكذا الامور ؟.... وغرقت فى بحر من الدموع تصفعها امواجه الحزينة بقسوة وقوة دون رحمة او شفقة ..
فرفع الأب قناع الاكسجين مجددا ً وواصل الكلمات فى تقطع ينم عن بذله لجهد عظيم لإخراجها .. وصوت منخفض لايقوى على الخروج ..

وقال :. لابد أن تنفذى وصيتى .. واشار الى السجادة الكبيرة التى تعلو ارضية من المرمر بغرفته المؤسسة بأفخم الاثاث .. كأنها لأعظم الملوك .. والتى تم تجهيزها منذ مرضه كأنها رعاية مركزة بإحدى المستشفيات بصحبة فريق طبى مقيم بقصره لرعايته ..ارفعى طرف السجادة وسوف تجدين مظروف كبير احضريه فقامت بإحضاره .. واقتربت منه وانحنت عليه لتصغى له .. وبدأ الاب يكمل الحديث ..

وقال :. هذا المظروف به معلومات عن الثروة المترامية الاطراف بكل مكان .. وعن ارصدة البنوك .. وما علينا من التزامات .. وما لنا من حقوق لدى الغير .. وبه ايضا ً عقود بيع وشراء لكل الأملاك بإسمك ..

فقد فعلت ذلك فى الخفاء خشية من اشقائى والأستاذ اسماعيل القائم بالأعمال القانونية لمجموعة شركاتنا والذى تم شراءه من قبل اشقائى مقابل نسبة متفق عليها مقدما ً.. وذلك مقابل تمكينه لهم عنقى واملاكى بعد وفاتى بالتوكيل خاصته .. والذى افتضح امره امامى بمحض الصدفة .. فقمت بإلغاء التوكيل خاصته ومنعنى المرض من إنهاء العمل معه .. ووضعت المظروف اسفل السجادة حيث أن مفاتيح الخزائن تم نسخها .. ولا يتوقع احد اننى اضع شئ اسفل السجادة .. حيث يقومون بتفتيش كل مكان بالقصر..

ارادة شذى الحديث .. فأشار لها لا تقاطعينى .. يداهمنى الوقت وصمت الاب ثوانى لإلتقاط انفاسه الصعبة والسطحية والضعيفة .. فى نهجان شديد مع تحول بشرته للون الازرق بشكل تدريجى .. واستكمل ما بدأ من حديث .. لابد أن تنهى خطبتك من عمر ابن عمك شاهين حيث ما يغدق به عليك من حنو جارف ومشاعر رقيقة ودماثة خلق زائف يابنتى يرتدى قناعه ليظفر بثروتك فهو توأم لأبيه المستغل .. عديم الخلق .. وصمت مجددا ً بينما يعلو وجه شذى علامات الصدمة وتغرقها الدموع .. وواصل الاب الكلمات .. بينما قبلت طلب صديقى احمد العاصى لزواجك من نجله عبد الرحمن فهو شاب على خلق ويرغبك ليس من اجل الثروة بينما يعشقك منذ الصغر .. وسوف اطمئن عليك معه ..

وانقطعت انفاس الاب وازرق وجهه تماماً وشفتاه وارتعش جسده وشهق شهقة غير عميقة .. واغلق عينيه وارتمت يده جانبه .. فصرخت شذى صرخة مدوية شقت سكون الليل المتكاسل فى الرحيل .. ثم سقطت على الارض .

وبعد ايام صادمة وحزينه.. تم تشيع الجنازة المهيبة .. ثم اتمام مراسم الدفن .. ولم يتم اجراء عزاء ومرت الايام فى تواتر سريع .. واثناء ذكرى الوفاة للسنة الخامسة.. وقف الاب امام مدفن ابنته شذى ذات العشرين ربيعا ً.. غارق فى حزنه الشديد وبحور من الدموع الكاوية .. متذكرا ً كل شئ مضى .. متذكرا ً حينما اخذ العزاء فى ابنته الوحيدة .. متذكرا ًاخر حديث معها متذكرا ً عندما عاد من غيبوبته .. وقام بالسؤال عن ابنته شذى وانه فى شوق لرؤيتها .. تذكر صمت الجميع ولم ينسى نظرة الشفقة بعيونهم وصمتهم الطويل .. وتذكر ملامحهم .. التى تفصح عن حدوث شئ مآساوى وخطير .. وتذكر اقتراب صديق العمر احمد العاصى منه .. وكلماته القاسية وعينيه المليئة بالدموع .

حينما قال :. منذ عشرة ايام حينما سرقتك الغيبوبة ازرق وجهك نتيجة نقص نسبة الاكسجين بالدم .. واغلقت عينيك .. وسقطت يدك جانبك بفعل الغيبوبة .. فصرخت شذى صرخة مدوية ظنا ً منها انك فارقت الحياة .. ثم سقطت على الارض وحاول الاطباء اعادتها لوعيها .. بينما كانت قد فارقت الحياة لإصابتها بسكته قلبية مفاجئة .

الاستاذه اسماء منصور
النهاية الغير متوقعه اضفت هالة الجمال لرائعتك

دمت بكل خير
بانتظار جديدك

غاليتى شرين

اسعدنى مرورك

الكريم

دام الود حبيبتى

المتألقة اسماء منصور

السرد رائع والنهاية غير متوقعة

انتي محترفة حقا

دام الابداع